غابات الأمازون الممطرة لها دور مهم جدًا في الحفاظ على دورة الحياة على الأرض، و غالبًا ما يشار إلى الأمازون برئتي الكوكب، وذلك لأنها تنتج 20٪ من الأكسجين في الغلاف الجوي للأرض، وتعتبر الغابات الممطرة حيوية في إبطاء ظاهرة الاحتباس الحرار ي، كما أنها موطن لأنواع لا حصر لها من الحيوانات والنباتات، وتشتهر تلك الغابات باندلاع الحرائق، ويصنف خبراء البيئة حرائق الأمازون على أنها من اسوأ الكوارث البيئية.
غابات الأمازون
هي أكبر غابة ممطرة في العالم و 60٪ منها يقع داخل البرازيل، ومساحتها حوالي عشرة أضعاف مساحة ولاية تكساس، يطلق عليها اسم “رئتي الأرض”، ولهذه الغابات أهمية بيئية وحيوية كبيرة جدًا، حيث تخزن الأشجار غاز الكربون الذي تمتصه من الغلاف الجوي، وهي غازات تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، وتستهلك الأمازون كل عام ما يصل إلى ملياري طن من ثاني أكسيد الكربون، كما تطلق بلايين أشجار الأمازون بخار الماء الذي يكون ضبابًا سميكًا فوق مظلة الغابات المطيرة، ثم يرتفع إلى غيوم ويحدث المطر مما يكون له أثر كبير على أنماط الطقس في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية وخارجها.
ويطلق عليها اسم “رئتي الأرض” ، لأن غاباتها الشاسعة تطلق الأكسجين وتخزن ثاني أكسيد الكربون، وهو غاز يسخن الحرارة وهو سبب رئيسي للاحتباس الحراري. إذا ضاعت كمية كافية من الغابات المطيرة ولا يمكن استعادتها، فستصبح المنطقة سفانا، لا تخزن الكثير من الكربون، مما يعني انخفاضًا في “سعة الرئة” للكوكب.
أسباب حرائق الأمازون
يرى بعض المحافظين البرازيليين أن الرئيس البرازيلي يير بولسونارو سببًا رئيسيًا في اندلاع حرائق الأمازون، وذلك لأنهم يعتقدون أنه قد شجع الحطابين والمزارعين على تنظيف وتطهير الأراضي للمحاصيل أو الرعي واقتلاع المزروعات، والذي رجح بدوره اسباب ذلك أن يكون سببها الأحداث التي تحدث بشكل طبيعي، مثل الصواعق، بينما رجح المعهد الوطني لأبحاث الفضاء INPE بأنه غالبًا ما تحدث حرائق الغابات في موسم الجفاف في البرازيل، لكن حرائق عام 2019 كانت أسوأ من المعتاد على الرغم من عدم وجود تغيرات جوهرية في المناخ.
و تعد تربية الماشية أكبر محرك لإزالة الغابات في كل منطقة من مناطق الأمازون، حيث تمثل السبب في 80% من معدلات إزالة الغابات الحالية، حيث تعد أمازون البرازيل موطنا لحوالي 200 مليون رأس من الماشية، والتي تعتبر أكبر مصدر للماشية في العالم، حيث توفر حوالي ربع السوق العالمية.
وكانت غابات الأمازون الممطرة مقاومة للحريق طوال تاريخها بسبب الرطوبة الطبيعية، ولكن أكدت وكالة ناسا بأن الجفاف والأنشطة البشرية تسبب حرائق الغابات، وقد أصدرت وكالة الفضاء ناسا بيانًا نصه: “لقد تم الربط بين كثافة وتواتر حالات الجفاف والتي بدورها ساهمت في زيادة إزالة الغابات وتغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية”.
أضرار حرائق الأمازون
تعتبر المناطق التي تقع في شمال البرازيل هي الأكثر تضررا من حرائق الأمازون، لأنه ينتشر منها أعمدة الدخان في جميع أنحاء منطقة الأمازون وخارجها، وبالتالي ينتج انبعاث كميات كبيرة من الدخان والكربون، وفقًا لخدمة مراقبة كوبرنيكوس الجوية وهي جزء من برنامج مراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوروبي Cams فإن الدخان قد وصل حتى ساحل المحيط الأطلسي، وقد تسبب في حدوث ظلام في السماء في ساو باولو امتد لمسافة أكثر من 2000 ميل.
وبعض حرائق غابات الأمازون التي اندلعت في عام 2019 قد غطت عددًا من الأفدنة وأطلقت كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون أي ما يعادل 228 ميجا طن.
وهو أعلى معدل منذ عام 2010 وفقا ل Cams كما أنها تنبعث منها أول أكسيد الكربون، وهو غاز ينطلق عندما يتم حرق الأخشاب وليس لديه إمكانية كبيرة للوصول إلى الأكسجين. و تُظهر تقارير من Cams أن أول أكسيد الكربون – السام على مستويات عالية – يتم نقله خارج سواحل أمريكا الجنوبية.
كما أنها موطن لحوالي 20 ٪ من أنواع النباتات على الأرض، والكثير منها لا يوجد في أي مكان آخر، وقد صرح مدير معهد بحوث البيئة في أمازون: “مع كل هكتار محترق، يمكن أن نفقد نوعًا من النباتات أو الحيوانات التي لم نكن نعرف عنها”، لقد فقدت البرازيل جزء من الأمازون مساحته حوالي أكثر من 1330 ميلا مربعا، من الغطاء الخارجي في النصف الأول من عام 2019، بزيادة 39 في المئة عن نفس الفترة من العام الماضي، وذلك وفقا للوكالة الحكومية التي تتعقب إزالة الغابات.
نقطة التحول في نظام الأمازون وصلت إلى 20٪ – 25٪ من إزالة الغابات، وعدم وجود ما يكفي من الأشجار فإن دورة هطول الأمطار سوف تنهار، وكمية الأمطار التي تحتاجها الغابة ستقل كثيرًا، وبالتالي سوف يسود الجفاف لفترات أطول وأكثر وضوحًا وتنهار الزراعة، وقد تتحول أكثر من نصف الغابة الممطرة إلى السافانا المدارية.
دور البرازيل في حرائق الأمازون
حاولت البرازيل أن تقوم بدور القائد في حماية الأمازون ومكافحة الاحتباس الحراري، وذلك في الفترة ما بين 2004 وحتى 2012، وقامت بإنشاء مناطق حماية جديدة، وكثفت جهود المراقبة وسحبت الاعتمادات الحكومية من المنتجين الريفيين، الذين تم القبض عليهم وهم يقومون بتجريف المناطق المحمية، وقد أدى ذلك انخفاض معدل إزالة الغابات إلى أدنى مستوى منذ بدء حفظ السجلات.
ولكن مع تدهور الاقتصاد عام 2014 في فترة الركود، أصبحت تعتمد البلاد بشكل كبير على السلع الزراعية التي تنتجها، مثل لحوم البقر وفول الصويا وهما المحركان الرئيسيان لإزالة الغابات، ثم بدأت عملية تطهير الأراضي في الصعود مرة أخرى وكان كثير منها غير قانوني.
أشهر حرائق غابات الأمازون
شهدت غابات الأمازون الممطرة في البرازيل عددًا قياسيًا من الحرائق هذا العام، وتشير وكالة الفضاء بأن بيانات الأقمار الصناعية الخاصة بها أنها قد اكتشفت أكثر من 72000 من حرائق الأمازون منذ يناير 2019 بزيادة قدرها 83%، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2018.