التينيا الملونة، وتُعرف أيضًا بالسعفة المُبرقشة أو النخالية المُبرقشة، وهي عدوى فطرية تصيب الجلد بسبب نوع من الفطريات التي تعيش على جلد الإنسان بشكلٍ طبيعي، لكن قد يحدث أحيانًا أن هذه الكائنات الدقيقة تخرج عن السيطرة وتنمو بأعداد كبيرة، وتتداخل مع التصبغ الطبيعي للجلد مسببة رقعًا صغيرة ملونة على الجلد، قد تكون أغمق أو أفتح من لون البشرة الطبيعي، وتظهر غالبًا في منطقة الجذع والكتفين.
وتجدر الإشارة إلى أن معدلات الإصابة بهذه الحالة ترتفع لدى المراهقين والشباب، كما أنها ليست مؤلمة أو مُعدية، بحيث لا تنتقل من شخص إلى آخر، ولا تسبب أي مشاكل صحية أخرى، ولكنها تسبب نوعًا من الإحراج والخوف من الظهور لدى الشخص المصاب أمام الناس.
أسباب حدوث التينيا الملونة:
هناك عدة عوامل وأسباب بيئية وبيولوجية تعزز من الإصابة بالتينيا الملونة، ومنها:
- العيش في مناخ حار أو رطب.
- ضعف واضطرابات في جهاز المناعة.
- التغيرات الهرمونية.
- التعرق المفرط.
- امتلاك بشرة دهنية.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتينيا الملونة.
أعراض التينيا الملونة:
يُعتبر العرض الرئيسي والأكثر وضوحًا، هو ظهور بقع يختلف لونها عن لون الجلد الطبيعي، وعادةً ما تظهر هذه البقع في منطقة الصدر، أو الذراعين، أو الرقبة، أو الظهر، وقد تكون هذه البقع أفتح من الجلد المحيط وهو الأكثر شيوعًا، أو أغمق منه وتميل إلى اللون الوردي أو الأحمر أو البني، وتكون جافة ومتقشرة ويصاحبها حكة، وتظهر بشكل بارز في مكان تلون الجلد، كما أنها معرضة للاختفاء في الطقس البارد والأقل رطوبة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الأعراض قد تتداخل مع بعض الأمراض الجلدية الأخرى كالبهاق، لكن يختلف البهاق عن التينيا الملونة في بعض الصفات والتي تساعد في التشخيص، ومنها أن البهاق لا يؤثر على نسيج البشرة، كما أنه يظهر غالبًا على الأصابع، والرسغين، والفم، والعينين، والإبطين، كما أن بقع البهاق تظهر غالبًا بشكل متناظر.
ومن ناحيةٍ أخرى، فإن الطفح الجلدي الناتج عن الإصابة بالنخالة الوردية يشبه التينيا الملونة، لكن يتميز عنها بظهور رقعة حمراء وحيدة على الجلد قبل أيام أو أسابيع من ظهور الطفح الجلدي، والذي يظهر على شكل شجرة عيد الميلاد على الظهر.
تشخيص التينيا الملونة:
يقوم الطبيب بالتشخيص من خلال فحص البقع الظاهرة على الجلد بواسطة النظر أولًا، وقد يستخدم مصباحًا يعمل بالأشعة فوق البنفسجية، بحيث يظهر الجلد المصاب باللون الأصفر أو الأخضر، ولتأكيد الإصابة يقوم بأخذ عينة من خلايا الجلد عن طريق كشط المنطقة المصابة برفق وأخذ القشور على شريحة مجهرية مع إضافة محلول هيدروكسيد البوتاسيوم، ومن ثَمّ توضع الشريحة تحت المجهر لرؤية الفطريات، أما في الأطفال يستخدم الطبيب شريطًا لاصقًا يضعه على مكان الإصابة بإحكام، ثم يقوم بنزعه ووضعه على شريحة مجهرية.
علاج التينيا الملونة:
يعتمد نوع العلاج على حجم المنطقة المصابة، وموقعها، وسُمكها، وتشمل الخيارات العلاجية ما يأتي:
- مضادات الفطريات الموضعية، والتي يتم تطبيقها مباشرةً على البشرة، وقد تكون على شكل كريم، أو صابون، أو شامبو، أو غسول، والتي تعمل على ضبط نمو الفطريات المسببة للتينيا الملونة وتُبقيها تحت السيطرة.
- أدوية على شكل أقراص وتُؤخذ عن طريق الفم، ويلجأ إليها الطبيب لعلاج الحالات الأكثر خطورة والمتكررة، أو قد تُستخدم في بعض الحالات لأنها توفر حلًا فعالًا وسريعًا في مكافحة العدوى الفطرية.
الوقاية من التينيا الملونة:
تعتمد طرق الوقاية بشكل أساسي على تجنب العوامل التي تزيد من خطر الإصابة أو تكرارها بعد العلاج، بالإضافة إلى استخدام بعض المستحضرات الطبية، وتشمل هذه النصائح ما يلي:
- تجنب استخدام منتجات البشرة الدهنية.
- حاول الابتعاد عن الأماكن الحارة والرطبة، وقلل من تعرضك لأشعة الشمس، لأن ذلك يجعلك أكثر عُرضة لتكرار الإصابة، أو تفاقم الأعراض بحيث تبدو البقع أكثر ظهورًا.
- إن كنت مضطرًا للخروج في الشمس، استخدم شامبو مضادًا للفطريات لمدة يومين قبل الخروج.
- استخدم واقي شمس يوميًا، مع الحرص على اختيار نوع ذي تركيبة غير دهنية مع عامل حماية من الشمس بمقدار 30 على الأقل.
- ابتعد عن ارتداء الملابس الضيقة.
- احرص على ارتداء الملابس المسامية مثل الملابس القطنية، وذلك لتقليل التعرق.
هل تعود البشرة إلى طبيعتها بعد علاج التينيا الملونة؟
لحسن الحظ أن الطرق العلاجية مع التدابير الوقائية تساعد على تحسين حالة الجلد تدريجيًا، والتخلص من الأعراض المصاحبة للمرض، لكن قد تحتاج لعدة أسابيع أو أشهر حتى تختفي البقع تمامًا، وهذا يعتمد على درجة الإصابة وحدتها، إذن الأمر يختلف من شخص إلى آخر، وقد تعود العدوى بالظهور مرةً أخرى في حال التعرض للأجواء الحارة والرطبة، وبالتالي قد يصف الطبيب الأدوية المضادة للفطريات مرة أو مرتين في الشهر للقضاء على العدوى والأعراض المرافقة لها.