المُراهَقة هي فترة تمر بالفتيات والفتيان وتحدث تغيرًا كبيرًا في نموهم الجسدي والعقلي والنفسي، تبدأ سن المُراهَقة من 12 عاما، وتنتهي عند العشرين عامًا تقريبا.
المُراهِقة
المراهقة هي فتاة غادرت سن الطفولة، وأقبلت على سن الـ15، بدأت تنظر إلى ذاتها في المرآة كل يوم، وترى أنها قد كبرت وصارت يافعة، لقد بلغت واكتملت أنوثتها، فأصبح لديها شعورا بأنها باتت كبيرة ينظر إليها الجميع (الكبير والصغير) باحترام وتقدير، فقد تعدت أولى خطوات الطفولة، وأقبلت على أولى سنوات الشباب، وأصبحت ترى نفسها ذات شخصية، ولا بد من الأخذ برأيها، ولا تريد من أحد أن يفرض رأيه الشخصي عليها وعلى تفكيرها؛ كما تنظر إلى صديقاتها ماذا يفعلن؟ وماذا يرتدين من ثياب أنيقة وجذابة، وتريد أن تكون مثل فتيات جيلها، تحب أن تستمع إلى الغناء، الضحك بصوت عال، تحب الجلوس بمفردها أو مع صديقاتها.
أصبحت تريد أن ترتدي ثيابًا جميلة وجذابة تلفت به الأنظار، هذا الفتاة المُراهِقة تريد أن تخرج من عباءة والدتها التي طالما ظلت بداخلها سنوات طفولتها حتى اختنقت، فأرادت أن تنزع تلك العباءة التي تشعرها بأنها ليست ذات قيمة وليس لها رأي يؤخد به، فقط عليها واجبات ويجب عليها أن تنفذ برضاها أو بغير رضاها، لقد ملّت حتى جاءت لها تلك اللحظة وهي سن “المراهقة”.
فقد بدأت تتغير شيئًا فشيئًا، أصبحت تحب كل ما يحبه أصدقاؤها، وترفض نصح والدتها، وتعتبرها نصائح باتت قديمة لا تصلح للعصر التي هي فيه الآن، وبدأت رحلة المعاناة والشجار بين الأم والفتاة المراهقة، أصبحت الابنة لا تقبل بنصح أمها، وأصبحت الأم تعاني من تربية ابنتها.
توضيحات
بداية نريد أن نوضح شيئًا مهمًا ألا وهو سن المراهقة هو سن التغير لدى الفتيات والفتيان، وهو سن حرج جدًا؛ لأنه يبدأ بتغير في طبيعتهم الجسدية والنفسية والفكرية، ويطلق عليه في بعض الأحيان سن “المعارضة”، “أنت تريد وأنا لا أريد”، هؤلاء المراهقون يدركون جيدًا أن والديهم يحبونهم كثيرًا؛ لكنهم يريدون أن يشقوا هذا الطريق بأنفسهم دون التدخل في أمورهم التي يعتبرونها خاصة بهم، وما على الوالد والوالدة إلا أن ينفذوا رغباتهم دون شجار معهم.
أيتها الأم الفاضلة أعلمُ يقينًا أنك تحبين ابنتك كثيرًا، وتخافين عليها حتى من الهواء الذي يمر من أمامها، ولكن لا تجعلي خوفك وشدتك الزائدة تلتف حول رقبتها؛ فتخنقها؛ فتبتعد عنك شيئًا فشيئًا، فتمل حديثك معها، وتبدأ في رحلة البحث عن شخص آخر يستمع إليها ويتفهم حالتها ويحنو عليها، ولتعلمي أيتها الأم الفاضلة أن ابنتك قد بلغت وأدركت سن المراهقة، فهي لم تعد تلك الطفلة التي كانت في يوم من الأيام تجلس تحت قدميك، لـ”تمشطين” لها رأسها، وتضعين لها طوقًا جميلًا يزين شعرها، لقد كبرت وأصبحت تزين نفسها بنفسها، وأصبح لها رأيها الشخصي الخاص بها، وتريد منكم أن تحترموه وأن يوضع في الاعتبار، ما عليك فعله أيتها الأم مع ابنتك في سن المراهقة هو أن تصاحبيها وأن تحنو عليها، وتتفهمينها بكل أريحية وحب وصدق في المشاعر.
نصائح للأم
اجعلي ابنتك تتحدث إليك بكل ما يجول في خاطرها، علّمي ابنتك كيف تخاف من الله عز وجل، وأن تجعل الله رقيبًا عليها في كل وقت، علّمي ابنتك أنها إذا ضاق بها الحال واختنقت من شيء ما تلجأ إلى الله عزوجل، ثم تأتي إليك وتتحدث معك، وخففي عنها قدر المستطاع، وجهيها التوجيه الصحيح الذي يرضي الله عزوجل، تحدثي معها عن الله كثيرًا، وعلّميها أننا لا نتبع “موضة” بعينها.