يصعب علينا جميعا تخيل فوائد للتوتر أو القلق، إلا أن دراسة حديثة توصلت إلى أن إحساس الطفل الصغير بقليل من التوتر والقدرة على مواجهته، يعني استفادته فيما بعد على المستوى الصحي، المتمثل في إطالة العمر.
التوتر وإطالة العمر
توصلت دراسة مثيرة للجدل أجراها الباحثون من جامعة ميشيجان الأمريكية، إلى أنه على عكس ما قد يتوقع الجميع، فإن المرور ببعض من مشاعر التوتر في الصغر ومواجهتها بنجاح، تؤدي إلى إطالة العمر في الكبر بدرجات ملحوظة.
أوضحت الدراسة أن حالة الإجهاد التأكسدي التي تصيب المرء، تؤدي إلى زيادة القدرة على التعامل مع مشاعر التوتر في الكبر، بشكل يعمل على إطالة العمر ومواجهة مشكلات صحية نفسية مختلفة.
يشير الباحثون إلى أن الإجهاد التأكسدي يحدث في الأساس مع مرور السنوات، بشكل طبيعي أو لتدخلات خارجية تدعو للتوتر، مثل التلوث البيئي، أو حتى الانتباه بشكل دقيق إلى وزن الجسم خوفا من زيادته، إلا أنه يحدث في كل الأحوال الصعيد البيولوجي مع إفراز خلايا الجسم نسب من المواد المؤكسدة والجزيئات الحرة أكثر من الطبيعية.
الدراسة
أجرى الباحثون من جامعة ميشيجان بالولايات المتحدة الأمريكية تلك الدراسة الأخيرة، عبر فحص عدد كبير من الديدان الأسطوانية، التي تمر بحالات الإجهاد التأكسدي كسائر المخلوقات.
توصل الباحثون من خلال الدراسة الأمريكية الأخيرة، إلى أن خلايا الجسم الخاصة بتلك الديدان، والتي تفرز نسبا أكبر من المواد المؤكسدة في عمرها الصغير، تسببت في إطالة العمر لديها بدرجات واضحة، تفوق أصحاب خلايا الجسم التي تفرز نسبا أقل، ما يكشف عن فائدة الإحساس بالقلق والتوتر أحيانا لدى تلك الديدان ومن ثم لدى البشر.
تقول أورسولا جاكوب، وهي واحدة من المسؤولين عن إجراء الدراسة الأخيرة: “إن كان طول العمر يتحدد وفقا لعوامل البيئة والجينات الوراثية فحسب، لكانت جميع الديدان المشاركة في الدراسة ماتت في نفس الوقت، إلا أننا لاحظنا الآن أن بعضا من تلك الديدان قد عاشت لنحو 3 أيام فقط، فيما استمرت مجموعة أخرى لأكثر من 20 يوما”.
تشير الباحثة في ختام الدراسة، إلى أن الإحساس بالتوتر في عمر صغير والقدرة على مواجهته، من شأنه أن يحمي الإنسان من مخاطر عدة ويفيده بأكثر من شكل، ومن بين تلك الأشكال تعويده على مواجهة التوتر بحكمة، لتؤدي إلى وقايته من مشكلات صحية، ومن ثم إطالة العمر لديه.