من الصعب التعامل مع الضيق، وغالبا ما يتم التعبير عن الضيق بأنه ألم كبير ومعاناة حادة ومحنة شديدة، وهذا الألم الخطير يمكن أن يستولي على قدرتنا على التفكير بشكل سليم؛ لأننا نتحول إلى وضع البقاء على قيد الحياة فقط مع عدم إمكانية الوصول إلى جزء حل المشكلات في أدمغتنا.. دونك طرقا مختلفة وصحية لكيفية التخلص من الضيق.
طرق التخلص من الضيق
تحديد الاحتياجات
عندما تمر بحالة من الضيق، قد تكون لديك حاجة عاطفية للشعور بالقبول أو الاستماع، وقد تكون لديك حاجة ملموسة لمزيد من المساعدة في جميع أنحاء المنزل، وربما تكون لديك حاجة بيئية للسلام والهدوء، أو حتى تسيطر عليك الحاجة النفسية لمعاملتك بلطف.
إن تسمية احتياجاتك قد تكون صعبة في تلك الفترة، في الواقع معظم الناس لا يعرفون احتياجاتهم في وقت الضيق، ولكنهم يميلون إلى الوقوع في أفكار مثل: “أتمنى لو كانت حياتي مختلفة”، “أتمنى لو لم تكن الأمور على هذا النحو”، “أتمنى لو كنت أكثر سعادة”.
عندما تشعر بالضيق، يجب أن تسأل نفسك: “ما الذي أحتاجه الآن؟”، غالبا سيكون ردك التلقائي: “أحتاج إلى ضغط أقل في حياتي!”، أو “أريد فقط أن أكون أكثر سعادة!”، إذا كان الأمر كذلك؛ فاستمر في طرح الأسئلة: “ماذا يعني ذلك بالضبط؟”، “كيف يبدو ذلك؟”، “ماذا يعني أن تشعر بذلك؟”، “كيف يمكن تحقيق ذلك؟ “، حتى تصل لإجابات حقيقية مرضية يمكنك من خلالها تحديد ما الذي تحتاجه حقا.
التركيز على ما تريده أكثر من التركيز على ما لا تريده
عند التفكير في احتياجاتك، قد يكون من المفيد أكثر أن تركز على ما تحتاجه بدلا من ما لا تحتاجه، مثلا: بدلا من أن تقول: “لا أريد أن أشعر بالوحدة”، وتركز تفكيرك على هذه الجملة، ابتكر طرقا أخرى للتفكير في أشياء يمكنك من خلالها الشعور بمزيد من التفاؤل والدعم والمشاركة في مجتمعك وأسرتك أو دائرة أصدقائك.
احترام احتياجاتك
بعد أن تكتشف ما تحتاجه، احترمه، واعمل على توصيل تلك الاحتياجات للآخرين؛ لأنك إذا لم تبلغ احتياجاتك بوضوح، فلن يعرف أحد كيفية دعمك، فلا يمكنك أن تتوقع أن يقرأ الناس أفكارك وبالتالي يقومون بتلبية احتياجاتك، هذه الطريقة ستجعلك تظلم نفسك والناس من حولك أيضا.
التحرك
عندما تشعر بالتوتر والضيق الشديد، يمكن أن تساعد الحركة في ضخ المزيد من الدم والأكسجين إلى الدماغ والتحول إلى حواسك ومحيطك لمساعدتك على الشعور بالأمان، ويعتمد نوع الحركة التي تقوم بها أثناء الضيق على ظروفك واحتياجاتك.
على سبيل المثال: إذا كنت تشعر بالضيق في الساعة الثالثة صباحا، فيمكن أن يساعدك مجرد التمدد، أو المشي، أو الركض في المكان، أو حتى هز أصابع قدميك.
تطوير حديث مغذٍ مع نفسك
تبدأ تغذيتك النفسية بالتحقق من صحة ما تشعر به وتقديم عبارات مريحة ومهدئة تساعدك على بث الأمل في نفسك، يمكنك التحدث مع نفسك أثناء الضيق قائلا: “أنت شخص جيد تمر بوقت عصيب، سوف تتغلب على هذا الأمر، كل شيء سيكون على ما يرام”.
اعكس القاعدة الذهبية
تنص القاعدة الذهبية على أنه يجب علينا معاملة الآخرين بالطريقة التي نود أن نعامل بها، والكثير ممن يمرون بأوقات عصيبة أو يشعرون بالضيق يتعاطفون مع الآخرين أكثر من تعاطفهم مع أنفسهم، عليك فقط أن تعكس القاعدة الذهبية وتبدأ في معاملة نفسك بلطف.
اللطف قد يشمل طلب المساعدة أو قول نعم أو لا عند السؤال، أو إخبار نفسك أنه من الجيد أنك فعلت شيئا نافعا حقا، وأنك ما زلت جميلا تستحق الاهتمام والمودة، وقد يشمل ذلك أيضا الاعتراف بأنك فعلت شيئا كان من الصعب عليك القيام به، حتى لو لم يلاحظه أحد، وبالطبع عليك مسامحة نفسك لارتكاب خطأ ما والتوقف عن لومها.
تدرب على تهدئة نفسك
إذا كنت تشعر بالضيق؛ ضع يدك على قلبك، تخيل ذكرى إيجابية حدثت معك، وتنفس كما لو أنك تتنفس داخل وخارج قلبك، وستشعر بالصلة بين يدك وقلبك مما يساعدك على الهدوء والتفاؤل والتفكير بطريقة إيجابية.
ممارسة وجهات نظر مختلفة
عندما تشعر بالضيق يمكن أن تقوم بإعادة تنشيط الماضي، وإنشاء عدد من القصص الخيالية حول ما حدث في الماضي وما يحدث الآن وما سيترتب على ذلك، والتي يمكن أن تكون ضارة وغير دقيقة أيضا.
بدلا من ذلك، توقف عن اختلاق القصص وفكر في ما ستقوله لشخص آخر في نفس الموقف، وفكر في وجهات النظر الأخرى الممكنة، لا بأس في أن تكون لطيفا مع نفسك كما تكون لطيفا مع الآخرين، إنها القاعدة الذهبية.