بينما تجذبنا لقطات وصور جزر المالديف الساحرة بالمحيط الهادي، أو جزر الباهاما بالبحر الكاريبي، نلمح أحيانا جزرا أخرى، ابتعد عنها الإنسان منذ سنوات طويلة ولأسباب عدة، تختلف من جزيرة لأخرى. تماما مثلما حدث مع جزيرة سينتينيل التي يشار إليها دائما بجزيرة الرعب.
إذ يسكن جزيرة سينتينيل قبيلة أفرادها لا يحبون البشر العاديين، ما يجعلهم يعيشون في عالمهم الخاص، ويجعل الغرباء يلتزمون بالبعد عنهم تماما!
جزيرة منعزلة بالمحيط الهادي
تقع تلك الجزيرة المنعزلة عن العالم، في المحيط الهادي، وضمن جزر الأندمان الهندية بخليج البنغال، إذ يسكنها أفراد قبيلة شديدة الغموض، يرفضون تماما التعامل مع البشر بأي صورة من الصور.
لذا يصبح من البديهي بالنسبة لهؤلاء السكان، أن يصبحوا عاجزين جتى عن القيام بأبسط مبادئ الحياة، التي تتطلبها الاستمرارية ومن ثم التطور، مثل زراعة المحاصيل، أو حتى إشعال النيران، حيث تعيش أفراد قبيلة جزيرة سينتينيل حتى وقتنا هذا على الصيد فحسب!
محاولات تواصل فاشلة
سنوات طويلة تلك التي سعت خلالها الحكومة الهندية إلى التواصل مع أفراد جزيرة السينتينيل، ولكن للأسف دون أمل، إذ باءت كل تلك المحاولات التي أجريت منذ عام 1967، وحتى عام 1990 تقريبا بالفشل الذريع، حتى استسلمت الحكومة مؤخرا بالتأكيد على أن الاقتراب لمسافة تقل عن 5 كم من حدود تلك الجزيرة يعد أمرا غير قانوني.
فاقتراب الغرباء من حدود تلك الجزيرة، لا يعني بالنسبة لأفراد القبيلة الغاضبين، إلا الترحيب بهم ولكن على طريقتهم الخاصة، وهي توجيه السهام إليهم فورا، باعتبارهم أعداء!
بعد تسونامي
مع حلول كارثة تسونامي الشهيرة بالقرب من تلك المنطقة الآسيوية، في عام 2004، قامت إحدى طائرات الإغاثة الهليكوبتر بالتحليق فوق جزيرة سينتينيل.
إذ قام حينها أحد المصورين بالتقاط صورة سريعة لبعض أفراد القبيلة الذين كانوا يستعدون لإطلاق السهام نحو ركاب الطائرة الصغيرة، وهي اللقطة التي اعتبرت دليلا على نجاة أفراد القبيلة الغامضة من كارثة تسونامي!
المثير أن العدائية الشديدة التي يظهرها أفراد قبيلة جزيرة سينتينيل للغرباء، لم تعد هي السبب الوحيد الذي يجب وضعه في الحسبان قبل الاقتراب منهم، حيث يشير الخبراء إلى أن العزلة الطويلة التي عاشوا فيها، قد جعلتهم عرضة لالتقاط أمراض عدة، ينصح معها بعد الاقتراب من حدود الجزيرة تماما، خوفا من الموت بالعدوى، أو بسهام أفراد القبيلة النافذة!