يرى البعض أن البكاء وتساقط الدموع يدل على ضعف صاحبه، فيما يؤكد الخبراء أن كتم الدموع وعدم إطلاق العنان لها عند الحاجة، هو ما يتسبب في ضعف الإنسان حقا، عند الإصابة بتلك الأزمات التالية.
أزمات كتم الدموع
في الوقت الذي يؤكد فيه علماء النفس، على أن الدموع تعتبر كالمتنفس الصحي، الذي يسمح للمرء بالتخلص من المشاعر السلبية القابعة بداخله، يأتي كتم الدموع على النقيض من ذلك، ليؤدي إلى احتفاظ الإنسان بمشاعر التوتر والقلق لأطول وقت ممكن، فيما ينتج عن ذلك أضرار جسدية تتحملها عضلات الجسم، وأخرى ذهنية تؤثر في العقل بالسلب.
ويشار إلى أن الدموع التي يحتفظ بها المرء، خوفا من أحكام الآخرين، قد تضر بصحة الإنسان بصورة شبه مؤكدة، عندما تتسبب في إيذاء الأمعاء والبطن، وإضعاف الجهاز المناعي، علاوة على وضع الضغوط على القلب والأوعية الدموية، وهو الأمر الذي يحدث من واقع بقاء مشاعر التوتر بداخل الجسم على حالها، من دون أن يتخلص صاحبها منها بأبسط الطرق الممكنة، عبر البكاء.
كذلك نجد أن كتم الدموع يحرم الإنسان من فوائد صحية متنوعة تخص العين نفسها، حيث تعمل الدموع المتساقطة على إضفاء الترطيب على العيون من ناحية، فيما تقوم بطرد الجراثيم والسموم منها من الناحية الأخرى، ما يشير لأزمات جفاف العين التي قد تصيب الشخص الساعي دائما إلى كتم دموعه، حتى ولو في أحلك الأوقات والظروف.
أشكال البكاء
تبكي المرأة بمعدل 30 مرة على مدار العام الواحد، مقابل 6 مرات فقط بالنسبة للرجل، لذا نجد أن الأضرار المتفق عليها بسبب كتمان الدموع قد تحيط أغلب الوقت بالرجل، مع الوضع في الاعتبار أن أشكال البكاء، وسواء كانت الدموع المنهمرة فرحا أو حزنا، من شأنها أن تخلق هي الأخرى نتائج مختلفة في كل مرة.
يشير الخبراء إلى أنه بعيدا عن دموع الحزن والغضب، فإن دموع الفرح التي تنهمر لدي الإنسان لحظة سماعه مفاجأة أو خبرا سعيدا، والتي لا ينصح بكتمها هي الأخرى، تزيد من نسب هرمون البرولاكتين بالجسم، وهو الهرمون المسؤول لدي النساء عن زيادة نسب لبن الأم، ما يفسر ارتفاع نسب هذا الهرمون عند النساء بالمقارنة بالرجال.
في النهاية، تتطلب المشكلات جميعها حلولا جذرية، إلا أنه من الممكن اللجوء للبكاء كحل مؤقت، بعيدا عن كتمانه الذي يؤدي إلى زيادة الأزمات بدلا من تراجع آثارها.