الموت أمر يدعو للحزن والكآبة، ولكن لا مفر منه.. يجعل المرء يمر بخليط من مشاعر الألم والاشتياق، لكن لابد من مواجهته بشجاعة وبأس.. قد يأخذ منك صديقا أو حبيبا أو أقرب الناس إليك حتى. هو لا يفرق بين أحد، لذا فالتعامل مع توابعه أمر إجباري، حتى نكمل مشوار الحياة، ولا نعيش بين ظلال الحسرات.
استمداد القوة من المحيطين بك
تعد فترة وفاة أي شخص عزيز، بمثابة اللحظة المناسبة للاقتراب من أصدقائك وعائلتك بشكل أفضل، فمن خلال ذلك، يتم استمداد الدعم والمساندة. كذلك يشعر الإنسان في تلك الحالة بالرضا من وجود أشخاص تهتم لأمره، علما بأنه لا يوجد ضرر من إطلاق مشاعرك، بالبكاء مثلا أمام صديق مقرب أو أحد أفراد الأسرة، فهو أمر طبيعي جدا في حالات الفراق لشخص عزيز.
الاقتراب من الله
لن يحصل الإنسان على الراحة النفسية اللازمة في تلك الظروف القاسية، من شيء ما، أكثر من الاقتراب من الله. ففي تلك الأوقات، سيعمل الذهاب إلى دور العبادة، والمواظبة على الصلوات، على منح الشخص المتألم، الصبر والتقبل للواقع المر، وهل يوجد داعم لك أفضل من الله؟
مواجهة الحزن
لا بد من مواجهة مشاعر الحزن، فحتى لو تم تجنبها لبعض الوقت، لن يتم تجنبها طوال الوقت، بل على العكس، عدم مواجهتها سيؤدي إلى عدد من المضاعفات أنت في غنى عنها،
الكتابة عن المتوفى
اكتب عن من افتقدته مؤخرا، فسواء أعلنت للناس عن مشاعرك من خلال كتابتك عن الشخص المتوفى، أو سواء كتبت ذلك ولم تعرضه على أي شخص، فسيفيدك هذا بالفعل، حيث سيعمل على منحك تقبلا للأمر ومشاعر للرضا عن ما أصابك.
اللجوء للهوايات
الانغماس في ممارسة الهوايات والرياضة، سيمنحك شعورا بالبهجة، خاصة من خلال الأنشطة الاجتماعية التي تشتمل على معرفة أشخاص جدد، كل هذا سيعطيك جانبا من الحيوية أنت في حاجة إليه.
زيارة المتخصصين
بالرغم من الاعتقاد السائد بالمناطق العربية، عن أن الذهاب للطبيب النفسي يعد أمرا مخجلا، ويجب أن يتم تجنبه، وحتى لو تم فيجب أن يكون سرا. إلا أنه في واقع الأمر هو شيء طبيعي جدا، ولا عيب فيه، خاصة في الظروف الصعبة التي تصل بك أحيانا إلي عدم احتمالها.
لذا فإن شعرت بأنه لا يمكنك تجاوز حالة الوفاة التى تعرض لها شخص قريب من قلبك، فلا مانع على الإطلاق من الحصول على الدعم من أحد المتخصصين، والذي بإمكانه أن يعطيك أفضل وأبسط الحلول من أجل تخطي الأزمة سريعا.
وفي النهاية، قد نشعر في لحظات الوفاة بمشاعر مختلطة، ما بين الغضب، والحزن، والكآبة، وبين عدم تقبل الأمر وإنكاره، ولكن يظل الموت حقيقة لا يمكنك إنكارها وليس بيدك تجاهها أي شيء. كل ما عليك فعله هو تقبله، حتى تتجاوزه سريعا، ومن ثم تكمل رحلة الحياة بكل ما فيها.