هل سمعت من قبل عن الجاثوم؟ إنه ذلك الوضع الصحي العجيب، الذي يعرف علميا باسم شلل النوم، ويدفع المصاب إلى العجز الكامل عن الحركة أو التحدث خلال إحدى مراحل الاستغراق في النوم، ما يستدعي معرفة أسبابه لضمان دقة علاجه، كما نكشف الآن.
ما هو الجاثوم؟
يؤكد الأطباء أن شلل النوم أو الجاثوم، يعتبر من أكثر التجارب المرعبة المرتبطة باضطرابات النوم، والتي تصيب البشر من جميع الأعمار –خاصة المراهقين والشباب الصغار- حيث يشعر المرء بعدم القدرة على الحركة أو الكلام لبعض الوقت أثناء نومه، في لحظات مخيفة، إلا أنه على الرغم من ذلك لا يعد من الحالات الصحية المضرة، ويمر على المصاب خلال ثوان أو دقائق بسيطة.
يصاب الكثير من البشر بالجاثوم لمرة أو مرتين، على مدار سنوات حياتهم الطويلة، إلا أنه توجد نسبة من البشر قد أصيبت بتلك الحالة الصحية المثيرة للقلق بصورة أكثر تكرارا، وتتجاوز بضع مرات خلال شهر واحد فقط.
الأعراض
تعد العلامة الأبرز على المعاناة من الجاثوم، هي قدرة الإنسان على الإحساس الكامل بما يدور حوله، في ظل عجزه التام عن النطق ولو بكلمة واحدة، أو عن تحريك إحدى أصابعه، وذلك أثناء النوم أو بداية الاستيقاظ.
يعاني الشخص حينئذ من صعوبة بالغة في التنفس بعمق، وكأن صدره مقيد أو يتعرض للسحق، كذلك يمر البعض في تلك اللحظات ببعض الهلاوس، التي تخيل لهم وجود أشخاص أو أشياء غريبة معهم في نفس الغرفة لإلحاق الأذى بهم، فيما يتطور الأمر أحيانا إلى قدرة المصاب على فتح عينيه وتحريكهما لكن دون أي سيطرة على جسده.
يجد المصاب بالجاثوم نفسه بعد مرور لحظات أو دقائق على ذلك الاضطراب الغامض، قادرا على التحرك والتحدث بصورة طبيعية، بالرغم مما عاناه من تجربة مرعبة، تترك بداخله مشاعر من القلق والتوتر، لبعض الوقت بعدها.
أسباب الإصابة
يرى المتخصصون أن الجاثوم أو شلل النوم، دائما ما يصاحب المصاب خلال إحدى مراحل النوم المعروفة باسم نوم حركة العين السريعة، والتي تشهد نشاطا ملحوظا للعقل وتدفقا واضحا للأحلام، إذ يبدو النائم واعيا بما يدور من حوله دون أن يملك القدرة على إحداث أي فارق.
لم يتأكد الأطباء من أسباب مؤكدة تؤدي إلى اختبار تلك الحالة، إلا أنها غالبا ما تصيب الشخص الذي يعاني من الأرق أو الحرمان من النوم، أو الذي يستغرق في النوم في مواعيد مختلفة عن الطبيعية، كالذي يعمل في المساء وينام في الصباح.
كذلك يربط العلم بين الإصابة بالجاثوم والنوم على الظهر، فيما تأتي العوامل الوراثية هي الأخرى لتكون إحدى المحفزات الرئيسية على المعاناة من تلك الأزمة.
هل يوجد علاج؟
المعتاد هو أن يتحسن الوضع الصحي للشخص المصاب بالجاثوم، من تلقاء نفسه، إلا أن ذلك لا يمنع وجود بعض العادات الصحية، التي يمكن أن تساعد على تخطي الأزمة بشكل أسرع، حيث يعد النوم ليلا، ولمدة تتراوح بين 6 و 8 ساعات كاملة من الأمور الصحية المحفزة على الوقاية من شلل النوم.
كما أن الذهاب للفراش للنوم في ميعاد يومي ثابت، أسلوب وقائي مذهل من الجاثوم، وخاصة إن حرص الإنسان على تهيئة أجواء الغرفة لنوم مريح وهادئ بلا أي عوامل تدعو إلى التشتت.
أما بالنسبة لتناول الطعام ليلا، فينصح الأطباء بتجنب الأكلات الدسمة قبل الذهاب للنوم، ما ينطبق على الكافيين أو التدخين، ومع الوضع في الاعتبار أهمية ممارسة الرياضة، ولكن أيضا قبل النوم بفترة كافية تتجاوز الـ4 ساعات.
في النهاية، يبدو الجاثوم من حالات اضطراب النوم المرعبة، إلا أن أضراره بسيطة تذهب مع انتهائه في دقائق معدودة، فيما يتطلب زيارة الأطباء، مع تكراره الزائد عن الحد.