دراسة حديثة تدعو الآباء والأمهات إلى حث أطفالهم الصغار على تناول الأسماك، في إشارة إلى دور تلك الأكلات البحرية في حمايتهم من أمراض مختلفة لاحقا.
الأسماك والأطفال الصغار
تتعدد الفوائد التي يمكن الفوز بها عبر تناول الأسماك، إلا أن تلك الفوائد تبدو أكثر أهمية بالنسبة للأطفال الصغار من دون الـ2 من العمر، وفقا لدراسة حديثة، ربطت بين تناول تلك الأكلات البحرية وانخفاض فرص المعاناة من أمراض مثل الإكزيما والربو وحمى القش في عمر الـ6.
تشير الدراسة التي أجراها باحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، إلى أن الأطفال الذين حرصت أسرهم على وضع الأسماك لهم كوجبات بصفة دائمة، خلال العام الأول والثاني من الولادة، انخفضت لديهم فرص الإصابة بالأمراض السابق ذكرها بنسبة تتراوح بين 28 إلى 40%.
يعقب الباحث المسؤول عن الدراسة الأخيرة من الجامعة النرويجية، وهو الأستاذ توربجون أوين، قائلا: “قمنا بإجراء مقارنة بين الأطفال الذين تناولوا الأسماك لمرة واحدة أسبوعية خلال أول عامين من الولادة، وبين الأطفال الآخرين الذين لم يحصلوا على نفس النسبة من الطعام البحري، لنتوصل إلى النتيجة المذهلة التي يجب أن تحفز الآباء والأمهات على إطعام أطفالهم الصغار بالأسماك”.
دور الأمهات
يرى الباحثون أن دور الأمهات المهم وفقا للدراسة يتمثل في إطعام الأطفال الصغار بالأسماك، وخاصة في العام الأول من الولادة الذي يشهد زيادة فرص الوقاية من أمراض مثل الربو والإكزيما وحمى القش بعد مرور 5 أو 6 سنوات، مشددين على أن تناول الأم للأسماك خلال الرضاعة أو خلال فترة الحمل، لا يحقق الفائدة المطلوبة للطفل بنفس الدرجة.
الجدير بالذكر، أن باحثي الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، قد وضعوا في الاعتبار العوامل الخارجية، التي قد تؤثر على نتائج الدراسة، بما فيها المستويات الاجتماعية للأطفال، في إشارة إلى أن تراجع فرص الإصابة بالأمراض لدى الأطفال من الطبقات العليا، لا يعني بالضرورة حرص الأسر على إطعامهم بالأسماك، بل يعود الأمر لأسباب أخرى تؤدي لنتائج إيجابية لديهم، بالمقارنة بالأطفال الآخرين.
في النهاية، ينصح الباحثون بتحفيز الصغار على تناول الأسماك، وخلال العام الأول من الولادة على وجه التحديد، أملا في الوقاية من الأمراض على مدار السنوات التالية.