في كل علم أخطاءٌ شائعةٌ، نرى ذلك في الطب والتربية واللغة والتاريخ وكذلك الثقافة، ومن أشهر الأخطاء الشائعة في الثقافة هو «نسبة الكتاب لغير صاحبه»، ومن أشهر الكتب التي أثبت المحققون أنها منسوبة خطأ لغير أصحابها إعراب القرآن للزجاج، ودرر الحكم للثعالبي، وتفسير مجاهد وكبائر الذهبي، وغيرها.
سبب الظاهرة
يقول الباحثون والمحققون: حينما قلَّت عملية نشر النصوص الحقيقية ذات الفائدة، استغلت بعض دور النشر هذا الأمر، وقدمت عدة طبعات شعبية مشوهة لبعض النصوص بأثمانٍ رخيصة، زاعمة أنها محققة، وللأسف فإن المحققين ذات مستوى ضعيف، ولذلك حدث هذه الخلط، والأغرب أن بعض المكتبات الجامعية وضعت هذه الكتب بين أيدي قرائها وباحثيها، دون ملاحظة افتقادها أبسط مقومات النشر العلمي.
إعراب القرآن للزجاج
إعراب القرآن الكريم، هو كتاب مشهور ومنسوب لأبي إسحاق الزجاج، تحقيق إبراهيم الإبياري.. وقد تم تصحيح نسب الكتاب إلى مؤلفه الأصلي، وهو أبو الحسن علي الباقولي، المتوفى سنة 543هـ، ونُشر في سلسلة الذخائر، الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية في أكتوبر 2008، تحت عنوان «جواهر القرآن».
حدائق الأنوار ومطالع الأسرار
حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار، طبع هذا الكتاب محققًا في قطر بتحقيق الأنصاري في 3 مجلدات منسوبًا للمحدث ابن الديبع.. ثم طبع مُصححًا النسبة في مجلد واحد باسم «بحرق اليمني» بدار المنهاج.
تفسير مجاهد
تفسير مجاهد، هو كتاب مطبوع في مجلدين كبيرين، ومنسوب للتابعي مجاهد بن جبر؛ لكنه في الحقيقة «تفسير آدم ابن أبي إياس» المتوفى سنة 220هـ.
درر الحكم للثعالبي
درر الحكم، هو كتاب شهير منسوب خطأ للإمام الثعالبي، وهناك نسخة منه صادرة عن دار الصحابة للتراث بطنطا، حققها يوسف عبدالوهاب.
والثعالبي (350 429هـ)، أديب لغوي، شاعر شهير، له أكثر من مائة مؤلف منها: يتيمة الدهر، فقه اللغة، ثمار القلوب، سحر البلاغة، لطائف المعارف، آداب الملوك، التوفيق للتلفيق.
ولم يذكر المؤرخون الذين رصدوا أعماله، كالصفدي مثلا، أن له كتابا يسمى درر الحكم.
ولقد أكد العلماء والمحققون أن شخصية الثعالبي واضحة في مؤلفاته كلها، لكن كتاب درر الحكم لا نرى لشخصية الثعالبي أي أثر، فكتب الثعالبي تبدأ بمقدمة، ويقسم الكتاب إلى أبواب وفصول، على عكس هذه الكتاب الذي لا يبدأ بذلك.
والمؤلف الحقيقي لهذا الكتاب هو (ياقوت المستعصمي)، وقال الباحث الدكتور أبو محمد جليل بن ابراهيم العطية، إنه رأى نسخة من الكتاب باسم مؤلفه الحقيقي في دار الكتب المصرية.