“أطفال للبيع في فرنسا عام 1940″، هكذا أكدت بعض المنشورات مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستشهدة ببعض الصور بالأبيض والأسود، والتي يفترض أن تكشف عن أطفال رضع غير مرغوب فيهم، فهل حدث هذا بالفعل؟
أطفال للبيع في فرنسا
يدرك أغلبنا الجدية التي يتعامل بها المسؤولون في دول قارة أوروبا، فيما يخص حقوق الإنسان، وخاصة حقوق الأطفال الصغار، فيما يبدو وفقا لمنشور شائع أن تلك الحقوق لم تكن مفعلة في أربعينيات القرن الماضي.
كشف منشور شائع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها موقع فيسبوك، عن صور بالأبيض والأسود تبرز وجوه أطفال رضع في فرنسا وهم يبكون، في إشارة إلى أن أهالي هؤلاء الأطفال لم تكن تريد الاحتفاظ بهم لسبب أو لآخر، لذا تم عرضهم للبيع في الشوارع في إجراء يبدو تقليديا هناك في عام 1940، فما حقيقة تلك الصور المريبة والتي تكشف عن أطفال للبيع في بلاد برج إيفل؟
الحقيقة
ربما لم يكن مصطلح حقوق الإنسان والأطفال تحديدا منتشرا منذ عقود طويلة مثل الآن، وفي أي من دول العالم، إلا أن الأمر لم يصل دون شك إلى عرض أطفال للبيع وهم في سن الرضاعة في شوارع دولة فرنسا.
تبين كذب الادعاء الخاص بأن بعض الأهالي كانت تلجأ لبيع أطفالها غير المرغوب فيهم، كما أوضح المنشور الشائع الذي لم يذكر حتى سبب تخلي تلك الأسر الفرنسية عن أطفالها الرضع، إذ اتضح أن تلك الصور بالأبيض والأسود، هي عبارة عن بطاقة بريدية طريفة تم عرضها على الجمهور الفرنسي منذ أكثر من قرن كامل من الزمان بحس من الدعابة، وتحديدا بين عامي 1904 و1905، فيما يبدو أنها لم تلق رواجا كبيرا لذا لم يستمر عرضها في الأسواق فيما بعد.
الجدير بالذكر أن تلك الصور بالأبيض والأسود قد انتشرت من قبل عبر منصات التواصل الاجتماعي، ولكن وهي تحمل تعليقات مختلفة، إذ أشار البعض إلى أنها تخص أطفالا للبيع ولكن في إيطاليا، فيما أكد آخرون أن تلك الصور تمثل واحدة من الآثار والنتائج المفزعة للحرب العالمية الثانية، بالرغم من أنه تبين أنها ملتقطة قبل وقوع تلك الحرب بسنوات طويلة.