تُعتبر ظاهرة ضرب الأطفال من أبرز المشكلات العالمية التي لا يكاد يخلو منها مجتمع سواء وصف بالتقدم أو التخلف، وهي ظاهرة تتفاقم حتى بدت السيطرة عليها أمرًا مستحيلًا وذلك بسبب خصوصية هذه المشكلة، فالكثير لا يرى أضرار ضرب الأطفال ويعتقد أن العقاب البدني أمر طبيعي للتأديب، ولضرب الأطفال تأثير سلبي كبير جدًا على نموهم العقلي وقدرتهم على التعلم ونتائجه في المدرسة واحتمالية تعرضهم للعديد من المشاكل النفسية في المستقبل، وقد يزرع ضرب الأطفال أفكارا ومعتقدات قد تؤثر عليهم وتعيش معهم طول عمرهم.
أسباب ضرب الأطفال
يري الكثير من الآباء أن ضرب الأطفال مبرر نتيجة ضغوط الحياة، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى ضرب الأطفال هي:
العائلة المفككة والعنف العائلي عادة ما يرافقه ضرب الأطفال.
تعتبر الزوجات المضطهدات في المنزل هم أكثر قابلية للاعتداء على أطفالهن.
قلة خبرة الأهل في تربية الأطفال والتوقع غير المنطقي منهم لأداء الطفل في تحصيله الدراسي يعد أيضا سببا لضرب الأطفال.
تدني المستوى المادي في العائلة قد يؤدي إلى زيادة فرص ضرب الأطفال.
من هم الأطفال الأكثر عُرضة للضرب؟
تشير الدراسات إلى أن أغلبية الناس يعتقدون أن الضرب التأديبي أمر أساسي لتنشئة الأطفال، حيث إن 90% من الآباء يَضربون الأطفال في سن 5 سنوات بمعدل 3 مرات أسبوعيا.
ويضرب 60% من الآباء أولادهم بالصفع على الوجه أو على اليدين أو المؤخرة ويقوم 20% بدفع الطفل أو بحمله من أحد أطرافه بعنف، وأن 15% يستخدمون العصا أو أية أداة منزلية لتأديب الطفل وأن 10% منهم يقومون عادة بقذف بجسم ما، ويُعتبر أكثر الأطفال عُرضة للضرب هم:
الأطفال الذين يولدون بإعاقات جسدية أو ذهنية هم أكثر عرضة للاعتداء من أقرانهم.
الرضع والأطفال أقل من 5 سنوات هم الأكثر عرضة للضرب.
أشارت بعض الدراسات إلى أن الفتيات الصغار أكثر عرضة للضرب من الذكور، لوجود بعض المعتقدات الاجتماعية من أن الإناث مصدر عار للعائلة لذلك يرون في ضربهم تقويما لسلوكهم.
ما أضرار ضرب الأطفال؟
أضرار ضرب الأطفال كثيرة على صحة الطفل الجسدية والنفسية، وهناك تأثيرات سلبية قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى على الطفل نتيجة الضرب ومن أضرار ضرب الطفل قريبة المدى ما يلي:
- كثيرا ما يعاني الأطفال ضحايا الضرب من صعوبة في تكوين العلاقات مع أقرانهم.
- يعاني الأطفال ضحايا الضرب من ضعف في تحصيلهم الدراسي.
- اختلال الصورة الذاتية للطفل ونقص الثقة بالنفس.
- يقوم الأطفال الذين يمارس الاعتداء عليهم بالضرب بضرب من هم أضعف منهم من إخوة أو حتى حيوانات صغيرة.
الأطفال الذين يحاولون التغلب على هذه المشاعر قد تعتريهم مخاوف أخرى منها:
- ينتاب الأطفالَ شعور دائم بالخوف من تكرار الضرب.
- يشعر الأطفال دائما بالخوف من كونهم السبب في الضرب.
- يفقد الأطفال الذين يتم الاعتداء عليهم بالضرب الثقة في الآخرين ويشعرون بالخوف من العلاقات المستقبلية.
- يظهر الأطفال الذين يمارس ضدهم الضرب الخشونة في التعامل مع الآخرين.
ما أضرار ضرب الأطفال على المدى البعيد؟
لا تنتهي مشكلة ومضاعفات أضرار ضرب الأطفال بانتهاء المعتدي من عملية الضرب ولكن غالبًا ما تمتد آثارها وتبقى طوال فترة طفولته وأحيانًا تمتد إلى فترة مراهقته وبلوغه وحتى شيخوخته، ومن المشاكل الشائعة التي يتعرض لها الأشخاص الذين كانوا ضحايا للاعتداء في طفولتهم هي:
- المشاكل العاطفية حيث أثبتت الدراسات أن معظم من تم الاعتداء عليهم بالضرب وهم صغار غير قادرين على تكوين علاقات عاطفية سليمة.
- يؤدي ضرب الأطفال إلى سوء علاقة الأبناء بالآباء وفي بعض الأحيان كراهية الآباء وعقوق الوالدين.
- قد يؤدي الضرب إلى إصابة الطفل بخلل نفسي، ويصبح شخصية سيكوباتية، يشعر بالراحة النفسية عندما يؤذي مَن حوله دون أن يشعر بالذنب تجاه أي فعل يقوم به أو أي ضرر يلحقه بالآخرين.
- تكرار التعرض للاعتداء حيث يصاب الطفل بالخوف بصورة تجعله عاجزًا عن الدفاع عن حقه في الكبر.
- من أضرار ضرب الأطفال على المدى البعيد احتمالية إصابتهم بالاكتئاب والقلق وفقدان الأمل، وتعاطي المخدرات والكحوليات.
- من أكثر أضرار ضرب الأطفال انتشارًا والتي قد تظل مستمرة مدى الحياة مشاكل النوم والقلق، والكوابيس، ورفض النوم وحيدًا أو الإصرار على إبقاء النور مضاء.