الغثيان والرغبة في التقيؤ بعد الطعام من الأمور المزعجة للكثير من الأشخاص، خاصة مع عدم فهم أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الطعام، وهل لها علاقة باضطرابات ومشكلات في الجهاز الهضمي؟ وما هي الطريقة الصحيحة لتقليل حدة هذه الأعراض؟ إجابات وافية عن هذه الأسئلة سنقدمها في متن المقال التالي.
أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الطعام
الرغبة في التقيؤ أو الغثيان عبارة عن إحساس مزعج بوجود عصارة هضمية قريبة من الحلقوم أو عدم هضم الطعام والرغبة في التقيؤ، تستمر هذه الأعراض حوالي ساعتين وغالبًا ما تبدأ بعد نصف ساعة من تناول الطعام، ولكن ما هي أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الطعام، توجد عدة أسباب قد تثير الرغبة للتقيؤ منها:
التسمم الغذائي
تناول الأطعمة الملوثة بالبكتيريا أو الفيروسات والجراثيم تسبب تهيج الجهاز الهضمي والإصابة بالتسمم الغذائي، وغالبًا ما تكون الأطعمة الغير ناضجة مصدر غني بالجراثيم والبكتيريا وبخاصة بكتيريا السالمونيلا، كما أن الأطعمة النيئة مثل الفواكه والخضروات تحتاج إلى الغسل جيدًا، حيث تتكاثر البكتيريا الموجودة في الطعام في الأمعاء وتسبب بعض الأعراض المصاحبة للغثيان مثل الحمى والإسهال وتقلصات البطن.
الحساسية من بعض الأطعمة
توجد بعض حالات الحساسية التي قد يجهل الأشخاص الإصابة بها، فقد يعاني شخص من ألم في البطن مع الرغبة في التقيؤ والغثيان، وهي حساسية الطعام عند تناول بعض الأطعمة، حيث يتفاعل الجهاز المناعي في هذه الحالة مع المواد الموجودة في هذه الأطعمة مثل الجلوتين والهستامين، ومن أكثر الأطعمة المسببة للحساسية:
- الألبان ومشتقاتها لاحتوائها على حمض اللاكتوز.
- الحبوب الكاملة مثل القمح لاحتوائها على الجلوتين.
- السمك والمحار.
- الفول السوداني والصويا.
- البيض.
- الفاصوليا المسببة للغازات.
التهاب المرارة
التهاب المرارة من أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعًا، فقد تصاب المرارة بالالتهاب أو بالحصوات وهو ما يسبب وصول العصارة الصفراوية إلى الأمعاء وبالتالي تزيد الشعور بالغثيان، وغالبًا ما يستدل على مرض المرارة بأعراض أخرى مثل اصفرار بياض العين ولون الجلد، وألم البطن وتغير لون البول للون الداكن.
متلازمة القولون العصبي
توجد أسباب كثيرة لتهيج القولون أو الأمعاء الغليظة منها تناول بعض الأطعمة أو الأدوية أو الإجهاد البدني، وفي حالة تهيج القولون العصبي تتأثر المعدة والأمعاء فيشعر المريض بالانتفاخ وعسر الهضم والغثيان أو الرغبة في التقيؤ.
مشكلات الجهاز الهضمي
أي خلل في الجهاز الهضمي ينعكس سلبًا على شعورك بالراحة بعد تناول الطعام، لذا فمشكلات مثل التهاب البنكرياس أو قرحة المعدة من أبرز أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الطعام، فالبنكرياس من أهم الأعضاء المسؤولة عن إفراز هرمونات الهضم، وبالتالي أي خلل فيه يسبب عسر الهضم المرتبط بأعراض أخرى مثل الانتفاخ والغثيان والغازات.
تناول بعض الأدوية
توجد بعض الأدوية المسببة للغثيان وبخاصة بعد تناول الأكل، منها المضادات الحيوية والأدوية الهرمونية وبعض أنواع مثبطات الدم وغيرها، لذا في حالة استمرار الشعور بالغثيان بعد تناول هذه الأدوية يجب استشارة الطبيب.
الصداع النصفي
قد يكون للصداع النصفي بعض الأعراض الجانبية المصاحبة له منها الدوار والغثيان والرغبة في القيء، لذا فمعظم مرضى الصداع النصفي أكثر عرضة لحالات الغثيان بعد تناول الأكل، والذي يدوم أعراضه لمدة لا تقل عن ساعتين مع ألم شديد في الرأس ودوار وزغللة في العين.
التغيرات الهرمونية
ارتبطت دائمًا أعراض الغثيان والرغبة في التقيؤ بعد الطعام بالحمل، وهو تفسير صحيح لما يحدث بسبب التغيرات الهرمونية الناتجة عن الحمل، حيث تؤدي زيادة هرمون الاستروجين والبروجسترون في الدم إلى صعوبة وصول الطعام من المريء إلى المعدة، وهو ما يسبب الشعور بالغثيان والرغبة في القيء للحامل وبخاصة في الشهور الثلاث الأولى من الحمل، كما أن الاضطرابات الهرمونية في سن اليأس من أهم أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الطعام.
القلق والتوتر
الاضطرابات النفسية وبخاصة القلق والخوف الشديد من أخطر أسباب الرغبة في التقيؤ بعد تناول الطعام، فهرمونات التوتر والإجهاد تؤثر على عمل الجهاز الهضمي فتسبب خلل في مجرى المريء مع تقلص الجهاز الهضمي وهو ما يسبب الغثيان.
قرحة المعدة
تعد قرحة المعدة الناتجة عن تناول الكثير من الأدوية من أكثر أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الطعام شيوعًا، فالمعدة هي المسؤولة عن هضم الطعام وإفراز إنزيمات الهضم التي تساعد في عملية التمثيل الغذائي، ووجود أي خلل فيه يؤثر على عملية الهضم، ومن ثم الشعور بالغثيان وألم المعدة.
أسباب عامة للغثيان بعد الطعام
توجد مجموعة أخرى من أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الطعام بشكل مفاجئ وعلى فترات متقاربة منها:
- خلل نشاط الغدة الدرقية.
- وجود التهابات في الأذن الوسطى.
- الإصابة بالأورام السرطانية.
- تعاطي الكحول.
- الإصابة بدوار الحركة.
- الإصابة بمرض الشره العصبي.
- الإصابة بجرثومة المعدة.
طريقة علاج الرغبة في التقيؤ بعد الطعام
يحتاج علاج الغثيان إلى معرفة أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الطعام، لذا يجب عليك في حال تكرار أعراض الغثيان استشارة الطبيب لعمل الفحوصات الطبية اللازمة، فلكل سبب من الأسباب التي سبق الإشارة إليها طريقة علاج مناسبة، وبجانب العلاج الدوائي؛ توجد بعض التعليمات التي يمكن أن تخفف من حدة الشعور بالغثيان بعد الأكل مع الأدوية منها:
- في حالة الشعور بالغثيان للحامل يجب أن تحصل على ما تقوم بفقده من عناصر من خلال تناولها المكملات الغذائية الضرورية مثل فيتامين ب6 والحديد والزنك.
- الغثيان نتيجة التسمم الغذائي يحتاج إلى الراحة فترة طويلة مع الإكثار من شرب السوائل لتجنب الجفاف.
- يساعد تناول الموز مع التفاح والتوست على تقليل معدل الجفاف في حالات التسمم الغذائي.
- تجنب الأطعمة المسببة للحساسية لك في حال إصابتك بحساسية طعام سابقًا.
نصائح للوقاية من الغثيان بعد الطعام
بعد معرفة أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الطعام؛ عليك أن تتجنب هذه الأسباب وتحرص على النصائح الآتية لتجنب أعراض الغثيان المزعجة:
- احرص على تقليل كميات الطعام التي تتناولها لتتمكن المعدة من الهضم.
- عليك مضغ الطعام ببطء وبتأني.
- تجنب الاستلقاء مباشرة بعد تناول الأكل.
- تجنب الأكلات الغنية بالبهارات والموالح والأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة.
- احرص على شرب كميات كبيرة من الماء.
- تساعدك تمارين التنفس على التخلص من الضغوط النفسية وتنظيم حركة التنفس والدوار المرافق للغثيان.
- عند الشعور بالغثيان عليك الاستلقاء مع رفع الرأس في مكان أعلى عن مستوى الجسم.
- شرب الزنجبيل مفيد لتخفيف الشعور بالرغبة في التقيؤ بعد الأكل.
- احرص على شرب مشروبات باردة وليست مثلجة.
ختامًا… جميع أسباب الرغبة في التقيؤ بعد الطعام لها صلة بمشكلات صحية تعاني منها، ويجب أن تكون المتابعة الطبية المنتظمة هي الوسيلة لآمنة والأفضل لعلاج هذه المشكلات وأعراضها ومن بينها أعراض الغثيان بعد الأكل.
اقرأ أيضًا: