قد يأتي المال للبعض ثم يختفي، من دون أن يبدو أي اهتمام بالأمر، فيما يعني ذلك بالنسبة لآخرين مواجهة مشاعر سلبية من القلق والتوتر، ما يمكنه أن يكشف عن ملامح الشخصية بالنظر إلى العلاقة بالمال، كما نوضح.
الثقة والمخاوف
بإمكان المال أن يكشف إما عن الثقة في النفس، أو على العكس من ذلك افتقاد الثقة، حيث تعني القدرة على قيادة دفة الإنفاق بالمنزل بكل راحة وهدوء، وربما إنفاق بعض الأموال في تأسيس مشروع صغير أو الاستثمار بشكل عام، التمتع بالثقة في النفس من أجل التحكم في تلك المبالغ المالية.
على الجانب الآخر يشير القلق الذي يصل لحد الهلع من التعامل مع الأموال، خوفا من إضاعتها فيما لا يفيد، ومن ثم التردد قبل محاولة استغلال الأموال في مشروعات مستقبلية، إلى عدم امتلاك الثقة الكافية للتحكم في تلك الأمور المادية، ما يظهر صداه على شتى أمور الحياة.
كذلك يمكن للمال أن يوضح لنا المخاوف التي تنتاب المرء دون أن يلاحظ أحيانا، حيث تظهر جليا في حالة فقدان المال، أو حتى في حال مجرد التفكير في احتمالية خسارتها، إذ يعني اندفاع العقل حينئذ للتفكير في كيفية الحصول على العلاج في حالة المعاناة من أي أزمة صحية، أن المرض والصحة من أكبر مخاوف هذا الشخص، فيما يشير التفكير في كيفية التحاق الأطفال بالمدارس، أن عدم القدرة على تحمل مسئولية هؤلاء الصغار هو الهاجس الأكبر، ما يتحدد بصورة أكثر وضوحا وفقا لطريقة التفكير في حالة خسارة المال كما ذكرنا، بما يساهم في إدراك ملامح الشخصية.
الماضي والمستقبل
تعد الأموال قادرة أيضا على الكشف عن ملامح الشخصية من واقع كيفية التعامل مع الأمور سواء في الماضي أو المستقبل، إذ يشار إلى أن أمرا يبدو بسيطا، مثل رغبة الإنسان عندما كان طفلا في شراء الألعاب، ومواجهة رفض من الأسرة جراء نقص الأموال، قد يؤدي إلى المعاناة من أزمة نفسية مستمرة، تنطبع في الذاكرة وتؤكد للمرء أنه لن يتمكن يوما من الحصول والوصول إلى ما يريد.
على العكس من ذلك يشير الخبراء إلى أن إحساس الطفل بأن والديه قادران على شراء ما يرغب فيه، يطبع فيه الطموح الذي يدفعه دائما للمحاولة مع مرور السنوات، في ظل تحقق كل ما يرغب في حدوثه وهو صغير.
في النهاية، يمكن للمال أن يكشف عن ملامح الشخصية السلبية، التي يشعر صاحبها دائما ومهما كان يملك من أموال، أن عليه الادخار بصورة مبالغة، ربما تؤدي إلى توفير بعض الأموال، إلا أنها تتسبب في عدم إحساسه بالسعادة هو والمحيطين به.