زعمت تقارير متعددة أن إحدى البعثات العلمية تمكنت من العثور على بقايا هياكل بشرية في البحر الأحمر، تعود إلى زمن ما قبل الميلاد، لتلمح إلى احتمالية ربط تلك الهياكل، بجيش فرعون الذي غرق بذات المكان منذ آلاف السنين، فما دقة تلك الأخبار؟
العثور على جيش فرعون
بين ليلة وضحاها، صار الحديث عن قيام بعثة علمية تابعة لجامعة القاهرة المصرية، بالعثور على بقايا هياكل بشرية في البحر الأحمر، تعود إلى القرن الـ14 قبل الميلاد، هو الشغل الشاغل للكثيرين في مصر وخارجها.
فقد أشارت عدد من المواقع الإلكترونية، إلى أن بعثة مصرية كانت تبحث في الأساس عن بقايا سفن قديمة، منذ العصور الحجرية والبرونزية، تمكنت من إيجاد بقايا هياكل بشرية عتيقة، بخليج السويس، وعلى مسافة 1.5 كم عن مدينة رأس غارب، الأمر الذي دعا المسؤولين والمحللين في آن واحد، إلى التأكيد على ضرورة توسيع نطاق البحث أملا في اكتشاف ما هو أكثر خطورة وأهمية من ذلك.
وقد جاء الاكتشاف السابق ذكره، ليلهب حماسة الكثيرين بالفعل، إذ يرى الخبراء أنه يعد واحدا من الدلائل الواضحة على صدق قصة النبي موسى، وهروبه من رجال فرعون، فهل تحتاج قصة مثل تلك إلى دليل؟!
حقيقة الاكتشاف
في البداية، من المؤكد أن ما تم ذكره في القرآن الكريم من قصص وروايات، لا يحتاج إلى أي دليل أو تأكيد، لذا فالربط ما بين العثور على هياكل بشرية بالبحر الأحمر، وبين النجاح في إثبات واقع مؤكد لدينا، هو أمر بالقطع جانبه الصواب.
أما المثير حقا، فهو أن الأخبار التي تم تداولها في الفترات الأخيرة، عن العثور على بقايا بشرية تعود إلى القرن الـ14 قبل الميلاد، هي في الأصل أخبار كاذبة، ولا تمت للحقيقة بصلة، ما أوضحه رئيس قطاع الآثار المصرية، أيمن عشماوي، عندما نفي قصة البعثة الاستكشافية بالبحر الأحمر من الأساس.
في النهاية، بقي أن نشير إلى أن الخبر الشائع هذا، قد بدأ انتشاره منذ عدة سنوات، على يد موقع عالمي يدعى “World News Daily Report”، وهو موقع الكتروني يعرف نفسه بأنه منصة لتناقل الأخبار المفبركة بغرض الترفيه، ما يبدو وأنه لم يلفت انتباه الوكالات العربية، التي تناقلت الخبر الكاذب مؤخرا دون أن تتأكد من مصداقية هذا الموقع الطريف.