إدغار كايس، هو اسم لامع لعراف ربما هو الأشهر في التاريخ، نظرا لتحقق الكثير من التنبؤات الخطيرة التي كشف عنها منذ عقود طويلة، فكيف كانت حياة هذا العراف الغامض؟ وما هي تلك التنبؤات والتوقعات التي تحققت بالفعل؟
العراف الصغير
ولد إدغار كايس في ولاية كنتاكي الأمريكية، في سنة 1877، حيث تربي بين أسرة من المزارعين، فيما لفت انتباهم منذ سنوات عمره الأولى، بشخصيته الغامضة والهادئة، التي اكتملت ملامحها عبر إظهار موهبة التنبؤ بالمستقبل.
كان كايس يدعي القدرة على التحدث للموتى، كما كان يؤكد قدرته على رؤية المستقبل خلال غفوة يحصل عليها، لتأتي له بما سيدور في العالم عاجلا أم آجلا، فيما ألمح العراف الشهير إلى أن تحقق التنبؤات الخاصة به، مرهون بالتغيرات التي تطرأ على طباع البشر، إذ يعني تحول شخصياتهم للأسوأ زيادة فرص تحقق التنبؤات المتشائمة، التي نوضح بعضا منها الآن.
تنبؤات تحققت
بينما يبدو أن العراف الشهير كان يعتمد على متابعة حية لأحداث العالم وذكاء خارق يساعده على الكشف عن التوقعات الصحيحة، فإن إدغار كايس قد تبحر في عالم الأعمال وسوق الأوراق المالية، بما يتضح أنه ساعده كثيرا على الكشف عن واحدة من أولى وأشهر تنبؤاته في عشرينيات القرن الماضي، حيث كان واثقا من قرب حدوث أزمة كبرى في سوق الأموال بالولايات المتحدة، محذرا المستثمرين من هذا الأمر الكارثي الذي حدث بالفعل في سنة 1929، وعرف وقتها بانهيار بورصة وول ستريت أو الكساد الكبير.
كذلك يعد التنبؤ بالعثور على القارة الأسطورية، أطلانتس الغارقة إحدى أشهر تنبؤات إدغار كايس، إذ بدا أن لا أحد يصدقه عندما ذكر ذلك في أربعينيات القرن العشرين، إلا أن الدهشة تملكت الجميع مع ظهور بقايا مدن وأبنية غامضة في سنة 1968 بإحدى جزر الباهاما، أي في نفس المكان والزمان الذي حدده كايس منذ أكثر من 20 سنة لظهور القارة الغارقة.
أيضا توقع كايس حدوث تطورات واضحة في عالم التكنولوجيا في زمنه، إذ بدا واثقا من حدوث نقلة كبرى في عالم الراديو والتيليجراف وكذلك الطيران، وفيما يخص إجراء فحوصات الدم من أجل تبين الإصابة بالأمراض من عدمها على الصعيد الطبي.
تنبؤات الحروب الصادقة
لم يكتف إدغار بالإشارة إلى أحداث مستقبلية تتعلق بعالم الاقتصاد والثقافة فحسب، بل بدا أن شهرة العراف الأمريكي الواسعة قد تحققت بالفعل مع ثبوت صدق تنبؤاته السياسية، المتعلقة بالحروب المشتعلة حول العالم.
تحققت تنبؤات إدغار كايس فيما يخص حدوث تغيرات كبرى في قوى دول مختلفة حول العالم، بل وأفصح عن وقوع حرب عالمية ثانية حدثت بالفعل في سنة 1939، كذلك توقع اضطرار الولايات المتحدة الأمريكية إلى غوض غمار تلك الحرب، ما حدث بسبب القصف الذي تعرضت له ميناء بيرل من قبل القوات اليابانية، ليس هذا فحسب بل حدد كايس الموعد المرتقب لنهاية الحرب العالمية الثانية التي هزت أركان العالم، قبل حدوث الأمر فعليا بنحو عامين كاملين.
اشتملت تنبؤات كايس أيضا على الصعود السريع والهبوط المدوي لإحدى أشهر الشخصيات في تاريخ العالم، وهو الزعيم الألماني أدولف هتلر، إذ توقع صعود نجم هذا السياسي النازي قبلما تبدو ملامح نجاحه في الوضوح، كما أكد أن غروره وتعظيم الذات سيؤدي إلى وقوع كوارث سيعاني منها العالم بأكمله، فيما أشار في زمن قوة هتلر إلى أن نهايته ستكون الموت المفاجئ.
تنبؤات لم تتحقق
في وقت ندرك فيه جميعا صدق العبارة الشهيرة “كذب المنجمون ولو صدقوا”، فإن إدغار كايس لم يكن ليستثنى من تلك القاعدة أيضا، والسر في تنبؤات أفصح عنها ولكنها لم تتحقق.
تنبأ كايس بأن تأثيرات البراكين على العالم ستبدو أكثر قوة وخطورة من الزلازل والفيضانات، ما لم يحدث فعليا على أرض الواقع، مع تأثر العالم بتسونامي وزلازل مخيفة، بدرجات تفوق المعاناة من البراكين.
الأدهى من ذلك هو توقع كايس بتدمير بعض الدول على يد الكوارث الطبيعية، حيث أشار إلى اليابان سوف تغرق تحت سطح المياه، مشيرا إلى أن المصير نفسه ينتظر دول أوروبية مثل بريطانيا، التي تنبأ بغرق نصفها، وهي أمور لم تحدث دون شك، ما يؤكد في نهاية المطاف على كذب إدغار كايس في بعض الحالات، ولو بدا صادقا في أحوال أخرى.