تحدث الحمى الشوكية أو ما يُعرف أيضًا بالتهاب السحايا عندما تصاب السحايا والسائل المحيط بها بالالتهاب، والسحايا هي 3 طبقات من الأغشية تغطي الدماغ والحبل الشوكي، وتُعتبر هذه الحالة المرضية خطيرة نوعًا ما إذ إنها تتطلب التدخل الطبي بمجرد الاشتباه بالإصابة، لأن العلاج المبكر يضمن عدم حدوث مضاعفات قد تلحق ضررًا دائمًا بالجهاز العصبي، وخاصة لدى الأطفال لأنها تصيب هذه الفئة على نحو أكثر شيوعًا من البالغين.
أسباب الحمى الشوكية
يُصنف التهاب السحايا بناء على أسباب الإصابة إلى:
- التهاب السحايا غير المعدي الناتج عن أسباب غير معدية، مثل: التعرض للتفاعلات الكيميائية، والإصابة ببعض الحالات المرضية كالسرطان، وجراحة الدماغ وإصابات الرأس، أو الحساسية تجاه بعض الأدوية.
- التهاب السحايا المعدي الناتج عن الإصابة بعدوى أحد الكائنات الحية الدقيقة التي تهاجم الجسم، والتي يمكن أن تنتقل بواسطة اللعاب، والعطس والسعال، وكذلك مشاركة الأغراض الشخصية.
بالإضافة إلى أن هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالحمى الشوكية، مثل:
- إهمال أخذ التطعيمات في وقتها المُوصى به.
- العمر، إذ إن التهاب السحايا الفيروسي يشيع في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، بينما يشيع التهاب السحايا البكتيري في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة.
- التواجد أو العيش في أماكن التجمعات، مثل: سكن الطلاب الجامعي، ومدارس الأطفال، والثكنات العسكرية.
- الإصابة بضعف المناعة الناتج عن أخذ أدوية مثبطة للمناعة، أو الإصابة بأمراض كالسرطان والإيدز، والسكري، والذئبة الحمراء، وفقر الدم المنجلي، والإدمان بأنواعه، واستئصال الطحال.
أنواع الحمى الشوكية
يتم تصنيف التهاب السحايا المعدي إلى عدة أنواع بناءً على نوع المسبب، وهي كالتالي:
- التهاب السحايا البكتيري، ويحدث نتيجة دخول البكتيريا إلى مجرى الدم وانتقالها إلى الدماغ أو الحبل الشوكي، وقد يحدث أيضًا عندما تهاجم البكتيريا السحايا بشكل مباشر نتيجة عدوى في الأذن، أو التهاب الجيوب الأنفية، أو التعرض لكسر في الجمجمة، أو بعد العمليات الجراحية في حالات نادرة، وتُعتبر الأنواع التالية من أشهر أنواع البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا:
- العقدية الرئوية (Streptococcus pneumoniae)
- النيسرية السحائية (Neisseria meningitides)
- المستدمية النزلية (Haemophilus influenzae)
- الليسترية المستوحدة (Listeria monocytogenes)
- التهاب السحايا الفيروسي، وهو النوع الأكثر شيوعًا لالتهاب السحايا المعدي، وينتشر في أواخر الصيف وأوائل الخريف، ويعتبر خفيفًا في الغالب وعادةً ما يُشفى المريض تلقائيًا، لكن هذا لا ينفي ضرورة التدخل الطبي، ويُعزى سبب العدوى إلى الإصابة بالفيروس المعوي، بالإضافة إلى بعض أنواع الفيروسات الأخرى، مثل: فيروس عوز المناعة البشري، وفيروس غرب النيل، وفيروس النكاف، وفيروس الحلأ البسيط.
- التهاب السحايا الفطري، ويعتبر نادر الحدوث نسبيًا وتسببه أنواع من الفطريات مثل المكورات الخفية، ويعد الأشخاص من ذوي المناعة الضعيفة هم الأكثر عرضة للإصابة.
- التهاب السحايا الطفيلي، وهو الأكثر ندرة من بين الأنواع الأخرى، ويعد التهاب السحايا الأميبي مثالًا عليه، ويحدث عندما يدخل نوع من الأميبا إلى الجسم عن طريق الأنف أثناء السباحة في البحيرات أو البرك الملوثة.
أعراض الحمى الشوكية
تُعتبر بشكل عام أعراض التهاب السحايا البكتيري هي الأكثر حدة، وتتشابه الأعراض المبكرة لالتهاب السحايا مع أعراض الإنفلونزا، وتتطور هذه العلامات خلال عدة ساعات أو بضعة أيام، كما أنها تختلف حسب العمر، وتشمل الأعراض ما يلي:
أعراض الحمى الشوكية عند الكبار
- الصداع الشديد.
- تيبس الرقبة.
- الغثيان والقيء.
- الحساسية للضوء.
- الحمى الشديدة مع القشعريرة.
- النعاس والخمول.
- فقدان الشهية والشعور بالعطش.
- صعوبة التركيز والارتباك.
- ظهور مناطق أراجوانية اللون على الجلد تشبه الكدمات، وتشير إلى الإصابة بالمكورات السحائية.
أعراض الحمى الشوكية عند حديثي الولادة والأطفال الرضع
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الانفعال والبكاء المستمر.
- تورم اليافوخ وهو البقعة اللينة الموجودة أعلى رأس الرضيع.
- مواجهة صعوبة أثناء الرضاعة الطبيعية.
- النعاس وصعوبة الاستيقاظ.
- تيبس جسم الطفل ورقبته.
- فقدان الشهية.
علاج الحمى الشوكية
يعتمد العلاج على نوع التهاب السحايا، حيث إن التهاب السحايا البكتيري يتطلب التدخل الطبي على الفور، لأنه النوع الأكثر خطورة وقد يتسبب بتلف الدماغ أو الوفاة في غضون أيام، ويتم العلاج عن طريق المضادات الحيوية الوريدية اعتمادًا على نوع البكتيريا المسببة، كذلك يتم علاج التهاب السحايا الفطري بواسطة مضادات الفطريات، بينما يُعالج النوع الطفيلي بواسطة علاج الأعراض فقط أو محاولة القضاء على المسبب بشكل مباشر، أما النوع الفيروسي فقد يُشفى من تلقاء نفسه لكن لا بد من العلاج بواسطة مضادات الفيروسات المعطاة بالوريد.
مضاعفات الحمى الشوكية
يمكن أن يتسبب التهاب السحايا بمضاعفات خطيرة تؤثر على الجهاز العصبي للمريض مدى الحياة، وذلك في حال عدم الخضوع إلى التشخيص المناسب والعلاج المبكر، وتشمل:
- فقدان الحواس مثل السمع والبصر.
- مشاكل في الذاكرة.
- إعاقات متعلقة بالإدراك والتعلم.
- مشاكل أو إعاقة في المشي.
- تلف الدماغ.
- استسقاء الرأس.
- التهاب المفاصل.
- الوفاة.
تطعيم الحمى الشوكية
يتوفر التطعيم ضد الإصابة بالتهاب السحايا البكتيري، ويوجد منه عدة أنواع يُعطى حسب نوع البكتيريا المسببة والفئة العمرية للمصاب، ويتلقى الشخص التعطيم بواسطة حقنة في العضل، ويُوصى باللقاح للفئات التالية:
- الأطفال الذين تترواح أعمارهم بين الشهرين و10 أعوام أو أكثر.
- البالغين المصابين بضعف المناعة.
- الأشخاص الذين يرغبون بالسفر، أو العيش في مناطق ينتشر فيها المرض.
- الأصحاء المخالطين للمصابين، أو المعرضين للإصابة أثناء تفشي المرض.
- الأشخاص الذين يتواجدون أو يعيشون في تجمعات بشرية، مثل سكن الطلاب أو الجنود.
الوقاية من الحمى الشوكية:
- الحرص على أخذ اللقاحات في وقتها.
- غسل اليدين جيدًا وباستمرار وبشكل خاص قبل الأكل، وبعد الخروج من المرحاض، وكذلك بعد قضاء وقت في الأماكن العامة والمزدحمة، وبعد اللعب مع الحيوانات أو الاحتكاك بها.
- تجنب مشاركة الأغراض الشخصية مع الآخرين، وكذلك تناول الطعام والشراب معهم ومشاركتهم الأطباق والكؤوس.
- الحرص على تقوية مناعة الجسم، من خلال الحفاظ على نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة باستمرار، والحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة.
- ضرورة طهي الطعام جيدًا وبشكل خاص اللحوم والألبان.