نسمع كثيرًا عن مصطلح طبي يدعى الانفصام في الشخصية، فيما يجهل البعض حتى الآن تفاصيل تلك الأزمة الصحية التي تعرقل مسيرة حياة ضحاياها، والذين تتجاوز أعدادهم الـ21 مليون شخص حول العالم، ترى ما هي أعراض انفصام الشخصية الكاشفة عن بعض من معاناة مرضى المشكلات النفسية؟
انفصام الشخصية
تتعدد أعراض انفصام الشخصية التي سوف نكشف عنها بوضوح بعد الإشارة إلى بعض من المعلومات المتعلقة بهذا المرض، المؤثر سلبًا على طريقة تفكير المريض ونظرته لنفسه، وعلى كيفية إدراكه للأمور التي تجرى حوله، وبالتالي على طريقة تعامله مع البشر المحيطين به.
تؤدي أعراض انفصام الشخصية المزعجة إلى تراجع جودة حياة ضحية هذا الاضطراب، حيث يعاني من سوء النتائج إن كان في مرحلة الدراسة، فيما تصبح حياته المهنية على المحك إن كان يعمل بالفعل.
تزداد خطورة وأهمية معرفة تفاصيل مرض تعدد الشخصيات، بالنظر إلى الإحصاءات الرسمية التي سبق وأن كشفت عنها منظمة الصحة العالمية، حيث تشير إلى أن فرص الوفاة في سن مبكر تتجاوز ضعفي فرص الموت المبكر للأشخاص العاديين، ما يؤكد على أهمية إدراك أعراض انفصام الشخصية في وقت مبكر.
أعراض انفصام الشخصية
تنقسم أعراض مرض انفصام الشخصية إلى علامات أساسية تظهر عاجلًا أم آجلا، وأخرى مترتبة على تلك العلامات، حيث تتمثل في:
انهيار الذاكرة
هي واحدة من أشهر علامات مرض انفصام الشخصية، والتي تتلخص في معاناة المريض مما يشبه الانهيار في الذاكرة، حيث لا يبدو مريض الانفصام كأنه مصاب بضعف طبيعي في القدرة على تذكر الأمور، بل كأنه توجد فجوات في ذاكرته، تجعله غير قادر على استدعاء المعلومات عن البشر المحيطين به أو الأماكن التي يزورها والأحداث التي يختبرها، ليصل الأمر إلى حد نسيان التاريخ الشخصي.
السلوكيات الغريبة
من المؤكد أن مشكلات الذاكرة الخاصة لدى مرضى الانفصام، ترتكز في الأساس على أزمات نفسية وذهنية عدة، ليبدو أثرها مؤكدًا على طريقة تفكير المريض، ما يبرر هنا غرابة سلوكياته والتي تعتبر أيضًا من أشهر علامات مرض انفصام الشخصية، فما بين تغير طرق التعامل من وقت لآخر وصعوبة فهم مشاعر الآخرين أو ردود فعلهم، ووصولًا إلى عدم الاهتمام بالمظهر العام، تبدو أعراض انفصام الشخصية مهددة لصاحبها بالعزلة الإجبارية عن البشر.
تعدد الشخصيات
إن كان مفهوم الاضطرابات الانفصامية أكثر شمولية، فإن اضطراب الهوية التفارقي والمعروف أيضًا باسم اضطراب تعدد الشخصيات، يشكل أحد أجزاء المفهوم الواسع لاضطرابات الانفصام، حيث يتسم المريض في تلك الحالة بالتعايش مع أكثر من شخصية بداخله، كل منها لديها صفاتها الخاصة وسماتها الفريدة، ليؤدي ذلك في كثير من الأوقات إلى قيام المريض بتصرفات بعيدة كل البعد عن شخصيته الحقيقية، والتي تبدو معطلة حينها في ظل الوقوع تحت سيطرة شخصية دخيلة.
سوء الأداء
هي واحدة من أعراض انفصام الشخصية المترتبة على علامات المرض السابقة والرئيسية، فيما تتمثل في سوء أداء المريض سواء على المستوى الدراسي أو العملي، أو حتى من الناحية الاجتماعية، ليس فقط بسبب معاناته من التشتت، بل كذلك لصعوبة تواصله مع البشر، والذين أحيانًا ما يجهلون أبسط المعلومات عن مشكلته المرضية شديدة الخصوصية.
القلق والتوتر
لا يوجد أي شك في أن القلق بصورة مرضية، يعتبر تابعًا لمريض الانفصام، والذي يعاني من ارتفاع فرص الإصابة بمرض الاكتئاب، وخاصة إن كان يمر بصعوبة شديدة في المساء من أجل الغوص في نوم عميق.
الحصول على المواد الممنوعة
ترتفع فرص حصول المريض الذي يعاني من أعراض انفصام الشخصية، على المواد المخدرة والممنوعة مقارنة بالأشخاص الآخرين، في ظل تغير سلوكياته بصورة مستمرة لتبدو غير مناسبة لمبادئه في كثير من الأوقات، علمًا بأن الإفراط في شرب الكحوليات رغم صغر السن أحيانًا، يبدو هو الآخر من الأعراض المبكرة.
هل هناك أمل في علاج انفصام الشخصية؟
يبدو الأمل في علاج مريض الانفصام في الشخصية موجودًا ولكن بنسب غير مشجعة، إلا أن تحسين حالته بشكل كبير يبقى ممكنًا مع اتباع بعض الخطوات التالية:
- زيارة الطبيب التي تبقى أولى خطوات العلاج، كي يحدد أفضل طرق التعامل مع الأزمة.
- الخضوع لجلسات العلاج النفسي والتي تشمل العلاج المعرفي السلوكي والجلسات الثنائية بين الطبيب والمريض وجلسات تنمية المهارات.
- تلقي المعلومات والنصائح الطبية التي يتعلم المريض من خلالها كيفية التعامل مع أفكاره المرضية.
- الحصول على بعض الأدوية العلاجية التي تعمل جنبًا إلى جنب مع الجلسات النفسية من أجل تحسين الحالة المرضية.
- إلزام المريض بعدم الحصول على أي من المواد الممنوعة التي تتعارض مع كل ما سبق.
- إخبار أسرة المريض والأصدقاء المقربين منه بأهمية التعامل بحرص معه ودعمه بدرجة غير محدودة كي يتجاوز محنته.
في الختام، تبدو أعراض انفصام الشخصية كاشفة عن مدى معاناة المريض، لكنها لا تنفي حقيقة وجود أمل في تحسين حالته الصعبة، كي يبقى قادرًا على التعايش مع الأزمة والتطور يومًا بعد الآخر في مناحي الحياة المختلفة.