كيف يؤدي خطأ واحد صغير إلى اختناق مروري هائل؟ | قل ودل

تعد ظاهرة الاختناق المروري من أكبر الأزمات العامة، والتي تكاد تعاني منها الأغلبية العظمى من دول العالم، فتؤدي لتعطيل المصالح العامة، بل ولإصابة البعض بأمراض خطيرة، جراء تنفس عوادم السيارات لأوقات طويلة جدا، وهي الأزمات المرورية التي قد يكون لنا يد فيها، بالنظر لتلك الأخطاء التي نرتكبها جميعا أثناء القيادة. عدم ترك المسافات المناسبة الاقتراب أكثر من اللازم من السيارة التي أمامك، سيؤدي إلى توقفك المفاجئ أكثر من مرة، وهو الأمر الذي وإن لم يتسبب في حادث مروري، فإنه سيعمل على التوقف ثم التحرك لمرات عدة ومن ثم تعطيل حركة الجميع من خلفك، بينما لن يؤدي ترك مساحات شاسعة مع السيارة التي تسبقك إلى نتائج أفضل كثيرا كذلك. لذا فالحل الأمثل هو أن تقوم كل سيارة بالتواجد في وسط المسافة بين السيارة التي تسبقها والتي تخلفها، لضمان السير على سرعة ثابتة دون اللجوء للتوقف ثم السير مرارا وتكرارا. الانشغال عن الطريق سواء كان ذلك بسبب حادث مروري يجذب الانتباه، أو لإجراء مكالمة هاتفية مهمة، فإن النتائج هنا تكون غالبا شديدة السلبية، فإما أنها ستتسبب في حادث مروري آخر، أو أنها ستجعلك تسير دون التركيز المطلوب، فتزيد فرص تعطيل السيارات الأخرى التي تسير من خلفك، وهي الأمور التي تخلق في النهاية الأزمات والاختناقات المرورية المزعجة. لذلك ينصح دائما بعدم استعمال الهاتف، سواء في المكالمات أو في الرد على الرسائل النصية، أثناء القيادة، حفاظا على سلاسة مرور السيارات من حولك، وبالطبع لضمان سلامتك وسلامة الآخرين. عدم الاستفادة من تقاسم الركوب بالرغم من ظهور مصطلح تقاسم الركوب، المعروف بـ"Carpooling" أو "Car-sharing" باللغة الإنجليزية، منذ سنوات عدة، وهو نظام تقسيم الرحلات بين أكثر من شخص لهم نفس الاتجاه، إلا أنه وحتى وقتنا الحالي لم تتم الاستفادة منه بالشكل المطلوب في مجتمعاتنا العربية. حيث يقوم هذا النظام على تقليل عدد السيارات بصورة واضحة جدا، من خلال الاستعانة بسيارة شخص واحد فقط لتوصيله هو وزملاؤه إلى العمل أو إلى الجامعة مثلا، ما سيخفف الضغط الموجود بالشوارع والطرقات، وما يجعل منه حلا رائعا للختناقات المروية. التوقف بالصفوف الثانية يلجأ البعض إلى التوقف بسياراتهم في المكان الأقرب لوجهتهم التي يرغبون في دخولها، حتى وإن كان ذلك بالوقوف في صفوف ثانية أو حتى ثالثة، دون الاهتمام كثيرا بأن ذلك قد يخلق أزمات مرورية عدة، وخاصة لو كان هذا الطريق ضيقا ولا يتحمل ركن السيارات فيه. وهي أزمة حقيقية يجب أن تراعى عبر استعمال الأماكن المخصصة للركن وحسب، بالإضافة إلى ضرورة تطبيق العقوبات على من يتهاون في مثل تلك الأمور، بحزم شديد. صعوبة الركن للأسف تلك الأزمة تحديدا ليس لها حلول جذرية أو سهلة، حيث نجد أن الكثير من الناس يعانون من صعوبات كبيرة، تخص الاصطفاف بسياراتهم بكفاءة، وفي وقت قصير، قبل أن ينتج عنه تعطيل حركة السيارات الأخرى، بجانب أزمة عدم إيجاد المكان المناسب للركن من الأساس. ولكن تأتي التكنولوجيا الحديثة لتسهل من تلك المشكلة قليلا، حيث ظهر نظام الاستشعار الإلكتروني في بعض الدول، والذي يبلغ السائق بالأماكن الخالية التي يمكنه ركن السيارة فيها، دون أن يستمر في البحث لأوقات طويلة تعطل حركة كل من حوله، إضافة إلى وجود الاستشعارات الخاصة بكل سيارة، والتي تنبه القائد عند اقترابه من سيارة أخرى أثناء الاصطفاف، ما قد يجعل عملية الركن أسهل كثيرا من ذي قبل.

صعوبة الركن

اترك تعليقاً إلغاء الرد