تأتي محافظة المرأة الحامل على صحتها طوال فترة الحمل، من الناحية النفسية والجسدية على رأس أولوياتها، والتي تتمثل في تغذيتها السليمة وتناولها لفيتامينات ما قبل الولادة الموصى بها بشدة من قبل الأطباء، مما يساعد على توفير جميع العناصر الغذائية اللازمة للأم والجنين.
وعلى الرغم من أن هناك الكثير من القيود التي يضعها الأطباء، والمنع الصارم للعديد من أنواع الأدوية والمكملات حرصا على سلامة الأم الحامل، إلا أن هناك فيتامينات ومكملات غذائية يوصي بها الأطباء في فترة ما قبل الولادة، حيث تضمن التغذية السليمة للحفاظ على صحة الأم والطفل معا، ولا يقتصر الأمر على فترة ما قبل الولادة فقط، بل إن هناك الكثير من الأطباء ومنظمات تقديم الرعاية الصحية يطالبون النساء بتناول هذه الفيتامينات قبل فترة الحمل أيضا، أي عندما تتخذ السيدة المتزوجة قرارها بالإنجاب.
ولذا عندما تقررين إنجاب طفل كل ما عليك فعله هو الالتزام ببعض الخطوات المبدئية وأولها تحديد موعد سريع لزيارة الطبيب المختص والإقلاع عن جميع العادات والسلوكيات غير الصحية، مثل شرب كميات كبيرة من المشروبات الغنية من مادة الكافيين أو السهر لساعات متأخرة من الليل أو استخدام الهاتف المحمول والأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، كما ينبغي عليك استشاره الطبيب في حاله تناولك لبعض أنواع الأدوية أو المكملات والتي من الممكن أن تسبب بعض المخاطر لك في هذه الفترة.
أهمية فيتامينات الحمل
ولكن قبل ذلك عليك معرفة مدى أهمية تناول فيتامينات الحمل وفترة ما قبل الولادة، حيث تعتبر فترة الحمل أشبه بصفقة متبادل بينك وبين جنينك، فهذا الطفل الصغير الذي ينمو بداخلك في الواقع ما هو إلا استنزاف كبير لموارد جسمك الطبيعية، ولهذا السبب تمرين في الكثير من فترات حملك بين إرهاق وغثيان وألم ومغص وتقلب مزاج ونسيان.
بالإضافة إلى أن الجنين يحصل على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها مباشرة من جسمك، مما يؤدي إلى نقص الفيتامينات والمعادن والكالسيوم وجميع العناصر الضرورية لبناء جسمك، لذا من الضروري جدا أن تتأكدي من صحة جسدك وأن لديك المخزون الكافي لتغذيتك وتغذية جنينك أيضا.
ببساطة يعتبر الأطباء تناول فيتامينات الحمل بمثابة بناء احتياطي، فإذا كان لديك ما يكفي من فيتامينات وعناصر غذائية للحفاظ على هذا البناء؛ حينئذ يمكنك مشاركته مع طفلك أثناء فترات نموه.
أهم فيتامينات ما قبل الولادة
حمض الفوليك
يعتبر هذا الفيتامين من أهم العناصر الغذائية أثناء فترة الحمل، حيث يسهم بشكل فعال في تكوين الأنبوب العصبي للجنين بشكل صحي، وهذا الأنبوب عبارة عن هيكل صغير يشبه الشريط يبدأ في النمو خلال المرحلة المبكرة من الحمل في أول أسبوعين ثم يتطور لاحقا إلى الحبل الشوكي والأعصاب والدماغ، وقد اتفق الأطباء على أن نقص هذا الفيتامين قد يؤدي إلى إصابة الجنين بانشقاق في العمود الفقري وبعض المخاطر الأخرى، كما صرح بعض الأطباء في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن حمض الفوليك يمكن أن يقلل من المخاطر التي تصيب الأنبوب العصبي بنسبه 50% على الأقل.
ولأن الوقاية خير من العلاج ينصح الأطباء بتناول هذا الفيتامين في الفترة التي تقرر فيها السيدة الإنجاب، نظرا لأن الأنبوب العصبي كما ذكرنا ينمو في أول أسبوعين أو 4 أسابيع وهي الفترة التي غالبا لا تدرك فيها المرأة بحملها، الأمر الذي يعتبر وقاية لها ولجنينها من الأمراض الممكن حدوثها.
الحديد
يمد الحديد الجنين بالدم والأكسحين ويساعد بشكل فعال في تكوين المشيمة، بالإضافة إلى أنه يساعد في ضخ كمية الدم الإضافية التي تحتاجها المرأة خلال فترة الحمل نظرا لأن السيدات الحوامل معرضات دوما للإصابة بفقر الدم، مما قد يتسبب في الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الجنين عند الولادة، ولذا ينصح الأطباء بشدة بتناول مكملات الحديد التي تضمن الحصول على كمية مناسبه من خلايا الدم الحمراء.
الكالسيوم
يحتاج الجنين إلى كمية هائلة من الكالسيوم للمساعدة في بناء وتكوين عظامه وأسنانه فيما بعد،
ومن أجل تحقيق هذا الأمر بشكل سليم يجب على الأم أن تمتلك قدرا كافيا من الكالسيوم، حيث يستمد الجنين القدر الذي يحتاجه مباشرة من عظام الأم ومخزون الكالسيوم لديها، وافتقار الأم إلى المخزون الكافي قد يؤدى فيما بعد إلى أضرار جسيمة تصيب جسدها وعظامها كما تؤدي إلى الوقوع المبكر لأسنانها.
فيتامين د
فيتامين د مع الكالسيوم يساعدان عظام الجنين والأسنان على النمو، وتكمن أهمية فيتامين د في نمو العيون وخلايا الجلد السليمة، كما أنه ضروري لامتصاص الكالسيوم أثناء فترة الحمل، لذا يوصي الأطباء بتعريض الحوامل لأشعة الشمس الكافية خلال فترة الحمل وما قبل الولادة.
فيتامين ب 6 و12
يساعد فيتامين 6 تقليل الغثيان أثناء فترة الحمل، كما أن له دورا كبيرا في التطور المعرفي وتكوين الدم واستقلاب الجلوكوز ووظيفة الجهاز المناعي، كما يساعد فيتامين ب 12 الجسم على تكوين خلايا الدم الحمراء والعصبونات الصحية، وهي الوحدة الأساسية للتواصل في الجهاز العصبي، حيث تساعدها على أداء مهمها.
فيتامين سي
تزداد حاجة الحامل إلى فيتامين سي وخاصة قبل الولادة، ويساعد فيتامين سي أيضًا على بناء الكولاجين وحماية الجسم من الإجهاد التأكسدي، والمضاعفات ذات الصلة مثل: مقدمات الارتجاع وتمزق المثانة المبكر وتقييد النمو داخل الرحم.
تعتبر هذه الفيتامينات الخمسة أهم المكملات التي تحتاجها المرأة خلال فترة حملها، وبالأخص فترة ما قبل الولادة، وقد ذكر الأطباء أن تناول هذه الفيتامينات في فترة ما قبل الحمل لن تتسبب في أية أضرار أو أعراض جانبية، ولكن لا يستحب أيضا تناولها لفترات طويلة وبكميات كبيرة في حالة لم يحدث حمل أو عند انعدام رغبة الإنجاب، حيث تحتوي على بعض العناصر الغذائية الخاصة بالنساء الحوامل فقط.