شخصيات مؤثرةثقافة ومعرفةملهمات

إيفا براون.. الحب الذي قاد “هتلر” إلى الجحيم!

ربما يعتقد الكثيرون أن شخصية كزعيم النازية أدولف هتلر والذي أشعل فتيل الحرب العالمية، لا مجال للعاطفة في قلبه، رجل اتخذ قرارات تسببت بموت الملايين من البشر، لا يمكن أن يحب.

إيفا براون.. الحب الذي قاد "الفوهرر" إلى الجحيم!

الحقيقة أن هتلر كان عاشقا، وخفق قلبه بحب إيفا براون لسنوات، وقد تأثر الفوهرر كثيرا بوجودها في حياته، فقد ذكرت التقارير التي بحثت حياة هتلر عن جوانب متعدة في علاقته بها، حيث كان يتفقدها ويتصل بها في خضم الحرب فقط ليسأل عن سلامتها، وقد كانت خشيته عليها كبيرة، فاشترى لها شقة في مدينة “ميونيخ” بعيدة عنه بقصد حمايتها.

تعرفت إيفا على الفوهرر في ميونيخ، وكانت تعمل مساعدة لمصوره الشخصي، وتبلغ من العمر 17 عاما، وبدأت مواعدته بشكل مستمر بعد عامين، ثم بدأت بالظهور في دائرة معارفه الاجتماعية عام 1936، وأصبحت فردا من عائلته بمنزل “البرغهوف” الذي كان هتلر يقطنه ويقضي فيه أكثر وقته خلال الحرب، وتحولت إيفا من مساعدة إلى مصور هتلر الشخصي، وينسب إليها أكثر الصور الفوتوجرافية والأفلام التسجيلية التي نشاهدها الآن عن هتلر.

قبل تلك الفترة وخلال بدايات تعارفهما حاولت إيفا الانتحار بإطلاق النار على نفسها من مسدس والدها عام 1932، ويرى المؤرخون ان تلك المحاولة كانت غير جدية، بل كانت تهدف إلى إثارة انتباه هتلر، وكررت المحاولة مرة أخرى بعد 3 أعوام لنفس السبب.

إيفا براون.. الحب الذي قاد "الفوهرر" إلى الجحيم!

اهتم الفوهرر بإخفاء إيفا عن الظهور العلني لوقت طويل، لكنهما ظهرا معا خلال حفل زفاف شقيقتها جريتل قبل نحو عام من سقوط الرايخ الثالث قبيل انتهاء الحرب وبعد ذلك أقسمت إيفا على الولاء الكامل لهتلر، وانتقلت لتعيش معه في برلين في حصنه المنيع أو ما كان يطلق عليه ملجأ الفوهرر تحت مقر الرايخ، والذي كان يدير منه شؤون الحرب.

تسبب الكتمان الذي غلف به هتلر علاقته بإيفا في إثارة كثير من الأقاويل حول علاقة هتلر بالنساء، لكن الدائرة القريبة منه فقط كانت تعلم بسطوة عشق إيفا على قلب الفوهرر، بيد أنهم لم يتمكنوا من الحديث عن تلك العلاقة إلا بعد ممات هتلر وإيفا.

وقد أكد ترادول يونجه سكرتير هتلر على الحب الشديد الذي كان الفوهرر يكنه لإيفا، وأخبر أنه كان يتصل بها يوميا خلال الحرب، ويغير خطط تنقله وجداول مواعيده أحيانا ليلتقي بها.

إيفا براون.. الحب الذي قاد "الفوهرر" إلى الجحيم!

لم يشر أي من المؤرخين إلى تأثير إيفا على قرارات هتلر العسكرية، وأفاد بعضهم بأن الفوهرر كان يجنب حبيبته الأحاديث السياسية والعسكرية، لكن أحدا لم يدخل إلى غرفتهما الخاصة، ويسمع أحاديثهما، وإيفا لم تكن فقط حبيبة وزوجة في آخر 40 ساعة من عمرها، فقد كانت المرآة التي يطل منها هتلر على العالم، كانت هي من تلتقط له الصور، ومن يعرف كيف يتم التصوير، سيتخيل كيف كانت سطوة إيفا على الفوهرر، وكيف كانت تديره خلال التصوير، لتلتقط الصور التي نراها حتى يومنا هذا، صور صارمة قاسية أعطت انطباعا دمويا عنيفا للفوهرر، لن يمحي عنه اشتهاره بالسفاح الأشهر في العصر الحديث، رغم أن العالم الآن يشهد سفاحين أشد فتكا وعنفا.

إيفا براون.. الحب الذي قاد "الفوهرر" إلى الجحيم!

في التاسع والعشرين من أبريل/نيسان لعام 1945، تزوج هتلر بإيفا في حفل صغير بملجئه، وشهد على الزواج وزير دعايته جوزيف جوبلز، ومارتن بورمان أحد أقوى قادة الجيش النازي، وبعد الزواج تغير لقب إيفا من براون إلى هتلر في الأوراق الرسمية، وبعد نحو 40 ساعة من الزواج، انتحر الزوجان معا، وقدر وقت وفاتهما بسماع طلقة نارية، هرع الخادم على إثرها إلى غرفتهما، فوجد الزوجة قد عضت على قرص يحتوي على سم السيانيد، ووجد رصاصة مستقرة في الصدغ الأيمن للزوج، فأخرجت الجثتان عبر مخرج الطوارئ، وتم إحراقهما فورا.

أعاد المتحف الوطني الألماني بناء ملجأ الفوهرر كما كان في الماضي، ويتضمن الغرفة السرية التي تزوج فيها هتلر بإيفا، والغرفة التي انتحرا فيها، وغرفة التخطيط، وغرفة السكرتير، وغرفة الاتصالات، وحتى غرفة الطبيب والتي كان يقطن فيها طبيب هتلر الشخصي الدكتور موريل.

إيفا براون.. الحب الذي قاد "الفوهرر" إلى الجحيم!

لا يمكن التكهن بما كانت توحي به إيفا للفوهرر، لكن الأكيد أن حبهما كان عظيما ومؤثرا، وإلا ما كانت اختارت أن تموت معه، أكاد أتخيل الحوار الذي دار بين هتلر وإيفا قبل موتهما، تزوجيني يا إيفا، فلنعقد قراننا الآن، فربما لا نحيا دقيقة إضافية، وأعدك أن الأعداء لن يلحقوا بك الأذى، فسنموت معا، أحضرت لك قرصا من السيانيد، أما أنا فسأموت كما يموت الضباط، حين تضعين قرص السم في فمك سأضغط الزناد على رأسي، وإن اقترب أعداؤنا من ملجئنا سيجدونا جثتين هامدتين، وإلى الجحيم معا.

تشير بعض التقارير التي نشرت بعد انتهاء الحرب إلى أن هتلر ربما لم يمت منتحرا، وأنه عاش حتى انتهت الحرب في مكان لم يعلمه أحد، بينما تفتقر تلك التقارير إلى إعلامنا بمصير الفوهرر الحقيقي وأين اختفت جثته، لذا تبدو قصة انتحاره أكثر اتساقا مع الأحداث، وقد فندت العديد من التقارير التأريخية موضوع الانتحار وتوابعه، فقد نشرت المخابرات السوفيتية “كي جي بي” عام 1993 تقرير تشريح جثتي إيفا وهتلر، وبناء على ذلك التقرير، خلص المؤرخون إلى حقيقة ما حدث.

اقتحم الجنود السوفييت ملجأ هتلر بعد نحو 7 ساعات ونصف من موته، ووجدت بقايا جثتين لم يكتمل احتراقهما، وجاء في التقرير أنه كان هناك آثار رصاصة في جمجمة هتلر، ظلت البقايا المحترقة من الجثتين محل بحث وتشريح تحت أيدي السوفييت ثم دفنتا في منشأة تابعة للجيش الأحمر، حتى قرر يوري أندربوف مدير الكي جي بي وقتها تدمير الجثتين تماما وإلقاء رمادهما في نهر إلبه، خشية أن يصل أنصار النازية إلى القبر وجعله مزارا.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى