هل حقا عاش العالم آلاف الأعوام وهو على خطأ؟ وهل كروية الأرض بالفعل هي مجرد اعتقاد واهم وأكذوبة غير منطقية، صدقناها جميعا دون تفكير أو تحليل؟
أسئلة سيجيب عليها قطعا مايك هيوز بالإيجاب، فهو العالم الستيني الذي يرغب في إثبات صدق نظريته، المؤكدة على أن الأرض مسطحة، وأن العالم يعيش في أكذوبة صريحة منذ قرون طويلة، حتى أنه قرر الإنطلاق بنفسه على متن صاروخ قام بتصنيعه، ليرى بنفسه صحة نظريته، وكذب نظرية كروية الأرض.
ما حال دون ذلك، تدخل المسؤولين بالولايات المتحدة، فهل إثبات إحدى النظريتين يحتاج حقا إلى تحليق مايك في السموات المفتوحة؟
إثباتات على مدار التاريخ
منذ فجر التاريخ، تجرى التجارب الجادة للتوصل إلى حقيقة شكل الأرض، فبدأ الأمر عند اليونانيين القدماء “الإغريق” الذين قاموا بتجربة بسيطة، ولكنها شديدة الفاعلية، عندما قاموا بتثبيت أكثر من عصا في أكثر من موقع على الأرض، لملاحظة ومقارنة اختلافات شكل ظل العصا وفقا لكل مكان.
حينها لاحظ العلماء اليونانيين أن ظل العصا الأولى لم يظهر عند تعامد الشمس على الأرض، بينما ظهر ظل العصا الثانية، في ذات الوقت، ولكن بمدينة آخرى تبعد بمسافة 500 ميل عن العصا الأولى.
حينها أشار العلماء إلى أن وضع العصا الأولى والثانية بنفس الزاوية باتجاه الشمس، كان يفترض معه ظهور ظلين متشابهين لكليهما، وهو ما لم يحدث، ما أثبت لهم كروية الأرض، التي جعلت ظل العصا الثانية تظهر بوضوح، بينما اختفى تماما بالنسبة للأولى!
ولكن ما الحاجة إلى كل ذلك، وهناك إثباتات أحدث وأبسط من تلك التي تعود إلى سنوات ما قبل الميلاد، أشهرها صورة الكوكب من الفضاء، واختلافات سماء الليل كما يقال في علم الفلك، بين نصف الكره الشمالي والجنوبي، وبالطبع تعاقب الليل والنهار في كل دولة من دول العالم!
سر الارتباك والحيرة
ومثلما أجريت التجارب التي تدعم كروية الأرض، تم إجراء تجارب آخرى لإثبات العكس، والتي وإن كانت نواياها حسنة، فإنها لم تلتفت لأمور بديهية، تماما مثل تجربة انبساط الأرض في بدفورد، والتي لم تضع في الحسبان التأثير البصري للهواء فوق سطح المياه المتداخلة، ما أكد على فشلها في النهاية، وهي أشهر التجارب الداعمة لصحة نظرية انبساط الأرض.
إضافة إلى العديد من الافتراضات الواهية التي تم تصديقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصفحات الإنترنت، حيث يأتي ذلك الشغف المحيط دوما بنظريات المؤامرة ليكون داعمها الأول وربما الأخير، وهو الذي دفع البعض للتأكيد على أن صعود الإنسان نفسه للقمر ما هو إلا قصة مفبركة.
في النهاية، لا يمكن للإثباتات العلمية أن تتم يوما من خلال نقاشات تجرى عبر صفحات الإنترنت، فالأمر حقا لا يحتاج إلا لملاحظة شكل الكوكب من نقطة مناسبة من السماء، ليكشف للجميع انحناء ما بالأرض، قد يتمكن مايك هيوز من أن يراه بنفسه إن تمكن من التحليق بصاروخه الخاص.