نسمع عن جزر غامضة سرية حول العالم، يحدث بها ولمن يقترب منها أشياء عجيبة تلقي بها خارج السياق، وتخرجها تماما من حسابات السائحين وطالبي المتعة والجمال، كما هو الحال مع “جزيرة جيولا”.
ما سر تلك الجزيرة؟ وما اللعة التي أصابت مالكيها وذويهم؟ وما الذي لفت أنظار أبرز مخرجي “هوليوود” إليها؟
“إيسولا لا جيولا”
جزيرة”جيولا” الإيطالية هي واحدة من أصغر الجزر في نابولي وتقع قبالة ساحل “بوسيليبو” في حديقة “جايولا” المغمورة بالمياه.
وفي حقيقة الأمر تتكون الجزيرة الإيطالية الشهيرة من جزيرتين صغيرتين منفصلتين، تم ربطهما ببعض بواسطة جسر مشاة واحد مرتفع في منظر ساحر مبهر، يطل على العديد من الآثار الرومانية القديمة والمشاهد الخيالية والمنحدرات المهيبة؛ مما يترك انطباعا بأن هذا هو المكان الأمثل لكي تقع في حب العالم مرة أخرى.
ويعتقد البعض أن الشاعر الروماني العظيم “فيرجيل”، صاحب الملحمة اللاتينية الأشهر “الإلياذة” ورفيق “دانتي” في رحلة الجحيم؛ قد علم تلاميذه في على هذه الجزيرة.
اللعنة
تاريخ “جيولا” حافل بالشائعات والأسرار الغريبة، وارتبط بالعديد من الحوادث المأساوية، شأنها في ذلك شأن مثلث “برمودا” الشهير الذي ارتبط بالعديد من حوادث القتل والاختفاء، ولعل أبرز الشائعات التي أطلقت حولها أنها “جزيرة ملعونة”، تصيب لعنتها مالكيها وساكنيها.
وفقا لهيئة الإذاعة الأسترالية، تقول الأسطورة أن رجلا غامضا عرف باسم “الساحر”، عاش في الجزيرة في أوائل القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين؛ لم يسلم ملاك الجزيرة الأثرياء الواحد تلو الآخر من الكوارث والمصائر البشعة التي لحقت بهم أو بذويهم.
على سبيل المثال، في العشرينيات من القرن الماضي كانت الجزيرة تابعة للسويسري “هانز براون”، الذي وجد ميتا وملفوفا في سجادة، وبعد ذلك بقليل غرقت زوجته في البحر.
ثم انتقلت ملكيتها إلى الألماني “أوتو غرونباك”، الذي توفي عليها إثر نوبة قلبية، قبل انتحار “موريس ساندوس” الكاتب السويسري المشهور، وتلاه رجل صناعة الصلب الألماني، البارون “بول كارل لانغهايم”، وأخيرا، كانت الجزيرة ملكا لـ “جياني آنيلي” الذي عانى من وفاة العديد من أفراد أسرته.
اختطاف
يعتبر اختطاف ابن المالك “جان بول جيتي” عام 1973، من أشهر الحوادث المتعلقة بهذه الجزيرة، والذي تحول إلى فيلم مؤخرا للمخرج “ريدلي سكوت” بعنوان “All the Money in the World”.
ويمتلك المخرج العالمي “ريدلي سكوت” قائمة طويلة من الأفلام التي حققت النجاح، ومنها فيلم الخيال العلمي “بلايد رانر”، وسلسلة أفلام الخيال العلمي “إيليان”، وفيلم الدراما التاريخي “جلادياتور”، الحائز على خمس جوائز أوسكار من ضمنها جائزة أفضل فيلم.
هذا قبل أن تؤول ملكية الجزيرة إلى “جيانباسكوالي غرابوني”، الذي تسبب بشكل مفاجئ وغير مفهوم في إفلاس شركته للتأمين.