مخاوف وتحذيرات من انقراض وشيك للحشرات، يؤدي -وفقا للخبراء- إلى ارتباك بيئي جديد من نوعه، ويتطلب الانتباه قبل حدوث الكارثة، فما السر والتأثير؟ وما علاج هذا الاختفاء التدريجي للحشرات بأنواعها؟
انقراض الحشرات
كشفت دراسة حديثة تابعة لجامعتي سيدني وكوينزلاند في أستراليا، والأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية، عن مخاوف بالغة من احتمالية انقراض أكثر من 40% من حشرات العالم خلال العقود القريبة المقبلة، حيث أشارت إلى انخفاض في أعداد الحشرات بمعدل 2.5% في كل عام، بسبب التلوث البيئي والأزمات المختلفة في عالم الزراعة، ما يدق ناقوس الخطر لسكان الأرض جميعا.
أوضحت الدراسة الأخيرة أن تأثير انقراض الحشرات كارثي بكل المقاييس على العالم، حيث سيؤدي إلى خلل بيئي وانهيار بالنظم الإيكولوجية، من واقع عدم التوازن الذي يتوقع أن يحدث في حال افتقاد الكرة الأرضية للحشرات بأنواعها المختلفة، والتي تمثل 70% من الحيوانات جميعها.
تأثير كارثي
يرى الباحثون أنه في وقت تعد فيه الحشرات هي القاعدة الأساسية للمنظومة البيئية، فإن اختفاء تلك القاعدة -ولو بصورة تدريجية- سيتسبب في مشكلات كارثية بالنسبة للأرض، نتيجة لتغيرات لم تحدث منذ ملايين السنوات، حيث تسهب الدراسة الأخيرة في توصيف الأزمة المفاجئة، عبر الإشارة إلى أهمية بعض الحشرات المتمثلة في مواجهة طيور تعيش على المحاصيل الزراعية، وتهدد بانهيار الزراعة في تلك الحالة.
كذلك أوضح العلماء دور الحشرات البيئي، باعتبارها الطعام الأمثل لعدد من الطيور، التي ستعاني هي الأخرى في حال انقراض وسيلتها الغذائية الوحيدة، وربما تبدأ في محاربة وتناول بعضها البعض كطعام، مع الوضع في الاعتبار أن ما يزيد على 80% من النبات الواطن، يعتمد على الحشرات من أجل سير عملية التلقيح بالشكل المثالي المطلوب، وهو الأمر الذي دفع الباحثون إلى التأكيد أن الحشرات هي كائنات أصغر حجما من غيرها، ولكنها في واقع الأمر تحكم العالم بطريقتها الخاصة.
حل جذري
يؤكد الباحثون وراء الدراسة الأخيرة المثيرة للقلق، أهمية اتباع حلول جذرية من أجل مواجهة تلك الأزمة المنتظرة، حيث أشاروا إلى ضرورة إجراء تعديلات على الأساليب الزراعية القائمة، والتي تشمل تعديل نظم استخدام مبيدات الآفات، التي تضر بقدر ما تفيد في كثير من الأحيان.
في النهاية خلصت الدراسة إلى استنتاج واضح، يحذر من انقراض الحشرات في غضون عقود، ما لم يغير العالم من أساليبه الحالية في الكثير من الأمور، وعلى رأسها طرق الزراعة، فهل يفلح ذلك التحذير المخيف في مسعاه؟