الأسود هي تلك القطط الكبيرة التي وصُفت منذ زمن بعيد باسم “ملك الغابة”، وسمي الأسد بهذا الاسم لأنه أكبر من جميع الحيوانات أكلة اللحوم الموجودة في إفريقيا وبالتالي فهو مفترس كبير لا يستهان به في أي نظام أيكولوجي، هذه القطط الكبيرة جابت كلا من إفريقيا وآسيا وأوروبا، وتتميز الأسود بكونها فصيلة القطط الوحيدة التي تعيش ضمن مجموعات، وتتكون تلك المجموعات من وحدات أسرية تشتمل كل وحدة منها على ما يصل إلى ثلاثة ذكور وحوالي عشر إناث بالإضافة إلى صغارهم.
ملك الغابة
ملك الغابة، ذلك الحيوان الذي يأكل ولا يؤكل، اعتبر علماء “الإيثولوجيا”، أو علوم سلوك الحيوان، أن الأسد الإفريقي أشرف الحيوانات المتوحشة، إذ أن منزلته في عالم البرية منزلة الملك المهاب، وذلك لقوته وشجاعته وقساوته وشهامته وجهامته وشراسة خلقه، ما جعله مضربا للأمثال في القوة والنجدة والبسالة وشدة الإقدام والجراءة والصولة.
ومع ذلك، وجد الآن من الأسود سلالتين فقط في كل مناطق العالم، وهي الأسود الآسيوية، والتي تعيش في الهند في غابة جير، والأسود الإفريقية، التي تعيش في وسط وجنوب أفريقيا، وعلى الرغم من أنها تبدو متشابهة ، إلا أنها تختلف في الحجم، وأماكن تواجدها، وحميتها، وأكثر من ذلك.
الأسد الإفريقي
الأسد الإفريقي هو أكبر الحيوانات آكلة اللحوم في إفريقيا، والأسد الإفريقي يميل لونه من اللون الأسمر المائل للصفرة إلى اللون البني الرملي، وينتهي ذيل الأسد الإفريقي الطويل بخصلة من الشعر سوداء اللون على الطرف، وذكور الأسد الإفريقي لديها لبدة متنوعة في الألوان من اللون الأسمر المائل للصفرة إلى اللون الأسود، كما أن الأسد الإفريقي لديه رأس كبير مع خطم (مقدمة الفم) ضخم، ونمط البقع عند جذور شعر الشارب هو فريد من نوعه لكل أسد، ويبلغ ارتفاع ذكر الأسد الإفريقي عند الكتف حوالي 1.2 متر، ويصل وزنه الى 190 كجم، وأنثى الأسد الإفريقي يبلغ طولها عند الكتف حوالي 90 سم، ويصل وزنها إلى 130 كجم.
الانقراض
ويعتبر الأسد الإفريقي أحد الأنواع المهددة بخطر الانقراض الأدنى، حيث ارتفعت حدة تراجع أعدادهم من 30% إلى 50% خلال العقدين الماضيين، ما دفع العديد من بلدان العالم إلى إنشاء “حدائق الحيوان”، في محاولة للحفاظ عليها، ولدراسة كل الوسائل الممكنة لإكثارها.
رغم أن الأسد الإفريقي حيوان مفترس رئيسي، ولا يمكن أن يفترسه أي حيوان آخر، إلا أن الإنسان لا يُعد كائنا على قائمة طعامه، ولا تعتبره على الإطلاق طريدة، بل إنه قد يتجاهله إذا ما صادفه، بل أن الإنسان هو الذي يقوم بمطاردة الأسد الإفريقي، ويهدد حياته، وإن كان البعض منه يمكن أن يفترس الإنسان، وهنا يعتبره البشر حيوانا مريضا يشبه آكلي لحوم البشر، أي “مسعورا”، فلا يتركوه إلا وقتلوه.
الاعتماد على اللبؤات
يعتمد الأسد الإفريقي على اللبؤات المنظمة في الصيد، كونها أسرع وأدق وأمهر منه، وهذا يعود لوزن قلب اللبؤة الذي يصل نحو 0.57 % من إجمالي وزن جسدها، عكس الذكر الذي يصل وزن قلبه نحو 0.45% من جسده الأكبر من الإناث، ما يجعلها أسرع منه، ورغم أن سرعتها تصل إلى 59 كيلومترا في الساعة، إلا أنها ليست مؤهلة للحفاظ على هذه السرعة لفترة طويلة، كالضبع الذي يصل وزن قلبه إلى 1% من إجمالي وزن جسده، لذلك يجب على اللبؤة أن تكون قريبة بشكل كاف من طرائدها نحو 30 مترا تقريبا وأن تكون محاطة بها قبل لحظة الهجوم.
ليس هناك موسما محددا للتزاوج، وعادة ما تبدأ حياة التزاوج قبل بلوغ عمر 4 سنوات، وخلال فترة التزاوج التي تتطلب بضعة أيام، يجتمع الزوجان بين 20 و50 مرة في اليوم، لتحمل الأنثى صغارها نحو 110 يوما متواصلا، ثم تختار مخبأ مناسبا كالكهوف ووسط الأشجار الكثيفة ليكون مكانا آمنا لوضع أشبالها، ويصل عددهم ما بين 1 وحتى 4 أشبال، ويتراوح وزنهم بين 1.2 و 21 كيلوجرام.