قد يقبل العقل أن تشتعل حرب بين بلدين لأجل أرض وخيرات، أو تطاحن بين دين ودين، أو الاستماتة انتصارا لعرض امرأة.
لكن هل خطر ببالك ولو لمرة أن يُقتل 4000 رجل من أجل دلو خشبي! أو يتسبب خنزير صغير في حرب بين أكبر قوتين في العالم.. إليكم أغرب أسباب الحروب.
حرب الباراجواي
كان رئيس باراجواي “فرانسيسكو سولانو لوبيز” معجبًا كبيرا بالقائد الفرنسي “نابليون بونابرت” إن لم نقل: مهووسًا به؛ حتى أنه قلده في كل شيء تقريبًا، ولكنه افتقر إلى حرب يخوضها ليكون مثل قدوته “بونابرت”؛ فأعلن الحرب عام 1864م على جيرانه الثلاثة: البرازيل والأرجنتين وأوروجواي!
ولقي 90% من ذكور الباراجواي حتفهم بسبب المعارك والمرض والمجاعة أثناء الحرب -غيرالمبررة- والتى استمرت ست سنوات، وجاوز ضحاياها 400 ألف قتيل من كلا الجانبين.
حرب الخنزير
على جزيرة “سان خوان” في “بورتوريكو” حيث كانت تلك المناطق مقسمة بين دولتين عُظميين: أمريكا وبريطانيا، هناك حيث فوجئ “ليمان كوتلار” المزارع الأمريكي بخنزير أسود كبير يأكل نباتات حديقته فأطلق النار عليه وأرداه قتيلًا، واتضح أن الخنزير مِلك لرجل أيرلندي من سكان المقاطعة المملوكة لبريطانيا، فبدأت مشادات كلامية ثم تطورت لتهديدات ثم بلغت النصاب بتوترات بين الدولتين وتحركات عسكرية.
أرسل الجيش الأمريكي النقيب “جورج بيكيت” إلى “سان خوان” مع مجموعة صغيرة من القوات، فأشعل “بيكيت” الوضع الساخن أصلا بأن أعلن أن الجزيرة بالكامل صارت تابعة لأمريكا فقط؛ فرد البريطانيون بأن أرسلوا أسطولا من السفن البحرية المدججة بالسلاح إلى الساحل، وكانت المواجهة قاب قوسين مدة أسابيع مؤلمة، حتى تفاوض البلدان وتوصلا إلى اتفاق يسمح بالاحتلال العسكري المشترك للجزيرة، وانطفأت شرارة حرب لم يرح ضحيتها سوى خنزير واحد مسكين!
حرب الدلو
لم تقم هذه الحرب لأجل السيادة على أرض ما، ولم تقم كذلك لرد إهانة ملك عظيم، بل اشتعلت عام 1325م واستمرت اثنتي عشرة سنة لأجل دلو خشبي تافه!
هناك في إيطاليا، تحديدا في مدينتى “مودينا” و”بولونيا” حين تسللت فرقة صغيرة من جنود “مودينا” إلى مدينة “بولونيا” وسرقوا دلوًا خشبيا من بئر المدينة وعادوا لمدينتهم رافعين الدلو مفتخرين به، وليس طبيعيا أن يفتخر سارق بما سرق! ولكن الأمر أنه كانت التوترات قائمة بين المدينتين منذ القدم بسبب انتماء إحداهما للكنيسة والأخرى للملك الروماني المقدس.
اندلعت الحرب، والتقى الجيشان في مدينة “زابولينو”، وكان جيش “مودينا” 32,000 مقاتل، بينما جيش “بولونيا” 7000 فقط.
ولم يحتج المودينيون سوى ساعتين فقط لهزيمة البولونيين هزيمة ساحقة، وعاد فلول الجيش البولوني لمدينتهم دون استرداد الدلو، وراح ضحية الحرب 4000 مقاتل مقابل دلو خشبي!
فماذا لو كان الدلو ذهبيا؟!
حرب الكلب الضال
في واحدة من أكثر النزاعات غرابة في القرن العشرين، لم يكن يقصد هذا الكلب أن يثير حربًا بين دولتين ويزهق الكثير من الأرواح، نعم هذا ما حدث بالفعل عندما تم إطلاق النار على جندي يوناني بعد عبوره الحدود إلى “بلغاريا” مطاردا كلبه الهارب.
هبت “اليونان” غاضبة عام 1925م وغزت “بلغاريا” واحتلت بضع قرى، حتى أنها كادت تقصف مدينة “بيتريتش” لولا تدخل عصبة الأمم وأدانت الهجوم بين البلدين وخطأت “اليونان” وأمرتها بسحب جنودها وغرمتها مقابل الأضرار التي تسببت بها للبلغاريين، وفاضت اثنتان وخمسون روحا بسبب كلب ضال.
فهل كان هذا الكلب مفضلا لدى صاحبه بحيث يتخطى وراءه الحدود وتقام الحروب؟ أم أنه كان أفضل أسوأ كلب؟
أُذُن جينكيز
لا، ليس “جينكيز خان” الذي خطر ببالك، لكنه “روبرت جينكيز” البحار البريطانى الذي وقف أمام البرلمان البريطانى حاملًا أذنه اليسرى المقطوعة مدعيا أن الذي قطعها ضابط من خفر السواحل الإسبانى؛ فأثارت تلك الشهادة غضبة أعضاء البرلمان، وقد كانت العلاقات متوترة من ذي قبل؛ فكانت أذن جنكيز هي العامل الحفاز لمعادلة الصراع هذه؛ فأعلن البريطانيون الحرب على مملكة إسبانيا آنذاك، وامتدت من عام 1739م إلى عام 1748م دون رجوح إحدى كفّتي الصراع، لكنها قد رجحت إحدى كفتي وجه “جينكيز”.
والآن عزيزي القارئ، هل تتخيل نفسك جنديا في أحد الجيوش التي تقيم حروبا من أجل تلك الأسباب العجيبة؟ بالتأكيد سوف تفكر ألف مرة قبل أن تسحب نفسك أو تسحب الزناد.