بينما رزق الزوج بمولودته، فوجئ بدخول زوجته في غيبوبة، ظن على إثرها أنه فقد أم ابنته الوليدة إلى الأبد، حتى حدثت المعجزة بصورة غير متوقعة.
ولادة ثم غيبوبة
كان القلق يعتلي ملامح شيلي، الزوجة التي كانت تأمل في أن ترزق بطفلتها الأولى بنجاح، إذ كانت تشعر بالخوف من ألا تستيقظ بعد الجراحة التي ستخضع لها، ما تحول إلى واقع مرعب بالفعل.
فبالرغم من نجاح الأطباء في ولادة الطفلة ريلان، كما أملت الزوجة، إلا أن جلطة دموية انفجرت بشكل مفاجئ، لتصيب رئتيها، وتلقي بها في غيبوبة محزنة.
يحكي جيريمي، زوج شيلي، عن تلك المأساة فيقول: تجمعت السوائل عند الرئة، فتمثلت الصعوبة في وصول الأكسجين للمخ، ما تركها في تلك الحالة المربكة لنا جميعا، ولفترة ليست بالقصيرة”.
إحباط وأمل
محزنة تلك المشاعر التي كانت تحيط بجيريمي، الذي كان يحدوه الأمل، رغم ما يمر به من انكسار، وهو يقف بجانب زوجته بلا حول أو قوة، بعد أن وضعت على جهاز التنفس الصناعي.
وكما كان متوقعا، ومع مرور أسبوع كامل على الغيبوبة التي سرقت فرحة الأسرة الصغيرة، بدأ الأطباء في شرح حيثيات الموقف الصعب للزوج، مؤكدين له أنهم قاموا كل ما بوسعهم، ولكن يبدو أنها النهاية!
في ذلك الوقت تحديدا، راوضت إحدى الممرضات فكرة بسيطة، ولكنها كانت ذو أثر كبير، وغير متوقع على الإطلاق.
نجاة الأم على يد الابنة
كشفت الممرضة مانوس عن فكرة لم تخطر على بال أحد، تتعلق بقدرة تلامس الجلد بين الأم والأطفال الرضع، على فعل المستحيل، حيث أوضحت: “نعلم جميعا أهمية تلامس الجلد للجلد بالنسبة للرضع، لذا فكرت لما لا نجرب هذا الإجراء مع الأم المسكينة؟”
أخذ جيريمي طفلته الرضيعة حينها بدون تردد، ووضعها على صدر زوجته المستسلمة، أملا في أن يحرك ذلك ساكنا بداخلها، ما حدث بالفعل! إذ فوجئ جميع الحاضرين باستجابة العلامات الحيوية للأم، وظهور ذلك جليا على شاشة الجهاز الخاص المخصص لقياسها، في معجزة اكتملت أركانها في غضون أيام، حين استفاقت شيلي من غيبوبتها أخيرا، والفضل يعود للممرضة والزوج، ومن قبلهم الطفلة الرضيعة، ريلان.
اليوم وبعد مرور بضعة أعوام على تلك الحادثة الصعبة، تعيش الأم في حالة طبيعية تماما، وبلا أي مضاعفات صحية تذكر، مع زوجها المحب، وطفلتها الصغيرة، التي تمكنت من إنقاذ حياة أمها الشابة، بعد أسبوع واحد فقط من ولادتها!