يمتلئ العالم بالكنوز القيمة، والتي أحيانًا ما تتواجد أسفل مياه البحار والمحيطات، أو أسفل الأرض، أو ربما بمناطق أخرى لكنها تحتوي على كنوزها الخاصة، لتصبح من أكثر الأماكن غموضا بما تحمل من أخطر الأسرار، وتخضع للحراسة المشددة طوال الوقت.
المنطقة 51
تعد القاعدة العسكرية الموجودة بولاية نيفادا الأمريكية، والتي تعرف باسم المنطقة 51، من أكثر المناطق غموضا في العالم، ليس فقط بسبب الحراسة المشددة التي تخضع لها، بل كذلك لأن الهدف الرئيسي من وجودها لا يزال مجهولًا إلى حد كبير، وإن كانت الترجيحات تشير إلى أنها تأسست بغرض تطوير واختبار الطائرات والأسلحة.
تخضع المنطقة 51 لرقابة صارمة من جانب عدد ضخم من الحراس، حيث تبقى مراقبة على مدار الساعة بواسطة الكاميرات، لذا يبدو الوصول إليها من جانب البشر العاديين مستحيلًا، بل يعد التحليق بالطائرات أعلاها ممنوعًا أيضًا، الأمر الذي زاد من الغموض بشأن تلك القاعدة العسكرية، والتي أثيرت حولها الكثير من نظريات المؤامرة، ومن بينها واحدة توقعت أنها تشهد وجود أجسام طائرة مجهولة.
قلعة فورت نوكس
تعرف تلك القلعة الضخمة والكائنة بولاية كنتاكي الأمريكية رسميًا بمبنى خزانة سبائك الإيداع الأمريكية، لذا يبقى وضعها تحت الحراسة المشددة من الأمور شديدة المنطقية، إذ تحمل خزانتها نحو 5000 طن من السبائك الذهبية، علاوة على مجوهرات التيجان العتيقة، ووثائق خطيرة وتاريخية أبرزها وثيقة الماجنا كارتا أو الوثيقة العظمى، والتي تشكل أعظم الوثائق الخاصة بالحريات والتي صدرت في إنجلترا منذ مئات السنين.
تحاط قلعة فورت نوكس إذن بآلاف العسكريين، وبعشرات الدبابات والطائرات الهليكوبتر، التي تبقى دومًا في حالة من التأهب، تحسبًا لأي خطر يحوم حول المنطقة شديدة الأهمية، علمًا بأن القلعة بنيت في الأساس من الجرانيت السميك المدعوم بالحديد والأسمنت والمقاوم للحرائق، والذي يقال أنه لن يتأثر كثيرًا إن تعرض لانفجار نووي، كما تزن بوابتها التي تفتح بأرقام سرية تتغير لأكثر من مرة على مدار اليوم الواحد، حوالي 20 طنا.
مركز البيانات السويسري
يحظى مركز حفظ البيانات والمعروف باسم ديلتاليس، والمتواجد بداخل جبال الألب السويسرية بعمق يزيد عن 500 قدم، بأهمية شديدة جعلته محاطًا بحراسة مشددة، حيث يحمل كما ضخما من المعلومات والبيانات السرية، ومن بينها حافظة البيتكوين التي تعد المنطقة الأكثر حراسة بداخله، فيما بني على مساحة 10 آلاف قدم مربع، وتديره شركة ديلتاليس التي عرف المركز باسمها.
يحتوي المركز السويسري الذي يعد من أكثر الأماكن غموضا في البلاد، على بوابات حديدية مضادة للأسلحة النووية، إضافة إلى نظام إلكتروني شديد التعقيد، بحيث يبقى قادرًا على حماية المعلومات والبيانات السرية من القراصنة، مهما بلغت قدراتهم، فيما يبقى الولوج لبعض الغرف داخل المركز عبر الإنترنت نفسه مستحيلًا، لزيادة أمان ما تحتوي عليه من بيانات خطيرة.
المنطقة منزوعة السلاح
تبقى المنطقة منزوعة السلاح، والتي تتوسط دولتي كوريا الشمالية والجنوبية، من أكثر الأماكن غموضا في العالم، إذ يمنع وجود المدنيين فيها، كما تمتلئ بالأسلاك الكهربائية الشائكة، وتحاط بآلاف الجنود من كل دولة، إلا أنها تبقى منزوعة السلاح وفقًا لاتفاق أجري منذ خمسينيات القرن الماضي، على إثر إعلان وقف إطلاق النار بين الكوريتين على يد الأمم المتحدة آنذاك.
تمتد المنطقة الكورية بطول يتجاوز الـ250 كم، فيما تتواجد بها منطقة خاصة لعقد الاتفاقيات وإجراء الاجتماعات بين الطرفين الكوريين، علمًا بأن خرق العهود التي أجريت من قبل بشأن تلك المنطقة منزوعة السلاح، قد يؤدي إلى إشعال فتيل الحرب من جديد بين كوريا الشمالية والجنوبية، بعد هدنة استمرت لسنوات.
أرشيف الفاتيكان السري
يبقى أرشيف الفاتيكان السري من ضمن أكثر الأماكن غموضا وسرية في العالم، ليس فقط لأنه يحفظ بداخله أوراق دولة الفاتيكان والحسابات الخاصة بها، بل كذلك لأنه يضم وثائق خاصة بالكتاب المقدس، لذا تبقى الأرفف الداخلية به بعيدة عن الأعين ولا يمكن الوصول لأغلب الوثائق فيها إلا من قبل المسؤولين، ما يزيد من غموض المنطقة.
يبدو دخول أرشيف الفاتيكان السري ممكنًا في حالة واحدة فقط، وهي النجاح في الحصول على جواب توصية من قبل منظمة معروفة أو من جانب شخص موثوق فيه في مجال التأريخ، مع الوضع في الاعتبار أن الوثائق التي يمكن رؤيتها في تلك الحالة، لن تكون أحدث من تلك الصادرة في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث تبقى النسخ التي صدرت في الـ80 سنة الأخيرة سرية للغاية.
سجن إيه دي إكس فلورنس
بينما تتعدد السجون الخاضعة للحراسة المشددة في العالم، فإن سجن إيه دي إكس فلورنس الواقع بولاية كولورادو الأمريكية، يعتبر هو متصدر قائمة السجون الواقعة تحت الحراسة المشددة، والسر في أنه يشهد وجود أخطر المجرمين من حول العالم، ومن بينهم المسؤولون عن أحداث الـ11 من سبتمبر، وانفجارات السفارة الأمريكية وماراثون بوسطن.
يتواجد السجن الأمريكي الفيدرالي على مساحة 37 فدانا، كلها تخضع للرقابة المشددة على مدار 24 ساعة، كما يبقى السجن محاطًا بأسلاك شائكة حادة يصل طولها إلى نحو 12 قدما، مع الوضع في الاعتبار أن زرا خاصا موجودا بالسجن، يمكن الضغط عليه في أوقات الخطر، من أجل إغلاق جميع أبوابه في التو واللحظة، ليبقى واحدًا من أكثر الأماكن غموضا وأكثر السجون تأمينًا.
مجمع جبل شايان
يعد هذا المجمع الأمريكي الخاضع لواحدة من أفضل أشكال الحراسة، أشبه بمدينة كاملة بنيت من أجل دعم قوات الفضاء الجوي، حيث يبقى المجمع الجبلي قادرًا على مواجهة أسوأ الاحتمالات، بعدما بني بإمكانية تحمل تبعات الكوارث الطبيعية، بل وأقسى الانفجارات النووية إن حدثت يومًا.
الجدير بالذكر أن مجمع جبل شايان يتواجد في عمق يزيد عى 2000 قدم، كما أنه بني من الجرانيت ويحتوي على 15 طابقا مختلفا، كذلك يتكون المجمع الغامض من بوابات تزن عشرات الأطنان، فيما بات يستخدم في الوقت الحالي من أجل تدريب أطقم الطيران، ليصبح من أكثر الأماكن غموضا حول العالم، والتي لا يصل إليها إلا المتخصصون فحسب.
موقف سيارات بولد لين
إن كانت المناطق العسكرية وأماكن حفظ الوثائق السرية أو حتى إجراء التجارب العلمية، هي أكثر الأماكن غموضا حول العالم، والتي تخضع دومًا للحراسة المشددة، فإن موقف سيارات بولد لين في إنجلترا كسر تلك القاعدة، باعتباره يحظى بحراسة لا تقارن، على الأقل بالنظر إلى الأماكن الشبيهة في إنجلترا أو خارجها.
تحمل كل سيارة داخل هذا الموقف الإنجليزي أرقامها الخاصة، سواء من أجل عبور بواباته أو للتواجد في أماكنها المحددة مسبقًا، فيما تبقى في مأمن دون أي خطر داخل هذا الموقف للسيارات، نظرًا لأن أرضية المكان تحتوي على أجهزة استشعار دقيقة، بحيث تنجح في اكتشاف أقل حركة تحدث للسيارات، علمًا بأن المكان يعد محاطًا بالكاميرات ووسائل الرقابة الإلكترونية الحديثة، للتأكد من حماية كل سيارة بالداخل من أي خطر كبير أو صغير.
في الختام، كانت تلك مجموعة من أكثر الأماكن غموضا من حول العالم، والتي إن كانت تحمل أهم الأسرار أو أغلى الوثائق والكنوز، فإن خضوعها لأشكال الحراسة المشددة شديدة الغرابة أحيانًا، زاد من الإثارة المحيطة بها، لتبقى محل تساؤلات البشر طوال الوقت.