كان اختفاء الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية MH370 أحد أكثر الألغاز التي شهدها العالم غموضا في السنوات الأخيرة، فقد انطلقت الطائرة النفاثة من طراز بوينج 777 من مطار كوالالمبور الدولي بالعاصمة الماليزية في تمام الساعة الـ12 و41 دقيقة بالثامن من مارس/ آذار عام 2014، وكان من المقرر أن تهبط في العاصمة الصينية في الـ6 والنصف تماما في نفس اليوم، لكن الطائرة التي كان على متنها 239 شخصا لم تهبط أبدا في بكين، اختفت تماما، ولم يعثر لها علي أي أثر.
رغم عمليات البحث الضخمة التي قامت بها عدة دول للعثور على الطائرة إلا أن أيا منها لم يخرج بنتيجة، لكن وفي مفاجأة غير متوقعة، ادعى خبير التقنية البريطاني إيان ويلسون أنه عثر على حطامها عبر موقع الخرائط الشهير على محرك البحث الأشهر جوجل.
ويزعم ويلسون أنه اكتشف مكان حطام الطائرة النفاثة في الغابة الكمبودية، وتعرض صور خرائط جوجل الخطوط العريضة لطائرة كبيرة الحجم، إلا أنها ممكن أن تكون صورا لطائرة تحلق مباشرة أسفل القمر الصناعي الذي صورها.
لكن ويلسون متأكد من عثوره على الطائرة، ويعتزم السفر إلى هناك لحل واحد من أعظم الألغاز في تاريخ الطيران، ويقول في تصريحات لصحيفة ديلي ستار الإنجليزية: “بمقياس رؤية جوجل، كنت أبحث في حوالي 69 مترا، لكن يبدو أن هناك فجوة بين الذيل والجزء الخلفي للطائرة”.
“إنها تبدو أكبر قليلا، لكن هناك فجوة ربما تفسر الزيادة في الحجم تلك”.
يقول ويلسون إنه عثر على الطائرة دون تكلفة مادية تذكر، فقط أنفق ساعات طوال في البحث عبر خرائط جوجل.
في العام نفسه الذي اختفت فيه الطائرة، أجرت السلطات الماليزية بحثا موسعا شارك فيه 12 دولة من بينهم الصين وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، بتكلفة بلغت 147 مليون دولار أمريكي، استمرت لـ1046 يوما، لكن لم تسفر عن أي نتائج، في يوليو 2016 خرج تقرير الحكومة الماليزية ليقول إنهم لا يعرفون ما الذي حدث لطائرة الخطوط الجوية الماليزية، وتوقفت عمليات البحث التي شملت البحث تحت سطح البحر، وفي قاع المحيط الهندي، لكن السلطات الأسترالية أعلنت أنها ستستأنف البحث فقط لو ظهر أي دليل جديد يمكن تصديقه عن اختفاء الطائرة MH370.
كان محققون ماليزيون قد تحروا عن طاقم الطائرة المفقودة، وخاصة ربان الطائرة زاهاري أحمد شاه ومساعده الفريق عبد الحميد، وثبت أنهم جميعا ليس لديهم أي سوابق أو مشكلات قد تكون سببا وراء اختفاء الطائرة.
حملت الطائرة المفقودة ركابا من 15 جنسية مختلفة، كان أكثرهم من الصينيين، فقد بلغ عدد الركاب الصينيين 152 راكبا، وشهدت التحقيقات التي أجرتها الدول التي فقدت مواطنين على متن الطائرة خرقا في تذكرة أحد الركاب، فقد حجز أحد الركاب وهو إيراني الجنسية مقعدين على الطائرة بجوازي سفر أحدهما نمساوي، والآخر إيطالي، فحين أعلنت السلطات عن جنسيات وأسماء الركاب المفقودين، كان من بين الركاب رجل نمساوي لم يصعد أبدا على متن الطائرة، وقد أعلنت الحكومة النمساوية ذلك وأكدت أن جواز سفره كان قد سرق قبل عامين من اختفاء الطائرة.
رغم ذلك لا يزال المحققون يجهلون أسباب انحراف الطائرة عن مسارها وابتعادها آلاف الأميال قبل أن تسقط في المحيط الهندي، ويعتقد خبراء أن هناك من أغلق أجهزة الاتصال بالطائرة عمدا، وقد التقط أحد الأقمار الصناعية إشارات أطلقتها الطائرة تؤكد أنها ظلت تحلق نحو 7 ساعات تقريبا بعد اختفائها.