عجائب

آكل الأطفال المرعب.. سر أغرب تمثال في العالم

عند زيارة الأماكن الأثرية، نلمح أحيانا تماثيل قديمة غامضة، لا نعرف سر نحتها أو الاحتفاظ بها طوال تلك السنوات، وبالحديث عن تلك التماثيل، نشير الآن لما يمكن اعتباره أكثرها غموضا، حيث يتصدر المشهد بالعاصمة السويسرية برن، ويثير الجدل دائما بين السياح عند رؤيته لمرة الأولى، إنه تمثال “آكل الأطفال” العجيب والمرعب في الوقت ذاته.

تاريخ التمثال

يعود بناء تمثال آكل الأطفال، إلى أواسط القرن السادس عشر، وتحديدا عام 1546، وهو تمثال في صورة نافورة، تتاح مشاهدته للعيان، بأحد الميادين الكبرى بالعاصمة السويسرية، ويظهر رجلا ضخما يقوم بابتلاع طفل صغير وهو ممسك به بإحدى يديه، بينما يقوم بإحاطة ثلاثة أطفال آخرين على الجانب الآخر منه، يبدو عليهم الذعر الشديد.

فما سر هذا التمثال الغامض، والذي طالما تسبب في هلع الأطفال الصغار، عند مشاهدته؟!

احتمالات عدة

في الواقع، لم يسمح الفارق الزمني الطويل بين تاريخ إنشاء هذا التمثال، وبين عصرنا الحالي، بأن يكشف لنا حقيقة مؤكدة وراء نحت تمثال آكل الأطفال المرعب هذا، ولكن بشكل عام، يبدو أن سر هذا التمثال ينحصر في عدد قليل من الاحتمالات.

أولها هو التأثر بقصة الملك كرونوس، وهو أحد الملوك المشار إليهم في الأساطير اليونانية بأنه ابن السماء والأرض، حيث كان قد قام بابتلاع أطفاله الـ5، طاعة لوالديه، بعد أن حذراه من أن أطفاله سيقتلونه يوما، بعد أن يشتد عودهم.

أما الاحتمال الثاني فيتلخص في كون الشقيق الأكبر للدوق بيركتولد، مؤسس العاصمة برن، كان يعاني من سخرية شقيقه الأصغر دوما وهما صغار، ما جعله يكره الأطفال الصغار جميعا وينتقم منهم بتلك الصورة البشعة، وهو احتمال لم تظهره أي سجلات رسمية في سويسرا.

أما الاحتمال الأخير والأقرب للحقيقة، فيشير إلى أن بناء ذلك التمثال الضخم لا يعد إلا رسالة للمجتمع اليهودي، وتحذيرا لهم من أي تجاوزات قد يرتكبونها أو يقوم بها أبناؤهم يوما، في وقت يشار فيه إلى أن آكل الأطفال نفسه يرتدي قبعة طالما اقتناها اليهود في تلك الفترة التاريخية.

لذا فقد كثرت الاحتمالات عن هذا التمثال، والتي وصلت إلى اعتباره حتى مجرد رمز، لطريقة تقليدية في تخويف الأطفال الصغار من ارتكاب الأخطاء، لذا فحتى وإن كان قد عفا الزمان على تلك الطريقة، فإن ذلك لن يسمح قطعا بإزالة هذا التمثال الشهير من العاصمة السويسرية، تمثال آكل الأطفال.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى