“اغتيال إمبراطور وأمه معًا، وإلقاء جثتيهما في نهر التيبر”.. ربما سيكون هذا مانشيت جريدة الجارديان البريطانية، أو الواشنطن بوست الأمريكية، لو كانت حاضرة أثناء هذا العمل البشع الذي يعد من أسوأ عمليات الاغتيال في التاريخ.
فمنذ أن نشأت الحياة على وجه الأرض، وهناك ظاهرة منتشرة في كل العصور، ألا وهي اغتيال الزعماء والأباطرة، لكن أن يتم اغتيال إمبراطور وأمه في وقت واحد، ثم يتم سحلهما وإلقاؤهما في نهر التيبر، فهذا هو الشىء العجاب الذي يجب الالتفات إليه والبحث في جذوره، وهذا بالضبط ما حدث مع إيل جبل، الإمبراطور الروماني الذى اغتيل هو وأمه معًا.
كانت الإمبراطورية الرومانية ضخمة مترامية الأطراف، ولذا اشتد الصراع فيها على الحكم بطريقة كبرى، نتج عنها مقتل واغتيال كثير من الأباطرة، لكن أصعب ما في هذه الاغتيالات هو اغتيال الإمبراطور إيل جبل، عام ٢٢٢م، مع والدته في وقت واحد، ثم إلقاء جثتيهما معًا في نهر التيبر، وهو ثاني أطول نهر في إيطاليا، ويصب في البحر الأبيض المتوسط في منطقة أوستيا.
حياته الشخصية
ولد فى 20 مارس ، بروما ٢٠٣، وتوفي في مارس ٢٢٢، عن عمر يناهز ١٨ عامًا، ودفن في نهر التيبر.
وهو إمبراطور روماني من أسرة سيفيروس، وحكم من 218م إلى 222م واسمه عند الولادة كان فاريوس أفيتوس باسينوس.
كان سوريًا من ناحية والدته جوليا سوميا وقد قضى شبابه ككاهن أعظم لإله الشمس الحمصي إيل جبل، وأبوه رومانيًا، وهو سكتوس فاريوس مارسيليوس. وقد دعي باسم إيل جبل بعد فترة طويلة من وفاته.
حُكمه
شهدت فترة حكم إيل جبل ظهور واستحداث بعض الأمور اعتبرت بمثابة الإهانة للتقاليد الدينية والجنسية الرومانية، فقد تزوج خمس مرات، واستبدل عبادة الإله جوبيتر بإله الشمس وأجبر العديد من القادة الرومان على عبادته.
توليه الحكم
بعد مقتل الامبراطور كركلا.. تسلم ماكرينوس الحكم، ولكن بفضل جدته جوليا ميزا، تم تنصيب إيل جبل على العرش وله من العمر أربعة عشر عاما، بعد هزيمة ماكرينوس في معركة أنطاكية عام 218م.
خلال حكمه أظهر إيل جبل أمورا اعتبرت بمثابة الإهانة للتقاليد الدينية والجنسية الرومانية، فقد تزوج خمس مرات واستبدل عبادة الإله جوبيتر بإله الشمس.
في عام 222م تم اغتياله مع والدته، واستبداله بابن خالته الكسندر سيفيروس.