دراسة اسكتلندية تؤكد أن اكتشاف الشخص الكاذب يعتبر أكثر صعوبة مما يتوقع الكثيرون، مشيرة لعدم ارتكابه لأخطاء شائعة كي يبدو صادقا أمام الجميع.
صعوبة اكتشاف الكاذب
يعتقد الكثيرون أن اكتشاف الشخص الكاذب ليس بالأمر المعقد، اعتمادا على أخطاء يرتكبها هذا الشخص أحيانا عند الحديث، حيث تظهر مع الارتباك، العيون الزائغة يمينا ويسارا، الأيدي المرتعشة في بعض الأحيان، إلا أن دراسة اسكتلندية ترى أن الأمر ليس بهذه السهولة، وقد يضع بعض الصادقين بالخطأ في قائمة الكاذبين.
أوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة إدنبرة في اسكتلندا، أن الأفعال السابق ذكرها، كثيرا ما يقوم بها الشخص الصادق أثناء حديثه، فيما يدرك الشخص الكاذب ضرورة عدم إظهار مشاعر الارتباك حتى يبدو صادقا في حديثه، ما يجعل البعض غير قادر على التفريق بين الصادقين والكاذبين في كثير من الأحيان.
الدراسة
اعتمد أساتذة علم النفس من جامعة إدنبرة، خلال إجراء الدراسة الأخيرة، على لعبة إلكترونية تقوم على البحث عن كنز مفقود، فيما اشترك في الدراسة مجموعة من المتطوعين، تم تقسيمهم إلى فريقين للاشتراك في اللعبة، أحد الفرق يتشكل من الناصحين الذين يشيرون للفريق الآخر إلى مكان الكنز، فيما يتطلب الأمر من كل فرد على حدة في الفريق المستمع، أن يحدد مدى صدق أو كذب زميله الناصح.
أشار الباحثون إلى أن كذب المشاركين في اللعبة، يبدو واضحا عند قيامهم بالسكوت وسط العبارات، مع تحرك العينين وكذلك الحاجبين، ولكن هذا فقط من وجهة نظر المستمع، الذي اكتشف أنه في أغلب المرات كان الناصح يقول الحقيقة بالفعل.
يتحدث الباحث المسؤول عن الدراسة الأخيرة، والأستاذ بجامعة إدنبرة، مارتن كورلي، قائلا: “توصلت الدراسة في البداية، إلى أننا نملك اعتقادات سائدة تخص السلوك المرتبط بالشخص الكاذب، حيث نميل إلى تصديق هذا الاعتقاد عند الاستماع لشخص يتحدث”، مضيفا: “الأزمة تكمن في أن الكاذب كثيرا ما يحرص على عدم الوقوع في الأخطاء الشائعة، بعكس الشخص الصادق الذي يرتكبها دون أن يضعها في حسبانه”.
تؤكد الدراسة في نهايتها أن اكتشاف الشخص الكاذب لا يبدو سهلا كما يعتقد الكثير من البشر، ما يتطلب الانتباه كي لا نضع أشخاصا صادقين في قفص الاتهام.