يظل الاحترام بين الرجل والمرأة هو الدليل الوحيد والقاطع على الحُب الذى بينهما، وكلما كان الرجل أكثر احترامًا لزوجته كان هذا دليلًا قاطعًا على حبه لها، أما إن انعدم الاحترام والتقدير، فهذا مؤشر على غياب الحب بين الزوجين، فالاحترام يُقوّي المرأة، ويجعلها واثقة في نفسها، قادرة على اتخاذ القرار الصحيح في حال غياب زوجها.
فالزوج الذى لا يحترم آراء، وميول وهوايات، وأحاسيس ومشاعر زوجته هو شخص كاره لها مُبغض إياها مهما ادعى من حُب وحنان.. إذ إن المرأة تشعر بذاتها حينما يحترمها زوجها، أما إن تعمد إهانتها واحتقارها وتسفيه رأيها، فهذا يُزيد الفجوة بينهما اتساعًا، وربما ينتهى الأمر بالانفصال، لأنه لا يوجد بيت يُبنى على الفساد ويستمر شامخًا.. وقديمًا قال المتنبى:
فإن الصرح يُهدم بعد حين.. إن كان البناءُ على فساد
ويقول الكاتب عبدالله الجعيثن، في دراسة له بعنوان «أسوأ الأزواج والزوجات في العالم»، إن المرأة مشاعرها رقيقة، وأحاسيسها مرهفة، لذلك يجب الحذر في التعامل معها، وعدم إخضاعها أو الضحك عليها بالمال أو بسرعة الغضب، فالاحترام دائمًا عند المرأة مقدم على المال والحب والكلام المعسول، فما فائدة أن تسمع المرأة من زوجها كلامًا معسولًا لكن لا يحترمها ولا يقدرها، ويعتقد دائمًا أنه قادر على الضحك عليها بالمال أو بسرعة الغضب.
وهناك مثل عربي منتشر يلخص هذه القصة، «اكرب وجهك، وارخِ يديك»، أي أن الرجل إذا تجهّم وعبس في وجه زوجته، فإن بريق المال سيُنسيها ذلك، وهذا مثل عُنصري بامتياز.
ويسرد المؤلف عدة نماذج من الزوج السيئ، أبرزها:
* الزوج المُحتقِر.. دائمًا يحتقر زوجته، دون أن يدري أن الاحتقار يثقب الصخور، فما بالك بتأثير الاحتقار على القلب؟.. والرجل الطبيعي السوي لا يحتقر إنسانًا أو إنسانة من لحم ودم ومشاعر، لذلك هذا النوع مريض نفسي، فالاحترام يتبلور في تصرفات الزوج تجاه زوجته أمام نفسها وأمام الآخرين.
* الزوج البارد.. هو الذى تتصف مشاعره بالجمود والتبلد، ويهمل زوجته إهمالًا تامًا، حتى يصل قلبها لمرحلة الموت والقتل، فلا يُسمعها أي كلمات جميلة ورقيقة، أو أي ثناء على مأكلها وملبسها، بل دائمًا يتجاهل أي سلوك وفعل محمود منها، ولا يرى أي مزايا لها، بل عيناه لا ترى إلا العيوب.
* الزوج البخيل.. المرأة بطبيعتها تحب الحياة والاستمتاع بها، لذا يعد الرجل البخيل عقبة صعبة أمام بهجة المرأة، كما أن المنطق يقول إن البخيل في المال بخيل في الحب، لأن الحب يتطلب مالًا، فالبخيل يخشى أن يقول لزوجته أى كلمة رقيقة رومانسية، خوفًا من أن تمارس دلالها عليه وتطلب مالًا… فالبخيل يُذيقها الخجل والذل.
الزوج الشكاك.. يحول حياة زوجته لجحيم، حيث يحاسبها على كل نظرة وكل ابتسامة وكل وقفة وحركة وتعبير وجه.. إلخ.
* الزوج الخامد.. دائمًا هذا النوع مكروه من النساء، لأنه يتسبب في إفقار أبنائه وإذلالهم وعدم تأمين مستقبلهم، فهو راضٍ بالفقر، ولا يفكر في تغيير واقعه.
* الزوج العصبي الغاضب.. يغضب على زوجته لأتفه الأسباب، معتقدًا أن الغضب هو علامة الرجولة، وقد يمارس هذا أمام أقاربه إظهارًا لهم أنه «رجل وحاكم بيته».
الزوج الجِلف.. غير العاطفي، وليست له أي عواطف أو أحاسيس أو مشاعر تجاه زوجته، فلا يتغزل، ولا يتدلل، بل يعتبر العاطفة والحب والدلال والدلع والرومانسية ضعفًا، ويعتبر الرجل الرقيق في نظره “امرأة”.