نتعرض يوميا للكثير من الموضوعات من الأشخاص الذين نحتك بهم يوميا سواء كانوا في العمل أو علاقاتنا الشخصية خارج دائرة العمل، أو من خلال التلفاز أو الجرائد، فمن منا لا يتعرض للكثير من الأحاديث سواء كانت المسموعة أو المقروءة، وكل هذا الصخب والضجيج يجعل يومنا مليئا بالأحداث والكلمات التي تطرأ على مسامعنا طوال اليوم وتدور في أذهاننا بعدما تحدث بنا ضجيجا حتى لو أنه ضجيج داخلي.
مما لا شك فيه أن كثرة الكلام والضجيج الذى يحدث نتيجة كثرة الإطراء في الحديث من الأشياء غير المرغوب فيها، فكما قيل من عدة قرون “خير الكلام ما قل ودل” فهل فكرت يوميا لمن تنسب تلك المقولة؟ أو فكرت يوما من أن تؤمن بها حقا، أو أنها أجنت بثمارها لك؟ والكثير والكثير من التساؤلات التي قد تأتي إلى ذهنك، في هذا المقال سوف نجيب عن كل التساؤلات التي قد تتداعب ذهنك يوما ما.
هناك الكثير من المقولات التي توارثناها عن أدبائنا العظماء، والشخصيات العامة سواء كانت أدبية أو دينية أو تاريخية، اختلفت المقولات وتعددت، تلك التي تحث على الإقلال من كثرة الثرثرة وكثرة الكلام الذى لا جدوى منه، فكثرة الكلام لا تدل على المعرفة اطلاقاً بل أحيانا تدل على فراغة العقل لأن من قل كلامهم هم فقط هؤلاء المثقلين بالمعرفة والعلم، هناك الكثير من تلك المقولات التي تدل على ترسيخ مبدأ خير الكلام ما قل ودل، كتلك المقولة التي يستعين بها البعض كدليل على ترسيخ مبدأ عدم النطق سوى بالكلام المفيد فقط، “كلامك كدوائك إن قللت منه شفيت، وإن أكثرت منه قتلت” وكلمات كثيرة قد تتردد على مسامعك منها ما تتعاطف معه ويحدث يقينا بداخلك ومنهم ما تحدث نفورا بداخلك وكل شخص يختلف عن الآخر.
قد تتعرض لبعض الكلمات القليلة التي تحدث تأثيرا كبيرا في شخصيتك أي أن التأثير والتأثر بالكلمات ليست بكثرة عدد كلماتها، ولكن الفيصل الوحيد في ذلك هو أن يكون الكلام موزونا بالقدر الكافى الذى يجعل الشخص الآخر يكمل تلقي المعلومة أو استكمال الحديث بنفس الشغب والرغبة في المعرفة دون ملل أو رغبة في قطع الحديث وإنهائه وهنا تعرف قيمة المقولة العظيمة التي يدور حولها مقال اليوم “خير الكلام ما قل ودل”.
قد يعمل الناس بتلك المقولة – خير الكلام ما قل ودل – وقد لا يعملون بها ليس لأنها خطأ أو لعدم اقتناعهم بمصداقية تلك الحكمة ولكن يرجع السبب إلى إيمانهم بأن هناك طريق ثان أفضل يساعدهم على إيصال معلوماتهم للآخرين ويجعلهم يتواصلون بشكل أفضل، فالأشخاص مختلفون تماما من ناحية طريقة التفكير، والبيئة والنشأة وغيرها من العوامل التي قد تؤثر على اختلاف آليات التفكير الشخصي للأشخاص.
هذه هي لغتنا العربية التي لاتخلو من الحكم والمواعظ التي أفادت من قرأها وها هي روعة اللغة تظهر هنا في مثل هذه الخبرات التي ينقلنا لنا أدباؤنا على هيئة مقولات شائعة، التي أصبحت مقصد الكثير من المهتمين باللغة والمحبين العاشقين لتفاصيل اللغة العربية الأصيلة، هؤلاء المحافظين على تراثنا الأدبي العريق وعلى سمات اللغة العربية العريقة.