يدرك أغلبنا أن معاناة الأم من سوء الحالة النفسية، بإمكانها أن تؤثر بالسلب على المدى القريب وكذلك البعيد على الحالة الصحية للجنين في أحشائها، ولكن هل يمكن لمرض أو فيروس مثل فيروس البرد أن يصيب الجنين بسبب معاناة المرأة الحامل منه خلال فترة الحمل الطويلة؟ هذا ما نوضحه الآن في تلك السطور.
البرد من الأم إلى الجنين
ربما يعتقد الكثيرون أن انتقال فيروس البرد من الأم إلى الجنين في البطن، هو ضرب من الخيال لا يمكن تحققه على أرض الواقع، إلا أنه صار واقعا بالفعل وفقا للخبراء من جامعة تولين الأمريكية، والذين نجحوا في إثبات إمكانية إصابة الجنين بالبرد من خلال الأم الحامل، بعد دراسة مثيرة.
يقول الطبيب جيوفاني بيديمونتي، وهو الباحث المسؤول عن الدراسة الأخيرة من الجامعة الأمريكية: “تلك الدراسة هي الإثبات الأول في التاريخ، على أن مرض البرد يمكنه إصابة مشيمة الإنسان”، مضيفا: “تدعم تلك النتيجة وجهات نظرنا السابقة، والتي تشير إلى أن معاناة المرأة الحامل من البرد تعني إمكانية انتقال الفيروس إلى الجنين ليصاب بالعدوى قبل الولادة حتى”.
شاهد أيضاً: متى يتحدد جنس الجنين
أمراض أخرى ممكنة
اعتقد الأطباء والباحثون على مدار سنوات طويلة، بأن المشيمة المسؤولة عن نقل العناصر الغذائية إلى الجنين في رحم الأم، قادرة على وقايته من العناصر المضرة بالصحة، إلا أن دراسات متعددة توصلت إلى إمكانية اختراق المشيمة من قبل بعض الفيروسات، ومن بينها فيروس زيكا الذي يصيب الأجنة أحيانا.
يلمح الباحثون كذلك إلى أن الفيروس التنفسي المخلوي البشري، الذي يعرف باسم RSV، بإمكانه هو الآخر اختراق أنسجة الرئة أثناء تكون الجنين في الرحم، ما قد يؤدي إلى معاناة الطفل منذ الولادة من الربو وبعض من المشكلات التنفسية الأخرى.
الجدير بالذكر أن الباحثين المسؤولين عن الدراسة الأخيرة، قاموا بالتوصل لتلك النتائج عبر الاستعانة بأكثر من مشيمة قد تم التطوع بها من قبل، حيث قاموا بفحص هذا العضو ومن ثم حقنه بعدد من الفيروسات، ليفاجئوا بمرور فيروس البرد إلى الداخل بنجاح، مع صعوبة قيام المشيمة بإيقاف مد هذا الفيروس، ما يعني إمكانية تعرض الجنين في بطن الأم للمعاناة من البرد قبل الولادة.