يعتبر التأخر الدراسي عند الأطفال أو ضعف التحصيل واحدة من أهم المشكلات التي تواجة الطلبة، خاصة الأطفال، ويعاني منها الطالب والآباء والمدرسون أيضا، وهذه المشكلة لها أبعاد كثيرة: وأهمها الأبعاد النفسية والتربوية، وفي بعض الأحيان أبعاد صحية، وسوف نستعرض معًا أسباب المشكلة وعلاجها.
مفهوم التأخر الدراسي
هو عبارة عن نقص أو تأخر في التحصيل، لأسباب قد تكون عقلية أو جسمية أو اجتماعية، بحيث تنخفض نسبة التحصيل عن المستوى العادي والحد الطبيعي من التركيز واستجابة المعلومات.
أسباب التأخر الدراسي
1- الأسباب العقلية مثل التأخر العقلي: ضعف الذاكرة، وضعف القدرة على التركيز، وتشتت الانتباه الناتج عن مرض.
2- الأسباب النفسية: الطفل الخامل، الإحباط، ونقص الثقة بالنفس، كراهية المدرسة أو المدرسين، أو المادة العلمية، التبول اللاإرادي والعدوانية.
3- الأسباب الجسمية مثل: تأخر النمو، وضعف البنية الجسمية، ضعف الحواس مثل: السمع، أو البصر، الأنيميا، اضطرابات الكلام.
4- الأسباب الاجتماعية مثل: الخلافات الأسرية، وعدم التكيف مع أفراد الأسرة.
5- تحميل الطفل ما لا يطيق من حيث قدراته العقلية من قبل الوالدين، والطموح الزائد للآباء ورغبتهم في التحصيل، وهذا قد ينعكس سلبا.
6- الأساليب الخاطئة في التربية والتمييز بين الأبناء.
7- النقص في الوسائل التعليمية الملائمة لكل طفل، وكثرة الواجبات المدرسية.
8- عدم الاهتمام من قبل الوالدين ومتابعة الأبناء في المذاكرة، وعدم تنظيم الوقت لديهم، وعدم اختيار الوقت المناسب للمذاكرة.
9- العقاب البدني من الآباء والمدرسين للطفل.
10- عدم ممارسة وظيفة المرشد النفسي والأخصائي الاجتماعي، وهي وظيفة أساسية في المدرسة لمتابعة الأبناء.
علاج التأخر الدراسي
أولا لا بد من معرفة أن كل طفل يتميز بقدرات عقلية مختلفة مع أقارنه ممن هم في سنه، وهذه أهم نقطة، فلا يجوز المقارنة من الأهل بين الأطفال، ولا يجوز أيضا تحميل الطفل ما لا يطيق. وعلى هذا الأساس يجب معرفة سبب التأخر إذا كان عضويا لعلاجه عند الأطباء أو لا، وبعد ذلك يتم علاج المشكلة بمشاركة كل من الأهل والمدرسين والمدرسة.
ويمكن تلخيص علاج التأخر على النحو التالي:
– إقامة علاقة جيدة وقوية بين الطفل والوالدين والمدرسين وإقامة أجواء من الألفة، ودعم الطفل وتشجيعه، والقيام معه بالتعزيز الإيجابي.
– مراعاة دوافع الطلبة المتأخرين المختلفة، والعمل على اتباعها لتجنب الشعور بالفشل والدونية.
– مراعاة المراجعة دوما في الأوقات التي تناسب الطفل، وليس الأم.
– المذاكرة على فترات، وليس دفعة واحدة، وكل مادة تكون منفصلة عن الأخرى، ومراعاة الفواصل والتسلية بالألعاب مع الطفل.
– الاهتمام بالصحة البدنية، وممارسة الرياضة وألعاب الذكاء، وألعاب زيادة التركيز، والاهتمام بالأكل الصحي والفيتامينات، والأكل المفيد للذاكرة.
– التواصل المستمر ومتابعة الطفل من قبل الآباء مع المدرسة.
واعلمي أيتها الأم، بأن الطفل العادي يكون تركيزه في الساعة الواحدة بعملية حسابية بسيطة، جمع عمر الطفل + واحد، يكون هذا عدد دقائق التركيز في الساعة، فمثلا لو بلغ العشر سنوات+1=11 يعني أنه في الساعة يكون قادرا على التركيز الجيد خلال 11 دقيقة فقط.
فمن الضروري جدا مراعاة الفاصل، وعدم إرغام الطفل، لأنه لن يستجيب أكثر من ذلك.
وأخيرا، المتابعة، ثم المتابعة، ثم المتابعة من الأهل وعدم الاعتماد على المدرسة مهما كانت، والاهتمام بالدروس الخصوصية فهذا لن يفيد الطفل وحده.