المعلمون في ألمانيا هم الأكثر دخلا في البلاد، هكذا أكدت الكثير من المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أشارت لرفض المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، للمساواة حتى بين أجور القضاء والأطباء وبين أجور المعلمين، فهل هذا واقع أم فبركة؟.
المعلمون في ألمانيا
في وقت يعاني فيه المعلم في أغلب الدول العربية، من تدني الأجور بالمقارنة بالعاملين في مجالات مختلفة كالطب والهندسة والقضاء، ظهر منشور يبدو وأنه يقارن بصورة غير مباشرة، بين الأوضاع لدينا وفي دول أوروبا، وتحديدا فيما يخص رواتب المعلمين.
أكد المنشور الشائع أن المعلمين في ألمانيا هم الأعلى دخلا في البلاد، حيث تتخطى رواتبهم أجور العاملين في مجالات القضاء والطب والهندسة، ما دفع هؤلاء المتضررين إلى المطالبة بمساواتهم بالمعلم.
لم يكتف المنشور الذي نال الكثير من الإعجابات والمشاركات بمنصات التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها فيسبوك، بتلك المعلومات المثيرة للجدل، بل كشف عن رد منسوب للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على المطالبات بزيادة الأجور من قبل القضاء والأطباء للتساوي مع المعلمين، قائلة وفقا لما نشر: “كيف أساوي بينكم وبين من علموكم؟”، في تعقيب نال استحسان الكثير من رواد مواقع التواصل، ولكن هل قيل بالفعل؟.
الحقيقة
على الرغم من ارتفاع أجر المعلم الألماني، بالمقارنة بزملاء نفس المهنة في دول أوروبية أخرى، إلا أن تحقيق المعلم في ألمانيا لأعلى دخل هناك، هو أمر بعيد تماما عن الحقيقة، وفقا للأرقام الرسمية المنشورة عبر موقع Statista.
تؤكد البوابة الإلكترونية الشهيرة والمختصة بالإحصاءات الرسمية، أن الأطباء هم الأعلى دخلا في ألمانيا، برواتب سنوية تبلغ نحو 79 ألف يورو، فيما يأتي في المرتبة الثانية القضاة برواتب سنوية تقدر بحوالي 74 ألف يورو، والعاملين في مجال الهندسة في المرتبة الثالثة بمرتب يصل إلى 70 ألف يورو في العام.
أما المعلمون في ألمانيا، فتبين وفقا للإحصاءات أنهم يأتوا في المرتبة الـ12 وليست الأولى كما أكد المنشور الشائع، الذي يبدو وأنه نسب للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مقولة مفبركة وفقا للمعطيات الأخيرة، حيث أتى المعلم الألماني خلف العاملين في مجالات مثل علم النفس وعلوم الأرض والسياسة، براتب سنوي يبلغ 50 ألف يورو، وهو الأجر المرتفع بالمقارنة بالمعلمين في أغلب دول العالم، ولكنه في النهاية لا يجعل المعلمون في ألمانيا هم الأعلى دخلا في البلاد، كما أوضح منشور كاذب.