تظهر علامات التأخر الإدراكي عند الأطفال في سن مبكرة دون أن تدرك الأمهات ذلك، فتكون النتيجة هي ازدياد الأمر سوءًا، والتغافل عن العلاج المبكر الذي يحسّن من حالة الطفل كثيرًا؛ لذا يجب على الأم أن تكون حذرة بشأن العلامات المبكرة التي تدل على أن نمو الطفل العقلي متأخرًا عن الطبيعي، وهذا ما سنعرضه في مقال اليوم بجانب طرائق التشخيص والعلاج.
ما هو التأخر الإدراكي؟
التأخر الإدراكي هو ضعف قدرة الطفل على التفكير والتذكر والتعلم؛ أي القصور في مهارات الإدراك مقارنة بباقي الأطفال الآخرين في مثل عمره، وذلك لوجود عدة عوامل يصعب تحديدها من قبل الأطباء في معظم الأحيان، ولكن إذا تعرفتِ عليها من البداية يمكن أن تتحاشي بعضها قدر المستطاع حتى يتطور إدراك طفلك بشكل سليم.
أسباب التأخر الإدراكي عند الأطفال
هناك العديد من العوامل التي تعرض الطفل للتأخر الإدراكي، منها إصابته بمشكلات صحية مرتبطة بالولادة أو بما قبلها، وحدوث خلل في خلايا الدماغ، بالإضافة إلى أن هذا الأمر مرتبطًا بالعوامل الوراثية، وهناك بعض الأسباب الأخرى المتمثلة في الآتي:
- عدم تواصل الأبوين مع الطفل أو حثه على الحركة والتفاعل منذ شهوره الأولى يسبب التأخر الإدراكي لديه.
- نقص وزن الطفل عن المعدل الطبيعي يؤثر في العمليات الفسيولوجية والعقلية لدى الطفل، فيتسبب في قصور المهارات الإدراكية لديه.
- عزل الطفل في السن المبكرة عن أقرانه، والتغافل عن إدماجه في الحضانات يجعله غير قادر على اكتساب مهارات الكلام والحركة، والذي بدوره يجعله غير قادر على مجاراة الأطفال الآخرين.
العلامات المبكرة للتأخر الإدراكي عند الأطفال
تنقسم العلامات الدالة على التأخر الإدراكي عند الأطفال إلى علامات عامة يمكن أن نلاحظها على الطفل المصاب بقصور الإدراك في أي مرحلة عمرية، وعلامات خاصة تظهر على الطفل في مرحلة عمرية معينة، ويمكن توضيحها في التالي:
العلامات العامة للإصابة بالتأخر الإدراكي عند الطفل
- إذا لاحظتِ العلامات التالي ذكرها على طفلك فهذا يعني أن لديه قصور في الإدراك، فمن أكثر العلامات وضوحًا هي عدم قدرته على أداء المهارات الحركية كالحبو والجلوس والمشي والوقوف والاستلقاء، كما يظهر عليه عدم قدرته على التركيز لأداء نشاط معين، ويعتمد في هذه الحالة على الأبوين للقيام بالأنشطة اليومية بدلاً منه، مثل: النوم، دخول الحمام، مشاهدة التلفاز، وذلك بالرغم من تقدم سنه.
- الجدير بالذكر أن الطفل الذي يعاني من تأخر الإدراك لا يبدي أي إمارات للضيق لرغبته في تحمل المسئولية والقيام بالأنشطة وحده، ولكنه يعتمد على الأبوين اعتمادًا كليًّا في مساعدته، حيث يصعب عليه الاستغناء عن العادات القديمة في المرحلة السابقة من عمره، فضلاً عن تأخر النطق لديه حتى مع تقدم سنه؛ إذ يصعب عليه نطق بعض الكلمات ولو كانت بسيطة.
اقرأ أيضًا: الاكتئاب عند الأطفال.. أبرز أعراضه وأسبابه وأفضل سبل العلاج
العلامات الخاصة للإصابة بالتأخر الإدراكي عند الطفل
يمكنكِ التنبؤ بإصابة الطفل بالقصور الإدراكي من خلال ملاحظة بعض الأعراض البادية عليه في كل مرحلة عمرية، وهو ما يمكن توضيحه في الآتي:
الشهر الثاني
إذا كان طفلك لا يتمكن من رفع رأسه في حال كان مستلقيًّا أو لا يمكنه لف جسده قليلاً إذا كان مستلقيًّا على ظهره في الشهر الثاني، فإن هذه علامة مبكرة على تأخر الإدراك لديه.
الشهر الثالث
في حال بلغ طفلك الشهر الثالث ولا يزال غير آبه بمصدر الضوء والصوت المنبعث قريبًا منه ولا يلتفت إليه، أو إذا لاحظتِ عدم قدرته على النظر إليكِ أثناء مداعبته، أو إذا كان غير قادر على رفع رأسه وتحريكها والسيطرة عليها فإنه يعاني من التأخر الإدراكي.
الشهر الرابع
من المفترض أن يتحرك الطفل ويكون قادرًا على رفع نفسه، ووضع ما يأتي أمام عينيه في فمه، فإن لم يكن طفلك يقوم بهذه الأمور فإن لديه قصور في الإدراك.
الشهر الخامس والسادس
ستظهر على الطفل الذي يعاني من تأخر الإدراك بعض العلامات في هذه المرحلة العمرية، وهي أنه لا يمكنه ثني رقبته والتحرك أثناء النوم، ولا يستطيع التدحرج أو التقلب على السرير، كما أنه لا يمكنه الجلوس وحده على الرغم من وجود وسائد مساعدة.
الشهر السابع إلى الشهر التاسع
على الرغم من تقدم السن لدى الطفل إلا أنه لا يستطيع تثبيت رأسه والتحكم في حركتها، ولا يستطيع التحكم في وضعية جلوسه، ولن يكون قادرًا على الحبو إلى الآن؛ لأنه مصابًا بقصور في الإدراك.
الشهر العاشر
لا يتمكن الطفل في هذه المرحلة من الحبو أو يمكن أن يكون قد بدأ في الزحف، ولكنه غير متزن، كذلك لا يمكنه التحكم في يديه أو ساقيه أو أحدهما.
العام الأول
من العلامات التي تدل على تأخر إدراك الطفل في عامه الأول هي عدم قدرته على المشي بالرغم من مساعدته على ذلك، أو يمكن أن يكون قد بدأ في المشي ولكن على خطى غير ثابتة، كما أنه لا يتمكن من ترديد الكلمات حتى وإن كانت صغيرة.
العام الثاني
من المتوقع أن يكون الطفل الطبيعي يستطيع المشي بخطى ثابتة وباتزان، ويستطيع الإمساك بالأشياء من حوله، كما يمكنه التحدث بعبارات واضحة، حتى وإن كان يرددها بمساعدة أحد الوالدين، أما إذا لم يتمكن الطفل من فعل هذه الأمور في عامه الثاني فإن ذلك ينم عن تأخر الإدراك لديه.
بداية العام الثالث
إذا وصل الطفل إلى هذا العمر ولم يتمكن بعد من التحدث بطريقة مفهومة، أو صعود وهبوط الدرج حتى بمساعدة الوالدين، أو إن كان طوله ووزنه لا يتطوران بشكل طبيعي ومناسب لعمره، فإنه حتمًا يعاني من التأخر الإدراكي.
تشخيص وعلاج التأخر الإدراكي عند الأطفال
إن كان طفلك يعاني من الأعراض السابق ذكرها لا تتأخري في عرضه على الطبيب بأسرع وقت ليجري عليه الفحوصات والتحاليل والتصوير باستخدام الأشعة السينية للكشف عن التأخر الإدراكي لديه، ومن ثم يستطيع وصف العلاج المناسب لحالته، وهو ما يمكن أن يكون علاجًا بالأدوية أو علاجات هرمونية يتم وصفها بشكل دقيق للغاية، أو يمكن اللجوء إلى جلسات الترويض الطبي لتطوير المهارات الذهنية والحركية للطفل.
إذا لم تثبت الفحوصات أو الأشعة وجود أي أمراض متعلقة بالجينات أو الدماغ، فإن سبب التأخر الإدراكي لدى الطفل يكون نفسيًّا وبيئيًّا، وهنا يُنصح الوالدان بضرورة التواصل مع الطفل معظم الوقت، وإشراكه في اللعب مع أقرانه في مثل عمره بجانب حثه على القيام بالأنشطة المناسبة للمرحلة العمرية الخاصة به، كما ينصح الأطباء بعدم تعويد الطفل على اللوحات الإلكترونية والهواتف، فذلك يحد من تركيزه ويزيده خمولاً؛ لذا يفضل استخدام الألعاب اليدوية.
لا يحدث التأخر الإدراكي عند الأطفال إلا في حال وجود عوامل وراثية أو صحية خاصة بهم، أو عوامل نفسية وبيئية كعزل الطفل عن أقرانه؛ لذا ننصحك بضرورة الالتفات إلى هذا الأمر إن كان هذا ما يحدث، وذلك لتعافي الطفل أو وقايته من هذا التأخر، ولكن هذا لا يعني الاستغناء عن العلاج الطبي، والذي يمكن أن يكون سببًا في إنقاذه مبكرًا قبل أن تتطور حالته، فيصعب علاجها.
اقرأ أيضًا: