بالتأكيد أنت تدرك جيدًا ما هو فيسبوك، تلك المنصة التي ظهرت للنور عام 2004، على يد مجموعة من الطلاب الجامعيين الأمريكيين وهم مارك زوكربيرغ، واثنان من زملائه (موسكوفيتز وكريس هيوز) بقسم علوم الحاسب بحامعة هارفارد.
حاليًا يعد فيسبوك أهم منصة تواصل اجتماعي في العالم، حيث يقدر عدد مستخدميه عالميا بحوالي 2.8 مليار إنسان شهريًا طبقًا لآخر التقديرات بديسمبر 2020.
على الرغم من كون زوكربيرغ يعمل بمثابة مدير تنفيذي لإحدى أهم المؤسسات بالعالم، إلا أن طباعه الهادئة، وقلة ظهوره إعلاميا بسبب خجله تجعل منه شخصية غامضة، حتى وإن كان مشهورًا كفاية وناجحا بشكل جعله يصل إلى أن يتصدر غلاف مجلة “التايم” كشخصية العام في 2010، إيمانا من مانحي الجائزة بالدور الذي قام به مارك في جعل العالم مكانا أكثر ترابطًا.
وبما أن الفضول طبيعة بشرية، فبالتأكيد ما زالت هنالك الكثير من المعلومات الغامضة حول ذلك الرجل التي تقدر ثروته بحوالي 100 مليار دولار، تضعه ثالثًا على قائمة الأكثر ثراءً بالعالم بعد كل من “جيف بيزوس” مؤسس أمازون، و”بيل جيتس” صاحب شركة “مايكروسوفت”.
عمى الألوان واللون الأزرق
طبقًا لملف التعريف الذي نشرته صحيفة “نيويوركر” بخصوص فيسبوك وزوكربيرغ، فالسبب الرئيسي لاختيار اللون الأزرق ليكون لونًا لمنصة فيسبوك هو أنه مصاب بعمى الألوان، ووفقما جاء في الحوار الذي جاء على لسان مارك مع الصحفي “خوسيه أنطونيو فارغاس” والذي نشر في نفس الصحيفة، فقد جاء على لسان مارك زوكربيرغ نصًا.. “اللون الأزرق هو أغنى الألوان بالنسبة لي، يمكنني أن أرى كل درجات الأزرق بوضوح”.
وهو ما فسره المتخصصون باحتمالية إصابة زوكربيرغ بمرض عمى الألوان، وهو مرض يجعل المصاب به غير قادر على التمييز بين بعض الألوان منها الأصفر والأخضر.
المال ليس هدفًا
ربما يبدو هذا العنوان مربكًا، فثروة مارك زوكربيرغ الطائلة تشير إلى أنه يسعى بكل جهده لمراكمتها، إلا أنه على الجانب الآخر، وفي مقابلاته النادرة، غالبًا ما يظهر في هيئة شخص عادي، يرتدي ثيابا عادية، ولا يقوم بتصدير حياة الأثرياء كعنوان له، ولو لمرة واحدة.
في العديد من المقابلات، شدد مارك زوكربيرغ على أن الهدف الحقيقي له هو ربط العالم، وليس جني الأموال، بدا ذلك منطقيا بعض الشيء حينما كتب مارك في ملف “S-1” التعريفي بسياسات فيسبوك والذي نشر علنا للجمهور.. “نجني الأموال لتقديم خدمات أفضل“.
تحديات شخصية
في العام 2011، أعلن مارك زوكربيرغ أنه سوف يدخل في تحد شخصي مع نفسه بأن يتحول لشخص نباتي، وأنه سوف لن يأكل أي لحوم سوى تلك الخاصة بالحيوانات التي ينحرها بنفسه، وهذا ضمن طريقة خاصة به للتحكم بإرادته عبر وضع تحديات سنوية لنفسه.
وكتب عن ذلك على صفحته الشخصية بـ”فيسبوك”.. “السبب في هذه الخطوة هي أنني أعتقد بأنني شخص محظوظ بهذه الحياة الرائعة، أحب أكل اللحوم، وقبل هذا العام كنت آكلها يوميا تقريبًا، أريد أن أكون أكثر ارتباطا بالطعام الذي أتناوله، ومن الحيوانات التي تقدم حياتها كي أتمكن من أكلها“.
مارك مصمم المجوهرات
في العام 2012، كان مارك قد قرر أن يتزوج من السيدة “بريسيلا تشان”، التي كانت زميلة له منذ أن كان بالجامعة، حيث أقام مارك حفلا صغيرًا بمناسبة عرسه في بيت بمدينة كاليفورنيا داعيا 100 شخص فقط للحضور.
بنفس الصدد، تم التركيز بالطبع على أجواء حفل الزفاف، وكل تفاصيله، نظرًا لشهرة “زوكيربيرغ” الواسعة، لكن المفاجأة كانت أن الخاتم الذي قدمه مارك لزوجته كان بسيطا للغاية، عبارة عن ياقوتة محاطة بالماس من الجانبين، كما أنه كان من تصميمه الشخصي، نال ذلك الخاتم نقدًا لاذعا، حيث كان يتوقع أن يكون حجم الأحجار الكريمة أكبر من ذلك، بأخذ ثروة مارك في الاعتبار بكل تأكيد.
ربطة عنق واحدة
بالعودة إلى التحديات التي سلف ذكرها، فقد تحدى مارك نفسه في عام 2009 بأن يرتدي ربطة عنق واحدة لعام كامل، على عكس الشائع، فالمعروف عن زوكربيرغ أنه يفضل ارتداء الأزياء غير الرسمية، معللًا ذلك بأنه يريد أن يوضح لكل العالم بأن الانهيار الاقتصادي الذي حدث في 2008 من الممكن أن يصيب الجميع بالأذى.
وكتب على صفحته الرسمية.. “هذا العام كان خطيرًا جدًا بالنسبة لنا، تزدهر الشركات الكبرى من خلال الاستثمار بشكل أكبر بينما يتراجع الآخرون أثناء الركود، لكن الشركات الكبرى تتأكد أيضًا من أنها قوية ومستدامة مالياً، كانت ربطة العنق رمزًا لمدى جدية هذا العام وأهميته، وقد ارتديتها كل يوم لإظهار ذلك”.