يتميز دب الباندا بانه من أشد الحيوانات كسلا على وجه الأرض حتى أن العلماء يطلقون عليه اسم living fossile أو الحفرية الحية من شدة كسله وقلة حركته، ورغم الجهود الضخمة التى تبذل للحفاظ على هذا الكائن، إلا أنه فى طريقه للانقراض، ووفقا لمنظمة wwf المعنية بالحفاظ على الأنواع من الانقراض فإن حجم الانفاق على دب الباندا للحفاظ عليه يفوق الانفاق على الأنواع الأخري المعرضة للانقراض جميعا، ورغم ذلك فإن النقص فى أشجار البامبو لا زال يهدد الباندا، الذي يستهلك بمفرده حوالى ٤٠ كجم بامبو فى اليوم وبهذا المعدل يصعب جدا الحفاظ على حياته فى ظل النقص الطبيعي فى هذا النبات.
ورغم أن دب الباندا سباح ماهر ويستطيع الجرى بسرعة ٣٢كم فى الساعة إلا أن حركتها بطيئة جدا فهى تسير فقط بسرعة ١٥متر في الساعة ولكى تتخيل الأمر بشكل أفضل فالإنسان العادى يسير بسرعة ٣-٥كم فى الساعة.
وقد قام فريق من الباحثين الصينيين بمراقبة الباندا وتحليل عينات من إخراجها كمحاولة منهم للتعرف على سبب الكسل عندها وجدوا انها لا تتحرك ابدا لمدة نصف اليوم تقريبا وعندما تتحرك فيكون ذلك فقط عندما ينفذ الطعام من حولها فهى تاكل لمدة ١٦ ساعة فى اليوم وتنام بقية اليوم كما أنها تقوم بعملية الإخراج أكثر من ١٠٠ مرة فى اليوم ويرجع سبب ذلك إلى أن نبات البامبو الذى تعتمد عليه الباندا فى غذائها غنى بالألياف صعبة فى الهضم وهى ألياف السليلوزو، ونسبة السعرات الحرارية التى يمنحها للباندا ضئيلة جدا كما أن أنزيمات الهضم لديها ضعيفة، وبالتالى فهى بالفعل لا تمتلك الطاقة الكافية للحركة المعتادة فهى تعتمد على البامبو بنسبة ٩٩% من غذائها والتي يعطيها سعرات أقل بنسبة ٤٠% عن أى حيوان آخر فى نفس حجمها.
ولكن السؤال الذي أجاب عنه الباحثين هو لماذا تتناول الباندا البامبو أصلا بينما هى من فصيلة الدببة آكلة اللحوم ولديها فى جسمها كل ما يمكنها من هضم اللحوم؟، والسبب هو طفرة جينية أدت إلى تغير مستقبلات طعم اللحم فى لسان الباندا وهو طعم الأومامى المميز للحوم وأصبحت تفضل تناول البامبو.
ولا تزال الباندا قادرة على هضم اللحوم حتى يومنا هذا ولكن نسبة اللحوم فى طعامها لا تتعدى ١% والغريب أن الباندا لا تكره الحبس فهى بطبيعة الحال لا تتحرك كثيرا وفى الطبيعة تعد الباندا على قمة الهرم الغذائي فليس لديها أعداء يهددون حياتها فما الذي يهددها إذا بالانقراض؟.. فى الواقع ليس نقص البامبو فقط هو السبب الوحيد فالتبويض عند الباندا يستمر ليومين فقط فى السنة، وإذا حاول الذكر التعرض لها فى غير أيام التبويض فهى تهاجمه حرفيا كما أن مدة حملها من ٨٠ إلى ٢٠٠ يوم فقط مما يجعل الصغار يولدون ضعاف المناعة وأيضا صغار الحجم جدا فحجم صغير الباندا لا يزيد عن ١٥٠ جم وهذا الفارق الضخم بين الباندا وصغيرها قد يجعلها تجلس عليه وتخنقه دون أن تشعر وبالفعل يموت عدد كبير من صغار الباندا.
ولا يقع اللوم على الأنثى وحدها فذكور الباندا أيضا ليس لديهم رغبة جنسية كافية للتكاثر فللمفارقة الغريبة قام العلماء بإعطاء ذكر الباندا الفياجرا كمحاولة منهم لزيادة رغبته الجنسيه والحفاظ على نوعه ولكن النتيجة كانت على عكس توقعاتهم فلم يبد الذكر أى استجابة للعقار على الإطلاق.