زقاق هوجان أو “Hogan’s Alley”، هي المنطقة الأكثر خطرا على الأرض والسر في العدد الكبير من الجرائم الذي تشهده، إلا أن كل الأعمال الإرهابية التي تنفذ بها، وكل هذا العنف الذي يحدث على أراضيها، لم يؤد يوما لظهور ضحايا، نظرا لأنها مجرد مركز تدريب يحاكي الواقع.
أرض الجرائم
عرفت منطقة Hogan’s Alley منذ زمن بعيد، بأنها ميدان تدريب الكثير من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، وكذلك معاونيهم من رجال تنفيذ القانون، على مواجهة الجرائم والأنشطة الإرهابية، ذلك عبر سيناريوهات تم التخطيط لها جيدا من قبل المسؤولين هناك، تشمل مواجهات تبدو حقيقية مع عناصر مدربة، ومحاولات حثيثة لفك ألغاز جرائم تبدو واقعية تماما.
ظهرت منطقة Hogan’s Alley على أرض الواقع للمرة الأولى في عام 1987، في ولاية فيرجينيا الأمريكية، حيث تأسست بغرض تدريب رجال FBI على أحدث طرق مواجهة الجرائم، إلا أن تلك المنطقة شديدة الحيوية، لا تظهر على أي خريطة رسمية، رغم كم المعارك التي تشهدها، وكذلك رغم ظهورها لأكثر من مرة في الأفلام السينمائية وبرامج التلفزيون.
مدينة حقيقية
لا تبدو منطقة Hogan’s Alley لمن يزورها للوهلة الأولى، كمركز تدريب شبيه بما يتوقعه البشر، إذ تحتوي على كل مظاهر الحياة العادية، بما تضم من بنوك وفنادق ومتاجر لبيع الذهب، ويتواجد بداخلها أناس دورهم هو تقمص شخصيات عادية، لأجل مساعدة رجال التحقيقات على التدرب، لأجل القيام بعملهم على أكمل وجه على أرض الواقع.
الجدير بالذكر أن منطقة Hogan’s Alley التي تمتد مساحتها لنحو 10 أفدنة، هي المحاولة الحقيقية الأولى من أجل إدراج رجال تنفيذ القانون في الولايات المتحدة، في تدريبات تحاكي الواقع تماما، بعدما كانوا يستعينوا من قبل بأماكن محدودة المساحات، ولا تحتوي إلا على تماثيل عرض لأداء أدوار الضحايا وربما الجناة.
أما فيما يخص الاسم، فهو يعود إلى رواية ظهرت في عام 1890، وتدعى Yellow Kid، حيث كانت تحكي عن طفل يواجه مخاطر الإجرام بصفة يومية، خلال سكنه بمبنى يدعى Hogan’s Alley، وهو الاسم الذي صار الآن يخص أشهر مراكز تدريب قوات تنفيذ القانون حول العالم.