تعرف أعراض الهستيريا (Hysteria) بأنها أعراض مبالغ فيها للتعبير عن المشاعر خاصة إذا كانت مشاعر فياضة متعلقة بشعور الخوف، وتُصنف هذه الحالة على أنها آلية دفاعية من قبل المخ للتعامل مع المواقف الصعبة التي لا يتحمل العقل البشري المرور بها والتعامل معها بشكل متوازن، لهذا يتم اعتباره واحدا من الاضطرابات النفسية الشخصية.
أنواع الهستيريا (Hysteria)
يُصنف هذا الاضطراب إلى نوعين أساسيين، ويعتمد هذا التصنيف على الأعراض الأخرى التي تظهر مع أعراض الهستيريا، إلا أن تظل المضاعفات هي نفسها وطرق العلاج واحدة في كلا النوعين، لكن حرص الأطباء على وضع هذا التصنيف لفهم أسباب الإصابة بهذا الاضطراب.
الهستيريا الفصامية
بالإضافة إلى مشكلة رد الفعل المُبالغ فيه، يتميز هذا النوع من الهستيريا بوجود مشكلات في الذاكرة لدى هذا الشخص، فيكون إدراك الشخص ووعيه بكل ما يدور به خلل ما، يجعله يعاني صعوبات كثيرة في تذكر المواقف والأشخاص.
الهستيريا التحولية
هو النوع الأكثر انتشارًا بين الأشخاص، غالبًا ما يظهر في صورة أعراض جسدية وخاصة الشعور بالألم، إلا أنه لا يوجد سبب طبي محدد للإصابة بالهستيريا التحولية.
أسباب الإصابة بأعراض الهيستيريا
السبب الرئيس وراء إصابة بعض الأشخاص بالهستيريا حتى الآن غير معروف إلا أن العامل الوراثي يلعب دورا كبيرا في الإصابة بها، إلا أن الكثير من خبراء الصحة النفسية حاولوا حصر الأسباب التي تشارك ولو بنسبة صغيرة في الإصابة باضطراب الهستيريا.
أسباب طبية مرضية
هناك أسباب مرضية كثيرة تكون هي العامل الرئيسي في إصابة الشخص بأعراض مرض الهيستيريا وغالبًا ما تكون نتيجة لإصابة الشخص بمرض نفسي أو مشكلة عضوية في المخ وهذه الأسباب يمكن تلخيصها معًا كالتالي:
- وجود ورم في المخ يؤثر على منطقة المشاعر لدى هذا الشخص.
- الخرف لدى كبار السن (Dementia).
- الاضطرابات الشخصية بكافة أنواعها ودرجاتها (personality disorders).
- اضطراب ثنائي القطب (Bipolar disorder).
- اضطراب الفصام (Schizophrenia).
- اضطراب الاكتئاب (Major depressive disorder).
أسباب شخصية فردية
هي نوع من الأسباب تنشأ بسبب شكل معين من نمط الحياة، يؤثر على أعصاب هذا الشخص وهي أسباب تختلف من شخص لآخر بناءً على ما مر به الشخص خلال سنوات حياته وهذه الأسباب قد تكون مثل:
- التعرض لصدمة عاطفية كبيرة مثل فقدان أو موت شخص مقرب.
- التعرض لصدمات نفسية كبيرة مثل الاعتداء الجنسي أو التعرض للقهر.
- مواجهة مواقف استفزازية متكررة.
- التعرض للظلم بسبب الادعاءات الباطلة.
- إدمان شرب الكحوليات بكافة أنواعها.
أعراض الهستيريا
يطلق على مرض الهيستيريا أيضًا اسم العصاب الهستيري (Hysterical neurosis)، من المعروف أن مرض الهستيريا شائع بالأكثر بين النساء، إلا أنه قد يصيب الرجال أيضًا، وتظهر أعراض هذا الاضطراب غالبًا خلال سنوات المراهقة أو مع حالات البلوغ المبكرة.
- مواجهة صعوبة في التنفس بشكل متكرر.
- تسارع ضربات القلب بشكل ملحوظ.
- التلعثم في الكلام والنطق السريع.
- اهتزازات عنيفة تشمل كل الجسم.
- احمرار واضح في العينين.
- سيلان اللعاب بكميات كبيرة.
- تصلب عضلات الجسم خاصة عضلات الرقبة والأطراف.
- الجز والضغط على الأسنان.
- الصراخ الشديد.
- صعوبة في السيطرة على الثبات الانفعالي أو هدوء رد الفعل.
- هذا الاضطراب معروف بأنماط السلوك الغير مرنة أي الجامدة مما يتسبب في شعور دائم بالضيق وأداء ضعيف المهام.
المضاعفات الناتجة عن العصاب الهستيري
تعتبر مضاعفات هذا المرض خطيرة للغاية خاصة من المرضى كبار السن، لأنها قد تكون السبب في الوفاة بشكل مباشر نظرًا للتأثير على أعضاء حيوية مهمة مثل القلب والمخ، هذا بالإضافة إلى التأثير الواضح على حركة الأطراف لدى هذا الشخص، فمن أهم هذه المضاعفات ما يلي:
التعرض لخطر الإصابة بأزمة قلبية حادة
التعرض المتكرر لنوبات هستيرية عنيفة قد يزيد من احتمالية إصابة الشخص بأزمة قلبية نتيجة لتسارع ضربات القلب بشكل كبير، وبعض من هؤلاء الأشخاص قد يؤول بهم الأمر في النهاية إلى الوفاة إثر توقف عضلة القلب عن العمل.
السكتة الدماغية
الهيستيريا أحيانًا قد تكون السبب في توقف تدفق الدم إلى أعضاء الجسم ومنها المخ، وقد يكون السبب هو التعرض للنزيف الحاد أيضًا مما قد يكون السبب الرئيسي للتعرض للجلطات أو السكتة الدماغية التي تتسبب في وفاة هذا المريض.
شلل في الحركة
واحد من أهم الأعراض هو تصلب العضلات بشكل ملحوظ، ففي الطبيعي يكون هذا التصلب مؤقتا لا يستمر لفترة طويلة، إلا أن هناك بعض الأشخاص قد يتحول هذا العرض لديهم لأكثر المضاعفات شيوعًا؛ وهو الشلل الذي يستمر لوقت كبير من الزمن وقد يحدث شلل دائم في بعض الأحيان لدى بعض الأشخاص.
أعراض الشخصية الهستيرية
اضطراب الشخصية الهستيرية يعرف كذلك بـ “اضطراب الشخصية النسيجي”، وهو اضطراب ينتمي إلى مجموعة اضطرابات الشخصية الدرامية، وتتميز هذه المجموعة بوجود خلل لدى الأشخاص في التعبير الجيد والصحي عن مشاعرهم، وأهم الصفات العامة المشتركة بين الشخصيات الهستيرية:
- تغيير سريع وملحوظ في المشاعر في نفس اللحظة.
- التصرف بطريقة درامية كما لو أن الشخص يؤدي دورًا تمثيليًا أمام الجمهور.
- اهتمام مبالغ به في المظهر الخارجي للشخص.
- حساسية مفرطة تجاه أي نقد يوجه إليه أو الرفض.
- عدم الشعور بالراحة إذا لم يكن الشخص محور الاهتمام.
- جعل العلاقات أكثر حميمية أكثر مما هي عليه في الواقع.
- الرغبة المستمرة في سماع المدح والإطراء عليه وعلى أفعاله.
- القيام ببعض الإيماءات الجنسية المقصودة سواء في الفعل أو القول.
- التسرع في اتخاذ القرارات المهمة الخاصة بحياته.
- انعدام وجود علاقات أو صداقات عميقة في حياته.
- الضجر وعدم القدرة على إنجاز مهامه.
- انعدام الإرادة وقوة التحمل لديه.
- التهديد المستمر بإيذاء النفس أو محاولة الانتحار بالفعل.
علاج اضطراب الهستيريا
أغلب المصابين بالهستيريا يشعرون أنهم ليسوا بحاجة إلى علاج، خاصة أنهم يشعرون مع الجلسات العلاجية بملل الروتين، إلا أن علاج الهستيريا مثل علاج أي اضطراب نفسي غالبًا ما يحتاج إلى نوعين من العلاج هما:
العلاج النفسي
يكون من خلال العلاج النفسي السلوكي (Cognitive behavioral therapy)، ويكون من خلال جلسات علاجية يتحدث فيها المريض مع الطبيب النفسي بصراحة تامة يقوم فيها بمناقشة أفكاره ومشاعره ويتعلم كيفية التحكم في ردود أفعاله، واتباع الطرق السوية في التعبير عن نفسه ومشاعره تجاه الأشخاص أو الأشياء، بدلًا من المحاولات المستمرة في لفت انتباه الآخرين بتصرفات غير مبررة.
العلاج بالأدوية النفسية
الأدوية المضادة للاكتئاب غالبًا ما تكون هي الدواء الأنسب لهؤلاء الذين يعانون من أعراض الهستيريا العنيفة أو في مرحلة متقدمة للغاية من الاضطراب ولا يكفي العلاج النفسي بمفرده.
نصائح للتعامل مع الشخصية الهستيرية
هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى الشعور بالاهتمام وعدم التجاهل خاصة إذا كانوا يمرون بأوقات عصيبة، لهذا عليكم القيام ببعض التصرفات التي تساعدك في دعمهم.
- حاول قدر الإمكان إظهار اهتمام لحديثهم وإنجازاتهم واستمع جيدًا لكل ما يقولونه.
- تجنب قدر الإمكان نقدهم وذكر أية عيوب وسلبيات تخصهم حتى لا يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم.
- حاول ذكر مميزاتهم والإطراء على أفعالهم الإيجابية.
- أظهر الحب لهم قدر استطاعتك، وكذلك أظهر سعادتك بالتواجد معهم لأنهم يشعرون بالحب والقرب بسهولة تجاه الآخرين.
أعراض الهستيريا من الأعراض المؤثرة على حياة الفرد بشكل كبير، بل إنها تؤثر أيضًا على علاقاته بالأشخاص ونظرة المجتمع له، لهذا فإن هذا النوع من المرضى يحتاجون إلى الدعم النفسي بشكل كبير، وحثهم على الحصول على العلاج المناسب لهم في أقرب وقت ممكن.