إذا كنت حاملا فلا شك أن هذا الموضوع يهمك، حيث سنقدم لكِ فيه أهم أعراض تسمم الحمل، تلك الحالة التي تعد من أشهر المضاعفات التي قد تصيب الحامل خلال حملها سواء في بدايته أو في نهايته، كما سنسلط الضوء أيضًا على أهم الأسباب وطرق الوقاية، وغيرها العديد من النقاط الأخرى التي سوف تهمك بلا شك.
ما المقصود بتسمم الحمل؟
تسمم الحمل هو حالة طبية كان يطلق عليها في السابق تسمم الدم، وهي تصيب المرأة الحامل نتيجة ارتفاع ضغط الدم والبروتين في البول، إلى جانب تورم القدمين والساقين واليدين، تعد هذه الحالة أحد أخطر الحالات التي تشكل خطورة كبيرة على الأم والطفل معًا، وفي أسوأ الحالات قد تسبب الوفاة.
ما هي أعراض تسمم الحمل؟
توجد العديد من أعراض تسمم الحمل في الشهر السابع، من أبرز هذه الأعراض التورم في مناطق معينة من الجسم وقد يشمل الجسم كله، بالإضافة لارتفاع ضغط الدم الذي يصل إلى 140/90 ووجود بروتين في البول، إلى جانب هذه الأعراض توجد أعراض أخرى تتمثل فيما يلي.
- الشعور بصداع شديد
- زيادة كبيرة في الوزن خلال يوم أو يومين بسبب الزيادة الكبيرة في سوائل الجسم
- الشعور بألم في الكتف
- الشعور بدوار ودوخة
- صعوبة في التنفس
- الشعور بالغثيان والقيء
- الشعور بألم في وبالتحديد في الجانب الأيمن العلوي منها
- قلة التبول أو انعدامه نهائيًا
- تغير في رد الفعل
متى تظهر أعراض تسمم الحمل؟
من الممكن أن يحدث تسمم الحمل في وقت مبكر، حيث من الممكن أن يبدأ في الأسبوع الـ20 من الحمل، ولكن هذه الحالة في الغالب نادرة الحدوث، حيث يمكن أن تظهر أعراض تسمم الحمل بعد 34 أسبوعًا في الغالب، وفي بعض الحالات قد تظهر أعراض تسمم الحمل في الشهر الرابع، وهناك حالات أخرى تظهر بعد الولادة أي بعد حوالي 48 ساعة من الولادة.
ما هي أسباب تسمم الحمل؟
يرجع العديد من العلامات السبب في حدوث تسمم الحمل إلى أن المشيمة لدى المرأة لا تعمل بشكل جيد، لكنه إلى الآن لم يتم تحديد السبب بشكل دقيق، وهناك من العلماء من يعتقد أن السبب يكمن في سواء التغذية أو ارتفاع نسبة الدهون في الجسم، إلى جانب نقص تدفق الدم الذي يصل إلى الرحم، كما هناك بعض الآراء التي تشير إلى أن الجينات، هي أيضًا أحد العوامل التي قد تؤدي إلى حدوث تسمم الحمل هذا.
اقرأ أيضًا: قصور الغدة الدرقية وعلاقته بزيادة الوزن وتأخر الحمل
ما هي عوامل الخطر في تسمم الحمل؟
من ضمن أهم الأشياء التي تزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل ما يلي:
- أن تكون الحالة في عمر المراهقة أو فوق سن الأربعين.
- أن يكون هذا الحمل هو الأول لكِ.
- ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل.
- الحمل في أكثر من طفل.
- وجود تاريخ مرضي في السمنة.
- وجود تاريخ مرضي مع تسمم الحمل.
- وجود تاريخ مرضي مع مرض السكري أو أمراض الكلى أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
أهم مضاعفات تسمم الحمل
يمكن أن يعوق تسمم الحمل حصول المشيمة على كمية كافية من الدم، الأمر الذي يترتب عليه صغر الوزن الطبيعي للطفل عند ولادته، فيما يعرف بتقييد نمو الجنين.
قد تؤدي هذه الحالة أيضًا إلى حدوث ولادة مبكرة، بما تحتويه من مضاعفات أخرى مثل الصرع وصعوبات التعلم والشلل الدماغي ومشاكل الرؤية والسمع.
إلى جانب ذلك قد يسبب هذا التسمم أيضًا العديد من المشاكل الخطيرة الأخرى، التي يتمثل أهمها في الآتي:
- تراكم السوائل في الصدر
- السكتة الدماغية
- فشل القلب
- العمى العكسي
- النزيف بعد الولادة
- التعرض لنزيف في الكبد
متلازمة هيلب
عندما يؤدي تسمم الحمل إلى إتلاف الكبد وخلايا الدم، يصاب الجسم بحالة تسمى متلازمة هيلب التي تعني الآتي:
- انحلال الدم وهي حالة تعني تحلل خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين إلى الجسم.
- ارتفاع إنزيمات الكبد، والتي ما أن ترتفع مستويات هذه المواد الكيميائية في الدم حتى تسبب مشاكل في الكبد.
- انخفاض عدد الصفائح الدموية والتي تحدث عندما لا يكون هناك ما يكفي من الصفائح الدموية، لذلك لا يتجلط الدم كما ينبغي.
اقرأ أيضًا: لماذا تصاب بعض النساء بالحمل الكاذب؟
هل تسمم الحمل يسبب الوفاة؟
نعم، في بعض الحالات النادرة قد يؤدي تسمم الحمل إلى الوفاة، حيث ينتج عن تلك الحالة تأخر في تدفق الدم الذي يصل إلى الدماغ، فيما يعرف بالسكتة الدماغية.
وعندما لا يحصل الدماغ على الدم والأكسجين كما هو معتاد، تبدأ خلايا الدماغ في الموت، مما يؤدي بدوره إلى الوفاة، وفي بعض الحالات الأخرى قد يسبب تسمم الحمل نزيفا حادا، يؤدي إلى موت الجنين أيضًا.
متى ينتهي تسمم الحمل؟
ينتهي تسمم الحمل في العادة بالولادة سواء الولادة الطبيعية أو الولادة القيصرية، شرط أن يكون نمو الجنين قد اكتمل بشكل كافٍ أي وصل للأسبوع 37، في هذه الحالة يتم السيطرة على أعراضه وإنقاذ الأم والجنين.
ولكن في بعض الحالات الخطيرة التي يكون فيها تسمم الحمل شديدا ويوجد الكثير من الوقت على الولادة، يضطر الطبيب عندها إلى وصف بعض الأدوية التي تسيطر على أعراض هذا المرض إلى حدٍ ما لحين اقتراب موعد الولادة، ومن أهم هذه الأدوية الآتي:
- الأدوية التي تحتوي على كبريتات المغنيسيوم
- أدوية الكورتيكوستيرويد
- إلى جانب أدوية خفض ضغط الدم
ما هي طرق علاج تسمم الحمل؟
علاج تسمم الحمل الوحيد هو الولادة، حيث يجب على الطبيب المتابع التأكد من طول الجنين، إلى جانب الاطمئنان على الجنين داخل الرحم، ومعرفة درجة التسمم الموجودة لديك.
في حال كان نمو الجنين جيدًا وتجاوز بدوره الأسبوع 37، يقوم الطبيب بتحريض المخاض للولادة الطبيعية أو إجراء عملية قيصرية، الغرض من هذا الأمر هو الحفاظ على صحة الجنين وفي ذات الوقت منع تسمم الحمل من التفاقم.
أما إذا كان عمر الطفل أقل من ذلك، فقد يتمكن الطبيب من علاج هذا التسمم في الحمل إذا كان خفيفًا لتوفير بعض الوقت حتى ينمو الجنين بدرجة كافية قبل ولادته، وكلما اكتمل نمو داخل الرحم كلما كان أفضل له.
وهناك حالة أخرى يكون فيها تسمم الحمل خفيفًا، ويعرف في هذه الحالة باسم تسمم الحمل بدون سمات شديدة، ولعلاج هذه الحالة يصف لك الطبيب الآتي:
- الراحة التامة في الفراش، ويفضل الاستلقاء على الجانب الأيسر.
- تناول أدوية خفض ضغط الدم.
- عمل تحليل دم وبول باستمرار.
- مراقبة ضربات قلب الجنين باستمرار مراقبة دقيقة.
اقرأ أيضًا: أشهر أعراض الحمل خارج الرحم
طرق الوقاية من تسمم الحمل
العديد منا معرض لهذه الحالة الخطيرة خلال حمله، لذلك إذا كان هناك شك لديكِ في أنه من الممكن أن تصابي بهذه الحالة، فيجب عليكِ التحدث إلى طبيبكِ على الفور لإجراء بعض التغييرات في نمط حياتكِ لتجنب هذا الأمر قدر المستطاع.
- إذا كنت تعانين من السمنة المفرطة، فيجب عليكِ على الفور فقدان هذا الوزن.
- يجب التوقف عن التدخين بشكل نهائي.
- الحرص على ممارسة الرياضة يوميًا.
- حاولي قدر المستطاع السيطرة على ضغط الدم أو السكر في الدم، وذلك باستشارة الطبيب حول الأدوية التي تعطي هذا المفعول.
قد يخبرك الطبيب أيضًا بتناول مقدار 81 ملليجراما من الأسبرين بشكل يومي، إلى جانب ذلك يجب أن تكوني حذرة ولا تتناولي أي أدوية أو فيتامينات أو مكملات دون استشارة الطبيب أولًا.
في النهاية يجدر بنا الإشارة إلى أنه لتجنب أعراض تسمم الحمل والنجاة من مضاعفات هذا المرض الخطير، تكون الوقاية دائمًا أفضل كثيرًا من العلاج، لذلك يجب عليكِ الاهتمام بالمتابعة الدورية والمستمرة مع الطبيب للاطمئنان على صحتكِ وصحة الجنين، وبهذا يكون قد انتهى موضوعنا لليوم نتمنى أن نكون قد سلطنا الضوء فيه بشكل كافٍ حول هذا الموضوع، وإلى اللقاء في المزيد من مواضيع الحمل والرضاعة من موقعنا.