التهاب الغدد الليمفاوية في الرقبة أو الفك أو أسفل الإبط أو أي منطقة أخرى من المشاكل التي تثير قلق الأشخاص بشكل ملحوظ، كونهم يميلون تلقائيًا إلى الاعتقاد الأسوأ وهو الإصابة بالأمراض السرطانية، وبالرغم من أن هذا الاحتمال قد يكون صحيحا، لكن هذا لا يعني على الإطلاق أن كل تورم للغدد الليمفاوية عبارة عن مرض خبيث، حيث يوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي لذلك، فما هي تلك الأسباب؟ وكيف يمكن علاج المشكلة؟ هذا ما سوف نتعرف عليه معا خلال السطور القادمة.
ما هي طبيعة التهاب الغدد الليمفاوية
كما نعرف جميعا أن جسم الإنسان يشتمل على الكثير من الغدد الصماء والقنوية، مثل الغدد اللعابية والكظرية والنخامية وغيرها، وكذلك الغدد الليمفاوية والتي تتخذ شكلا بيضاويا صغيرا للغاية أشبه بحجم الفاصوليا وتنتشر بأماكن عديدة بالجسم مثل الرقبة وأسفل الإبط وعلى امتداد الفخذين وغيرها من المناطق.
وتتمثل وظيفة الغدد الليمفاوية في مهاجمة أي نوع من الأجسام الغريبة التي تهاجم الجسم مثل البكتيريا الضارة والفيروسات والفطريات وغيرها، وتتصل الغدد الليمفاوية بمجموعة أوعية تسمى الأوعية الليمفاوية التي تحمل بداخلها سائلا يسمى السائل الليمفي الذي يحتوي بدوره على خلايا الدم البيضاء وكذلك الخلايا الميتة التي يجب تخليص الجسم منها.
وفيما يخص التهاب الغدد الليمفاوية فهو يكون على هيئة إصابة الغدة بالتورم نتيجة لتعرضها للفطريات أو البكتيريا أو بعض الأمراض السرطانية.
أبرز أعراض التهاب الغدد الليمفاوية
ينقسم الالتهاب الخاص بالغدد الليمفاوية إلى قسمين، وهما الالتهاب اللاعرضي، حيث لا يصاحب الالتهاب ظهور أي أعراض واضحة على الجسم، والالتهاب العرضي هو الذي يكون مصحوبا بمجموعة من الأعراض تتفاوت من حالة إلى أخرى وفقا لموضع الإصابة وأسبابها، ولكن بوجه عام تتمثل أبرز الأعراض فيما يلي:-
- يظهر على المصاب بعض الأعراض التي تنم عن إصابة الجهاز التنفسي بعدوى مثل التهاب الحلق، والسيلان الملحوظ من الأنف، وكذلك الإصابة بالحمى.
- تظهر بعص الانتفاخات الخفيفة أسفل الجلد سواء أسفل الذقن أو حول الأذنين.
- المعاناة من كثرة التعرق وفقدان الشهية، وكذلك نقص الوزن بشكل ملحوظ.
- قد يصاحب التهاب الغدد الليمفاوية تغيرات في جلد المصاب مثل ظهور بعض الخطوط أو احمراره بشكل ملحوظ.
أسباب التهاب الغدد الليمفاوية
تتعدد وتتنوع الأسباب التي قد تؤدي لحدوث التهابات وتورم بالغدد الليمفاوية المتواجدة بأي منطقة بالجسم، وذلك مثل:-
- قد يكون السبب هو خدش قط للشخص، فأصابه بمرض خدش القطة نتيجة لانتقال بعض أنواع البكتيريا للشخص، وفي المعتاد يزول الالتهاب الناتج عن مرض خدش القطة من تلقاء نفسه.
- التهاب الغدد الليمفاوية الأربية قد يكون نتيجة لوجود عدوى في الساقين أو القدمين أو حتى الأعضاء التناسلية.
- قد يكون سبب التورم والالتهاب إصابة المريض فيما قبل بالحصبة الألمانية أو يكون مصابا بها بالفعل في الوقت الحالي.
- تلتهب الغدد الليمفاوية نتيجة للإصابة بالأمراض السرطانية الخبيثة.
- عند المعاناة من التهاب الغدد المتواجدة خلف الأذن قد يكون السبب وجود عدوى بفروة الرأس أو الإصابة بمرض كثرة الوحيدات.
علاج التهاب الغدد الليمفاوية
يختلف علاج تورم الغدد الليمفاوية وفقا لسبب التورم ذاته، فقد يزول من تلقاء نفسه بعد عدة أسابيع، وذلك في حالة ما إذا كان ناتجا عن قيام الغدة بمحاربة بعض أنواع البكتيريا والفيروسات التي تهاجم الجسم، ولكن عند استمراره لا بد من زيارة الطبيب المختص، والذي يقوم بدوره باكتشاف طبيعة وأسباب التورم، ومن ثم تحديد طريقة العلاج المناسبة، فقد يقتصر العلاج على وصف بعض الأدوية المضادة للفيروسات، أو تلك المخففة للآلام، ولكن إذا كان الالتهاب نتيجة للإصابة بالسرطان لا تعود الغدد لحجمها الطبيعي مرة أخرى إلا بعد الشفاء التام منه.
التهاب الغدد الليمفاوية تحت الإبط
قد تصاب الغدد الليمفاوية المتواجدة أسفل الإبط بالالتهابات والتورم مثلها مثل كافة الغدد الأخرى، ولكن للأسف الشديد نجد أن الكثير من الأشخاص يصابون بالذعر بمجرد ملاحظة التورم المصاحب لالتهاب الغدة، كونهم يعتقدون على الفور أنهم مصابون بمرض خبيث.
وفي الحقيقة أن كل تورم أسفل الإبط لا يعني إطلاقا الإصابة بمرض خبيث، بل قد يحدث هذا التورم نتيجة لمهاجمة البكتيريا لتلك الغدد، أو الزيادة في إفرازات العرق الذي أدى لتلوث المكان، كما قد يكون الورم نتيجة للقيام بالحلاقة بشكل مستمر مما أصاب المنطقة بالالتهاب، وغيرها من الأسباب.