يدرك أغلبنا التأثير السلبي للصيد الجائر على فرص بقاء مجموعة لا حصر لها من الحيوانات، ولكن هل تعلم أن أضرار الصيد الجائر تطال البشر أنفسهم وفرص استقرار العالم من حولك؟ هذا ما نكشف عنه في تلك السطور.
الصيد الجائر
يعرف الصيد الجائر بأنه كل العمليات التي تقوم على اصطياد الحيوانات بصورة غير قانونية، حيث تشهد أحيانا قتل تلك المجموعات من الحيوانات لأسباب مختلفة، ما بين أهداف مادية أو حتى عقائدية في بعض الأحوال.
يرى خبراء الحياة البرية أن استمرار الأمور على هذا النسق، قد تؤدي إلى انقراض مجموعة لا بأس بها من الكائنات الحية، فيما تبدو الأزمة أكثر خطورة عندما تهدد فرص بقاء البشر أنفسهم ليتضح أن أضرار الصيد الجائر محيطة بنا جميعا.
أسباب الصيد الجائر
يمكن القول إن السبب الأبرز وراء انتشار عمليات صيد الحيوانات بشكل غير قانوني هو العامل المادي، الذي يدفع البعض إلى اصطياد الحيوانات أملا في الاستفادة من بيعها بأسعار تعتبر خرافية في بعض الأحيان، حيث كشف تقرير تابع لجريدة العلم عن وقوع ما يزيد عن 5500 فصيلة مختلفة من الثدييات والطيور والزواحف للبيع والشراء بأسواق الحيوانات بصفة منتظمة.
من الوارد أن تتم عمليات الصيد الجائر لأغراض تتعلق بالعقيدة، كما يحدث لدى بعض القبائل في آسيا وإفريقيا، حيث يؤمن البعض من سكان تلك المناطق أن جلود وذيول وريش وأسنان بعض الحيوانات يجب أن تكون حاضرة دوما في الاحتفالات الدينية التي تقام هناك.
الأدهى من ذلك أن عمليات الصيد الجائر تحدث أحيانا لأهداف طبية، أو هكذا يعتقد البعض، حيث تتكرر عمليات صيد وحيد القرن اعتقادا بأنه يمكن استغلال قرنه في صناعة الدواء، علما بأن السلاحف والثعابين وفرس النهر تعتبر جزءا من الطب الصيني القديم، ظنا أنها تساهم في علاج مجموعة من الأمراض الخطيرة وفي مقدمتها مرض السرطان.
لا يمكن تجاهل إمكانية تكرار عمليات الصيد الجائر للحيوانات بغرض تناول لحومها، حيث تبقى الأسود والفيلة وكذلك فرس النهر والغزلان، من ضمن الحيوانات التي تؤكل لحومها في مناطق عدة في القارة الإفريقية، مع الوضع في الاعتبار أن نسبة كبيرة من المطاعم بقارة آسيا تشهد تقديم أطباق من الثعابين والسلاحف والخفافيش.
أضرار الصيد الجائر
أضرار الصيد الجائر على الحيوانات
بينما ينصب تركيز المستفيدين من الصيد الجائر على المكاسب التي تتحقق جراء تلك الأعمال غير القانونية، فإن النتيجة على أرض الواقع تشهد تدهور حال الحيوانات والبشر في آن واحد.
تعد كارثة الانقراض هي الضرر الأبرز من بين أضرار الصيد الجائر، حيث تشير الإحصاءات إلى أن الفترة ما بين أعوام 2014 و2017 شهدت قتل نحو 100 ألف فيل إفريقي بغرض الحصول على أنيابها، ليهدد هذا الكائن الضخم بالانقراض شأنه شأن وحيد القرن الذي صار ضحية الصيد غير القانوني الأبرز لسنوات طويلة وحتى وقتنا هذا.
كذلك نجد أنه من بين أضرار الصيد الجائر على الحيوانات معاناتها الشديدة حتى وإن ظلت على قيد الحياة، حيث يؤدي صيد الطيور على سبيل المثال بغرض الاحتفاظ بها داخل أقفاص مغلقة إلى تقييد حريتها، ما يؤدي إلى انخفاض فرص بقائها.
أضرار الصيد الجائر على البشر
أما فيما يخص أضرار الصيد الجائر على البشر أنفسهم فحدث ولا حرج، حيث صار من المؤكد الآن أن صيد بعض الطيور من أجل تناولها يعتبر السبب الأول والأخير وراء انتشار مجموعة من الأمراض والفيروسات القاتلة، ومن بينها فيروس كورونا الذي يعد نتاجا لتلك العمليات غير القانونية بشكل أو بآخر، مثله مثل سارس وإيبولا.
تزداد خطورة عمليات الصيد الجائر بالنظر إلى الخلل البيئي الذي يحدث كنتيجة مباشرة لها، فبينما يقوم النظام البيئي على وجود مجموعة من الحيوانات المفترسة ومجموعة أخرى من الحيوانات التي تعرف بالفريسة، فإن غياب بعض أطراف إحدى المجموعتين يساهم دون شك في زيادة أعداد المجموعات الأخرى، ليهدد ذلك النباتات والبشر حتى في بعض الأحيان.
كذلك يعد انخفاض معدلات السياحة في بعض المناطق من بين أضرار الصيد الجائر، فبينما تعد رحلات الاستمتاع بالأماكن البرية التي تشهد في العادة وجود الحيوانات من أبرز عوامل زيادة الدخل السياحي، فإن اختفاء تلك الحيوانات وغيابها عن أماكنها الطبيعية، يؤثر بالسلب على أعداد السياح بتلك المناطق.
في كل الأحوال، تبدو أضرار الصيد الجائر مخيفة لسكان الأرض كافة، لذا تبقى التوعية من مخاطر عمليات الصيد غير القانونية على كوكب الأرض، وكذلك فرض العقوبات على من يمارس هذا النشاط، من الوسائل التي ربما تواجه نزيف الحيوانات المستمر بلا توقف.