تبدو تطبيقات التأمل والاسترخاء هي الخيار الأمثل للكثيرين، من أجل التمتع بالهدوء والقضاء على القلق، فيما تكشف دراسة حديثة عن تفوق بعض الألعاب الإلكترونية في هذا الجانب، فكيف يتحقق ذلك؟.
تطبيقات الاسترخاء أم الألعاب الإلكترونية؟
يعاني الكثير من البشر في عالمنا الحالي، من ازمات نفسية تتعلق بالقلق والتوتر، وتحتاج إلى طرق مبتكرة لمقاومة تلك المشاعر السلبية، الأمر الذي يبدو وأنه حفز عددا من الباحثين على إجراء مقارنة بحثية، بين تأثير كل من الألعاب الإلكترونية وتطبيقات التأمل والاسترخاء الباعثة على الهدوء، على الحالة النفسية للفرد، ليفاجأ الجميع بنتائج غير متوقعة.
توصلت الدراسة التي أجراها الباحثون من جامعتي لندن وباث في بريطانيا، إلى أن ممارسة ألعاب إلكترونية هادئة مثل Tetris، من شأنها أن تقاوم مشاعر القلق لدى اللاعب بعد يوم عمل طويل، وبنسب أكبر من تلك التي تتحقق عبر تطبيقات الاسترخاء والتأمل، في مفاجأة سارة لمحبي الألعاب الإلكترونية على الهواتف.
دراسة عن الفرق
اعتمد باحثو جامعتي لندن وباث على إجراء تجربتين مختلفتين، تمثلت الأولى في إعطاء عدد من الطلاب فرصة الاختيار بين ممارسة ألعاب إلكترونية أو مشاهدة تطبيقات استرخاء، بعد أداء امتحان رياضيات امتد لنحو 15 دقيقة، ليجد الباحثون أن الطلاب الذين مارسوا الألعاب الإلكترونية شعروا بنشاط أكبر ورغبة في إكمال مهام الدراسة، بالمقارنة بهؤلاء ممن اعتمدوا على تطبيقات التأمل.
أما التجربة الثانية، فتلخصت في إعطاء نفس الخيارين السابق ذكرهما، ولكن لعدد من العاملين بعد انتهاء يوم العمل، حيث تبين أن تأثير الألعاب الإلكترونية الإيجابي فاق تأثير تطبيقات الاسترخاء والتأمل للمرة الثانية.
تقول الباحثة وراء الدراسة الأخيرة، آنا كوكس: “ربما تأتي تلك النتائج لتريح ضمائر عشاق الألعاب الإلكترونية، حيث بدا من الواضح تأثيرها الإيجابي فيما يخص السيطرة على القلق والتوتر، بعد يوم عمل طويل”، مشيرة إلى حاجة الجميع لتجديد النشاط بعد انتهاء الأعمال.
يكشف الباحثون عن التأثير الإيجابي لبعض الألعاب الإلكترونية هادئة الطباع، بالإشارة إلى دورها في مقاومة القلق، تحفيز اللاعب على تعلم مهارات جديدة، السماح له بالتحكم الكامل في مصيره باللعبة، وكذلك مده بمتعة يحتاجها كثيرا في نهاية كل يوم، أكثر من حاجته لتطبيقات التأمل والاسترخاء كما يتضح.
شاهد أيضاً: دور الطبيعة في علاج التوتر لدى طلاب الجامعات