تعتبر الثعالب من أكثر الحيوانات المعروفة بالمكر والدهاء على مستوى العالم، وتمتاز بمهارتها العالية في الصيد نظرًا لأنها سريعة ورشيقة في الحركة، كما تنتمي إلى فصيلة الكلبيات وهناك حوالي 42 نوعًا منها وتوجد فوارق واختلافات كبيرة بين أنواع الثعالب.
أنواع الثعالب
توجد العديد من أنواع الثعالب منتشرة في كل مكان بالعالم، ويمتلك كل نوع منها صفات خاصة به تميزه عن مثيله من تلك الحيوانات، ومن أهم أنواعها:
الثعلب الأحمر
يعتبر الأكبر والأكثر شهرة بين أنواع الثعالب، ويتراوح وزنه من 3 إلى 14 كجم، ويكون الذكر أثقل في الحجم من الأنثى، ولديه فراء كثيف يوفر له الدفء في الجو البارد، كما أن ذيله الكثيف يحافظ على توازنه أثناء القفز أو الركض.
على الرغم من سيقانه الصغيرة فإن أقدامه مطابقة لفصيلة الكلبيات، ولديه كفان أماميان يحتوي كل واحد منهما على 5 أصابع، وكفان من الخلف يحتوي كل منهما على 4 أصابع، ويمتاز هذا الثعلب بقدرته على طي مخالبه من أجل إبقائها حادة وتقليل تلامسها بالأرض، كما أن عظام أطرافه تكون أكثر نحافة عن الثعالب الأخرى، مما يجعله يقفز عموديًا لحوالي مترين، يتمتع بصفات بصرية ممتازة للتحرك بشكل سهل في الظلام، حيث توجد بشبكة العين خلايا مستقبلة للضوء، كما لديه حاسة سمع قوية تساعده على معرفة موقع فريسته.
أماكن انتشاره
يعيش في شمال المكسيك وأمريكا الشمالية وبعض أماكن الساحل الغربي لأمريكا الشمالية وجنوب الهند وصحراء الشرق الأوسط ومناطق الدلتا بمصر، ويرجع سبب انتشاره في تلك الأماكن لقدرته على التكيف والبحث عن الطعام.
نظامه الغذائي
يستطيع أن يجمع في نظامه الغذائي بين النباتات واللحوم، حيث يتغذى على الحشائش والتوت والفاكهة والفطر والأعشاب، كما يتغذى على الحشرات والجرذان والأرانب وديدان الأرض والرخويات والبيض والطيور والزواحف الصغيرة والبرمائيات، وتزيد شهيته لتناول اللحوم في فصل الشتاء أكثر من النباتات.
مهاراته في الصيد
الثعلب الأحمر من أنواع الثعالب الصيادة والماهرة في الإمساك بفرائسه الصغيرة، حيث يقوم بذلك في الليل وخاصة قرب وقت الفجر حتى تكون تلك الفرائس في حالة نشاط ويستخدم خططه الماكرة في صيدها، ويقوم بتخزين طعامه في حفرة يصل عمقها إلى 10 سم لتفادي بعض الظروف التي تعطله عن الصيد مثل الطقس وندرة الطعام، وهو يمتاز بقدرته على تذكر أماكن تخزين الطعام.
التكاثر
- تنمو الثعالب الصغيرة بسرعة وتبتعد عن أبويها وخاصة الذكور التي تقوم بترك آثار لرائحتها الكريهة بجانب الحشائش والأشجار، ويعتبر هذا الثعلب من أنواع الثعالب أحادية التزاوج، فهو يرتبط بشريكته لعدة سنوات وخاصة في الأماكن التي تقل فيها الثعالب.
- يبدأ موسم التزاوج في شهر يناير وفبراير، تقوم الأنثى قبل ولادة الصغار بالاستيلاء على حفرة حيوان آخر له نفس الحجم، وبعد الولادة بحوالي أسابيع قليلة تنقلهم إلى حفر أخرى.
- تتراوح فترة الحمل من 49 إلى 56 يوما، وتلد حوالي 13 ثعلبا صغيرا في المرة الواحدة وتكون تلك الثعالب عمياء، وتقوم الأم بتغذيتها باللبن الذي يمتاز بدسامته التي تزيد بثلاثة أضعاف عن لبن الأبقار، ويمدها الذكر بالطعام اللازم لها.
- تستطيع صغار الثعالب أن ترى بأعينها في الأسبوع الثاني بعد ولادتها، ثم يبدأ فطامها في الأسبوع الرابع لتأكل الطعام سهل الهضم الذي يحصل عليه الوالدان.
- تصبح قادرة على افتراس الحشرات بحلول الشهر الثاني من أعمارها، ومن الطريف أن هناك أنثى واحدة من تلك الصغار تبقى مع أمها لمدة عام وتسمى بالأنثى المساعدة، حيث تساعد أمها على تربية أخواتها الصغار.
المفترسات ومخاطر الصيد الجائر
تواجهه -باعتباره من أنواع الثعالب المعروفة- أعداد كبيرة من المفترسات مثل الدببة والنسور والكلاب والصقور والضباع والفهود والأسود والبوم والذئاب والوشق، وهناك نوع من الذئاب يسمى ذئاب القيوط، حيث إنها تهاجمه وتقتله ولكنها لا تأكله، كما يتعرض للصيد الجائر من قبل البشر للاستفادة من فرائه، مما يعمل على اختلال التوازن البيئي.
الثعلب القطبي
على الرغم من عدم كبر حجمه مثل الثعلب الأحمر إلا أن فراءه ذو قيمة كبيرة، ويتراوح طوله من 75 إلى 115 سم، بينما يتراوح وزن ذيله من 2.5 إلى 9 كيلو جرامات، ولديه أطراف أصغر في الحجم للمحافظة على حرارة جسمه وأذنان صغيرتان وسيقان قصيرة وأنف حاد وعينان داكنتان بهما خلايا ملونة بالقزحية لحمايتها من الضوء الشديد.
يستطيع مقاومة البرودة والبقاء على قيد الحياة عند وصول درجة الحرارة إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر، ويمتاز بتغيير لون فرائه للون الرمادي في فصل الشتاء.
أماكن انتشاره
يعيش بالمناطق الشمالية بسواحل أوربا وآسيا وأمريكا الشمالية وبسواحل جرينلاند ومناطق التندرا الجبلية، ويتميز عن أي حيوان آخر بقدرته على الهجرة والحركة لمسافة 1000 كم ذهابًا وإيابًا إلى مكان معيشته.
والدافع وراء ذلك هو البحث عن الغذاء، وعندما يتوافر لديه الطعام يقوم بتأسيس مكان له بجانبه وتبلغ مساحته حوالي 8 كم مربع.
النظام الغذائي
يقوم بافتراس بعض الحيوانات ويتغذى عليها مثل السنجاب والأرانب والفقمة الصغيرة والرخويات والقشريات والأسماك والبيض والطيور، ويستطيع مطاردة فريسته وسماع صوتها تحت الجليد، وأحيانًا يتغذى على بقايا الفرائس التي تغذت عليها الدببة القطبية.
كما يستطيع العيش بمقدار قليل من الطعام إذا نقص معدل التمثيل الغذائي لديه، كما يقوم بتخزين كمية كبيرة من الطعام تكفيه لمدة 30 يوما كاملة.
التكاثر
- يتزاوج الثعلب القطبي مع شريك واحد في موسم التزاوج.
- تتراوح فترة الحمل للأنثى من 51 إلى 57 يوما، حيث تلد في المرة الواحدة من صغيرين إلى 25 صغيرا.
- عندما يقل الغذاء تأكل الصغار الأقوياء إخوتها الضعفاء، وعندما تكون هناك مجاعة شديدة يهجر الوالدان صغارهما، وفي بعض الأحيان تكون الصغار عرضة للافتراس من قبل الدببة والذئاب والنسور.
ثعلب الفنك
يعتبر ثعلب الفنك أصغر فصائل الكلبيات البرية ومن أشهر أنواع الثعالب، ويتراوح وزنه من كيلو إلى كيلو ونصف، كما يكون فراؤه سميكا مصفرا يساعده على الحفاظ على جسمه من البرودة في الليل، ويستطيع القفز والحركة بمعدل ارتفاع جسمه، ويصدر صوت شبيه بصوت القطط، ولديه أذنان كبيرتان يعملان على الحفاظ على التوازن الحراري له وخاصة في المناطق الصحراوية الحارة بإفريقيا.
أماكن انتشاره
يتواجد ثعلب الفنك بالأماكن الصحراوية في شمال إفريقيا والصحراء الغربية وشبه جزيرة سيناء.
النظام الغذائي
يأكل الفئران واليربوع والسحالي والحشرات والطيور، ويقوم بحفر الأرض للبحث عن جذور النباتات عندما تصاب الصحراء بالجفاف، ويتناول الماء بكثرة عند توافره لديه.
فترة حياته
يعيش في مجموعات صغيرة، وتستطيع الأنثى الإنجاب مرتين سنويًا، وتستمر مدة الحمل شهرين وتلد في المرة الواحدة ما بين صغيرين إلى 5 صغار، ويعيش حوالي 12 سنة، ويعتبر من الحيوانات التي يسهل ترويضها واستئناسها.
ثعلب الكلبيو
يمتاز بأنه صغير الحجم ويصل وزنه إلى حوالي 12 كجم، وتوجد بقع بيضاء بذقنه وأسفل بطنه وظهره يكون بلون بني، أما أذناه فلونهما أحمر مائل للبني الداكن.
أماكن انتشاره
يعيش ثعلب الكلبيو في الجزء الغربي بأمريكا الجنوبية، كما يوجد في بعض المناطق مثل الإكوادور وجزيرة يتراديل فيجو، ويميل للعيش في الغابات قليلة الكثافة والمناطق المليئة بالسرخسيات والأعشاب والمنحدرات الصحراوية.
النظام الغذائي
يتغذى في الأساس على الأرانب البرية والأوروبية والسحالي والطيور والتوت البري والحشرات، ويأكل كميات كبيرة من الأرانب الصغيرة في فصل الربيع، كما يأكل عظامها وفراءها ثم يخرجها مع الفضلات.
التكاثر
- تضع الأنثى صغارها في فصل الربيع، ويتراوح أعدادها من 3 إلى 6 ثعالب صغيرة.
- بمرور بضعة أسابيع تتركها للبحث عن الطعام وتتمتع بلون رملي يجعلها تختبئ من المفترسات.
- تغادر الصغار الذكور المكان عند اكتمال نموها، بينما تظل الإناث وأفراد من الذكور في المجموعة من أجل إنجاب أجيال جديدة.
- من المعروف في مجتمع ثعلب الكلبيو أن الأنثى هي المسيطرة وصاحبة النفوذ، كما أنها تأكل أولًا قبل غيرها من الثعالب.
الثعلب خفاشي الأذنين
يتميز بأن حجمه صغير ويصل وزنه إلى حوالي 5 كجم، ولونه رمادي ولديه أذن سوداء تشبه آذان الخفاش.
أماكن انتشاره
يوجد في تنزانيا وزامبيا وإثيوبيا وجنوب إفريقيا، ويميل للعيش في مناطق السافانا الاستوائية والأماكن الشعبية.
نظامه الغذائي
يعتمد في غذائه على النمل الأبيض والخنافس والفاكهة والزواحف والقوارض الصغيرة، ويستطيع العيش دون شرب الماء لوقت طويل، كما يهاجم الثعالب الأخرى عندما تقترب من فريسته، ويميل للصيد في الليل.
التكاثر
- تظل مدة الحمل حوالي 75 يوما، وتلد الأنثى مرتين في السنة في شهر مارس وأكتوبر.
- يصل عدد الصغار إلى حوالي 5، وعندما تبلغ شهرا تتناول الحشرات.
- يقوم بالاستيلاء على جحور الأرانب البرية، ويقوم بتغطية جسمه بذيله ليبدو حجمه كبيرا، وذلك لإبعاد المفترسات مثل الكلاب المستأنسة، ويتم صيده من أجل بيع فرائه.
من خلال ما ذكرنا في مقال أنواع الثعالب، نستطيع أن نقول إن تلك الحيوانات ميزها الله سبحانه وتعالي ببعض الصفات عن غيرها من الحيوانات لكي تتعايش مع البيئة الموجودة بها، كما أن منها ثعالب تحكمها الإناث وتسيطر على القطيع، وبالطبع هي أيضًا صفة تميز تلك الحيوانات.