استراتيجيات التعلم النشط تعد من أهم التحديثات العلمية والعملية التي تمت في هذه السنوات القليلة، فقد وفرت للطلاب والمعلمين طرقا جديدة ومبتكرة في توصيل المعلومات بطرق غير تقليدية، ولهذا فقد حققت استراتيجيات التعلم النشط الهدف الأساسي وهو تعليم الطلاب فن القيادة وكيفية الاعتماد على الذات في قيادة مصير حياتهم، كما أظهرت العديد من الدراسات أن إدخال أنشطة تعليمية نشطة مثل المحاكاة، والألعاب، والمختبرات بدلًا من المحاضرات يؤدي إلى تعلم أعمق، وفهم أفضل، وذلك ضمن بيئة تعليمية نشطة ينغمس الطلاب خلالها في التجارب التي يشاركون فيها في البحث عن معنى، والعمل والخيال والاختراع والتفاعل والافتراض والتفكير الشخصي.
التعلم النشط
التعلم النشط هو عبارة عن اعتماد أسلوب جديد لنقل المعلومة من المعلم إلى الطالب، حيث يعمل المعلم على اكتساب المزيد من المهارات التي تساعده في عملية التعلم، كما أن التعلم النشط هو شكل من أشكال التعلم الّذي يسعى لإشراك الطالب في عملية التعلم بشكل مباشر أكثر من الطرق التقليدية الأخرى، التي يتركز دور الطالب فيها على الاستماع فقط، حيث يحاضر المعلم طوال الوقت، ويقوم الطلاب ببساطة بتدوين الملاحظات، بينما يركز التعلم النشط على جعل الطالب يقرأ ويكتب ويناقش، ويشارك في حل المشكلات، وينخرط في مهام التفكير العليا مثل التحليل والتوليف والتقييم، كما يسعى التعلم النشط إلى تحقيق الأهداف الثلاثة المشار إليها بالمعرفة والمهارات والمواقف.
صور وأشكال استراتيجيات التعلم النشط
من فلسفة التعلم النشط أنه يهدف إلى انتقال الاهتمام بالمتعلم بدلاً من المعلم، وذلك بجعل المتعلم هو الأساس الذي تدور حوله العملية التعليمية، وهذا الهدف يعمل على تطور العملية التعليمية ومواكبته لنظم التعليم الحديثة، كما تقوم عملية التعلم النشط على عدة أساسيات هي بدء التعلم من حيث قدرات المتعلم واستعداداته لتلقي المعلومات، وربط التعليم باهتمام المتعلم واحتياجاته العلمية، وانتقال التعلم من المدرسة وحدها لتكون كل الأماكن صالحة للتعلم مثل المنزل والنادي والشارع وغيرها من الأماكن، وأيضا يستطيع الطالب التعلم من خلال تفاعله مع البيئة من حوله، كما يوجد العديد من الاستراتيجيات التي تستخدم في تطبيق التعلم النشط، وهي كما يأتي:
-
التوقّف المؤقّت لاسترجاع المعلومات.
-
عرض المسائل المهمّة.
-
التفكير في مجموعات ثنائية.
-
الإجابة خلال دقيقة.
-
تسلسل الأفكار.
-
خريطة المفاهيم.
-
تصنيف الفئات المختلفة.
-
أسئلة اختبار الطلبة.
-
تحديد الأفكار الرئيسية.
-
أنشطة اتخاذ القرار.
-
التعلّم القائم على دراسة حالة.
-
الملصقات.
-
التعلم التعاوني.
-
تعليم الأقران.
-
حل المشكلات.
-
العصف الذهني.
-
التعلم الذاتي.
-
تمثيل الدور.
-
لعب الأدوار.
-
الخرائط الذهنية.
- التدريس التبادلي.
إيجابيات استراتيجيات التعلم النشط
- يعمل التعليم النشط على زيادة ثقة الطالب بنفسه، وذلك من خلال الحوار والمناقشة بدلاً من تلقي المعلومة جاهزة.
- يعمل على دمج أكثر للطلاب في عملية التعلم، حيث يعتمد التعلم النشط على تبادل الأفكار بين المعلم والمتعلم.
- يزيد من قابلية الطالب للتعليم، حيث إنه أصبح محورا رئيسيا في التعلم، ما يجعله يتقن التعلم.
- يحث الطالب ويحفزه على التعلم، كما يزيد من إنتاج الطالب العلمي.
- يعمل على زيادة الجانب الإيجابي للطالب، وذلك من خلال مشاركته في التعلم.
- يوفر التعلم النشط المناخ المناسب لبث روح المنافسة بين الطلاب.
- يعمل على تحفيز الطالب لكي يقوم بالتفكير والبحث عن المعلومة بنفسه.
- يزيد التعلم النشط على تنمية المسئولية لدى المتعلم. يزيد من فرص الحوار والتفاعل مع المعلم.
-
تحفيز الطالب على اكتساب مهارات التفكير المختلفة ومهارة القراءة الناقدة.
-
تشجيع الطالب على التعلمّ الذاتي، وحل المشكلات، واكتشاف القضايا المختلفة وطرحها.
-
إكساب الطالب مهارات التواصل، والتفاعل، والحوار، والمناقشة.
-
تحفيز الإبداع لدى الطالب، وتمكينه من تأدية الأعمال الإبداعية.
-
مساعدة الطلاب على ممارسة الأنشطة المتنوّعة الملائمة لهم، وذلك بهدف تحقيق الأهداف المرجوّة من المحتوى الدراسي.
-
تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم للمشاركة في مختلف ميادين المعرفة المتنوّعة.
-
إكساب الطلاب المعارف والمهارات المختلفة، وتنمية مهارات التفكير العليا.
-
إفادة الطلاب بخبرات عملية مرتبطة بمشكلات واقعية.
-
زيادة اندماج الطالب في البيئة التعليمية، وتحفيزه على الإنتاج والعمل.
-
الكشف عن ميول الطالب وهواياته.
-
اكتساب الطالب مهارة الحصول على المعرفة، وتعلّم استراتيجيات التعلّم المختلفة.
-
تنمية الرغبة لدى الطالب في البحث والتعلّم حتّى الإتقان، وهو ما يصعب تحقيقه في البيئة الدراسية التقليدية.
-
تهيئة الطلاب للخوض في مواقف تعليمية فعّالة قريبة من الواقع.
- اكتساب الطالب العديد من المهارات المهنية والخبرات الاجتماعية التي لا يُمكن تعلّمها في البيئات الصفية التقليدية؛ كتحمّل المسؤولية، وضبط النفس، ومهارات التواصل.
معوقات استراتيجيات التعلم النشط
يوجد العديد من المعوّقات التي تعيق طريقة التعلم النشط، ومنها ما يأتي:
- شحّ الأجهزة والأدوات الضرورية لتحقيق التعلم النشط، بالإضافة إلى عدم ملاءمة الغرف الصفية لذلك.
- ارتفاع أعداد الطلبة الموجودين في الصف الواحد.
-
القلق والانزعاج من التغير الذي يحدث للتعليم التقليدي، وكذلك خوفهم من وجود أي جديد.
- زيادة الأعباء الإدارية المطلوبة من المعلم.
- ضيق الوقت في الحصص الدراسية، حيث أن زمن الحصة قصير جداً لا يسمح بالحوار والنقاش الذي يعتمد عليه التعلم النشط.، بالإضافة إلى كثرة عدد الحصص التي يدرّسها المعلم أسبوعياً.
- خوف المعلمين من تجربة أنظمة دراسية جديدة.
-
عدم وجود محتوى كاف للتعلم والتفكر.
- حاجة أساليب التعلم النشط إلى وقت طويل للتحضير والتخطيط. عدم رغبة الطلاب في المشاركة بأساليب التعلم النشط أحياناً.
- إمكانية فقدان السيطرة على الطلاب.
- الخوف من نقد الآخرين.
-
تنقص المعلمين الخبرة اللازمة لتطبيق التعليم النشط.
- يمكن التغلب على المعوقات المذكورة من خلال الإيمان بالتفكير الحديث للتعلم وضرورة تجريبه، ومحاولة تجاوز معوقاته، وتحقيق المتطلبات الواجبة للتعلم النشط، واختيار الاستراتيجيات التي تتلاءم مع بيئة التعلم في المراحل التعليمية المختلفة.