يبدو أن أحدث الحيل المستخدمة لصد الخطر المحيط بأغلب الشباب والمراهقين، وهو تعاطي وإدمان المخدرات، سيتمثل في استخدام الأضواء الزرقاء داخل الحمامات العامة، فكيف ينجح ذلك؟
الأضواء الزرقاء
ليس خفيا على أحد تلك المخاطر المتعلقة بإدمان المخدرات بأنواعها، والتي تؤدي في نهاية المطاف للموت، لذا كان بديهيا أن تتنوع طرق مواجهة تلك الأزمة المنتشرة في أغلب دول العالم، حتى وإن كان ذلك عبر وضع أضواء بألوان معينة في الحمامات العامة.
اتبع المسؤولون في عدد من الدول -تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمتها- أسلوبا حديثا يأمل مبتكروه أن يصعب مهمة مدمني المخدرات، الذي يلجؤون إلى الحمامات العامة أو تلك المتاحة بالمطاعم، لغرس الإبر المزودة بالمخدرات مثل الهيروين في أجسادهم، حيث أرفقت تلك المراحيض بأضواء زرقاء يشير المتخصصون إلى أنها تجعل مهمة مدمن المخدرات المتمثلة في إيجاد عروقه بجسده شبه مستحيلة.
يشجع المتحدث الرسمي لسلسة متاجر “Turkey Hill” بالولايات المتحدة، مات دورجان، تلك الطريقة الجديدة المتبعة لإيقاف مد الإدمان، قائلا: “نتبع تلك الوسيلة الحديثة منذ فترة ليست بالطويلة، إلا أن النتائج حتى الآن محفزة للغاية”، موضحا: “منذ أن تم تنفيذ تلك الطريقة المثيرة، ونحن نلاحظ انخفاضا حادا في عدد إبر المخدرات، التي نفاجأ بها في مراحيضنا يوميا، ما يدل على نجاح الخطة حتى الآن”.
سياسة ناجحة
من جانبه، يؤيد قاضي مقاطعة لوزيرن بولاية بينسلفانيا الأمريكية، بيل ليزمان، قرار وضع الأضواء الزرقاء بالمراحيض المختلفة، واصفا أي تحرك -حتى وإن بدا بسيطا- من أجل مواجهة إدمان المخدرات بالعمل الإيجابي، قائلا: “من واقع تجربتي العملية، شاهدت العواقب المحزنة لإدمان المخدرات بأنواعها، حيث تعرض علينا مئات القضايا المتعلقة بتناول جرعات زائدة من المخدرات، تحدث في كثير من الأحيان بالمراحيض العامة”.
لم يغفل بيل ليزمان الإشارة كذلك إلى أن الإبر ليست الوسيلة الوحيدة لتعاطي المخدرات، لافتا إلى أن الحصول على المخدر عبر الشم وليس الحقن، يجعل من فكرة الألوان الزرقاء غير مفيدة، فيما يؤكد بعض من الخبراء أيضا صعوبة مهمة اللمبات الزرقاء مع استخدام المدمن حاسة اللمس عند بحثه عن أوردته، دون الحاجة إلى رؤيتها، فهل تنجح حيلة الأضواء الزرقاء في نهاية المطاف أم يُعلن عن فشلها بمرور الوقت؟